د.ماجد عزت إسرائيل
كانت السنة المصرية القديمة في أول أمرها قمرية، ونستـــدل على ذلك بأن اسم الشهر عندهـم"إيد" ويعبر عنه في الرسم بالهلال أو النجم،وكان اليوم ينقسم إلى أربع وعشرين ساعة، 12 ساعة لليل و12 ساعة للنهار،وكانت السـنة القمرية 360 يوماً، وظـلت تستخدم في طـقوس العبادة، ثم أخذ المصريون القدمـاء بنظـام السنة الشمسية، بالإضـافة إلى السنة القــمرية، وأكملوها بضم خمـسة أيام إليها، فأصبـحت السنة تتكون من 365 يومًا ، وفي كل أربـــع سنــــوات توجد سنة واحدة كبيســــة يضـاف إليها 6 أيام، أما السنة البـسيطة فيضاف إليها 5 أيام في آخرها .
و التقويم القبطي وضع على أساس التقويم المصري القديم، واعتبرت فيه السنة 365 وربع يوماً، وهى تنقســم إلى اثني عشر شهراً بكل منها 30 يوماً ثم يضاف خمسة أو ستة أيام تسمى بالنسيء، ويستخدم الأقـباط بمصر الأشهر القـبطية في تأريخ حوادثهم وتسجيل وقائعـهم وتدخل في تقويمهم الذي بـدأ بيوم 29 أغسطس سنــة 284م، وهـو تاريــخ تــولى الإمـبراطور" دقـلديانوس " حكم الإمبراطـورية الرومانية، والذي استشهد فيه على يديه نحو(840000 شهيد)، ويعرف هذا التقويم باسم ( التـقويم القبـطي) ويطلق عليه (تقـــويم الشهداء)، وهو يتبع التقـــويم اليولياني، ولهذا نجـــد أن الخـــطأ المتراكم بين الحســاب اليولياني والحساب والجريجوري قـــد بلـــغ 13 يوماً في التـقويم القبطي، وتستعمله الكنيسة.
بينما اعتمد الرومان في تقويمهم على التــقويم الإغريقي كانت السنة عندهم مكونًه من عشر أشهر، أطلــقوا عليها: ماتيــوس وإبريليس وجونيوس وكونتيلس وسكتلــيس وسبتمبر وأكتـوبر ونوفمبر وديسمبر، وكانت السنة 304 أيام، ويبـدو أيضًا أنهـم قــد تجاهــلوا السـتين يومًا الباقية التي تقع في منتـصف الشـتاء، ويُفـــترض أن "رومـــولوس" حاكم روما الأول الأسطـوري هو أول من أدخل هـذا التـــقويم نحو عـام 738 ق.م.
وطبقـا لما تناقلته الأجيال، فإن التقويم الذي وضعه الـحاكم الروماني "نــــوما بُومْبيِلْيُوس"(Numa Pompilius)، كان يبدأ في شهر مـارس، وكانت السنة عشر أشـــهر فقط، ولما أدرك هــذا الملك نقـــــص التـــقويم أضاف شهرين هما شهر يناير وفبراير إلى أول الـــعام القـــديم، وليس إلى آخره، وأصبحت السنة الرومانية 355 يوماً، وأدى الخطأ المتراكـم حتى أيام" يوليوس قيصر"(46-44 ق.م )، إلى ظـهور ما يـعرف بالتقويــم (الجولياني) الذي نشــأ عن الحساب الخاطئ في السنة الرومانية؛ لأنه كان يقوم على أساس السنة القمرية ،عندئذ وبناء على نصيحة عالم الفلك السـكندري"سُوسِيجــِينيس" (sosigenes) الـذي عاش في عصر بطلميـوس الثالث، اقترح عليــه إضافة ست وسبعين يوماً جديداً لعام 44 ق.م،وبذلك أصبح عدد أيام السنة الجديدة 365 يوماً وربع يوم، وبذلك تطابقت السنة القمرية الرومانية مع السنة الشمسية، وبــدأ هذا التطبيق منذ أول يناير عام 45 ق. م.
وقد استمر العمل بهذا التقويم حتى سنة 1582م حين لاحظ الفلكيون في عهد بابا روما "جريجوريوس الثالث عش" خطــــأً في الحساب الشمسي، وأن الفرق بين السنة المعمول بها والحساب الحقيقي 11 دقيقة و14 ثانية، وهذا الفرق اليسير يعادل يوماً في 128 عاماً، فأصدر البابا"جريجوريوس الثالث عشر" أوامره بتصحيح الخطأ المتراكـــم فأصبح يوم 5 أكتــــوبر من سنة 1582م، هـو يوم 15 أكتوبر سنة 1582م، وهــو التــقويم المعروف بـ "الجريــجورى" السائد الآن في العالم (التقويم الإفرنجي أو الميلادي).
وأدخل الرومان تعــديلات على مسـميات الشـهور تكريماً وتخليداً لحكامهم؛ فسموا شهر كونتيلس شهر يوليو تكريمًا "ليـوليــوس قيـصر" وأعاد مجلس الشيوخ الروماني تسمية شهر سكتلـيس إلى أغسطس تكريمًا للإمبراطور "أوغسـطس"، وهـذا الأخير نقـل يومًا من شـهر فـبراير إلى أغسطس،.ولقد تبنت الشـعوب الأُوروبية التي تدين بالمــذهب الكاثوليكي التـقويم الجريجوري مباشرة، واحتفظت مختلف ولايات ألمـانيا بالتــقويم الجولياني حتى عام 1700م، و تحولت بريطانيا والمستـعمرات الأمريكية إلى التقويم الجريجـوري عام 1752م، ولم تأخـذ به روسيـا إلا عام 1918م، في أعقاب الثورة البلشفية (1917م)، بينما فعلت تركيا ذلك عام 1927م،وفي عام 1972م ابتـكر نظام الثانية الكبيسة لحـفظ التقـويم، بما يتفـق مع الزمن المرتـكز على الرصـد الفلكي.
ويرتكز التقويم الميلادي على السنة التي ولد فيها السيد المسيح، وتميز التــواريخ السابقـة على هـذه السنـة بالرمز (ق.م) ويعــني قبـل الميــلاد، أما التواريـخ اللاحقــة لتلـــك السنة فتكون متبـــوعة بالرمز (م) ويعـــني ميلادية. وأخيراً كل عام وانتم بخير.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com