«طظ في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر».. إحدى أشهر العبارات التي نطق بها محمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، والسابع منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا عام 1928.
يُعد «عاكف» (85عامًا) حلقة الوصل بين جيلين في مكتب الإرشاد تبدو الهوة العمرية بينهما كبيرة، الأول اصطُلح على تسميته الحرس القديم الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين، والثاني من جيل الوسط الخمسيني الذي بدأ العمل الإسلامي في الجامعات المصرية في حقبة السبعينيات.
فعاكف الذي ولد في عام تأسيس الجماعة 1928 وتخرج في كلية التربية الرياضية، يُعد من شعبة «أهل السبق»، بتعبير شيوخ الجماعة، التحق بصفوفها ولم يُكمل الثانية عشرة من عمره، وتربى على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا، واستهل ظهوره في الجماعة بالالتحاق بالنظام الخاص فالتنظيم السري، وشارك في عمليات خاصة في مقاومة قوات الاحتلال الإنجليزي في قناة السويس، كما التزم موقف قيادتها الرسمية ولم ينشق مع كثير من قيادات النظام الخاص الذين انحاز بعضهم لجمال عبدالناصر في صراعه مع حسن الهضيبي، وصدر بحقه حكم بالإعدام خفف إلى السجن، حيث قضى ضمن قليلين من أعضائها، عشرين عامًا كاملة في سجون العهد الناصري ( 1954- 1974).. وظل طوال نحو ثلاثين عامًا في سدة القيادة حتى انتخب عضوًا في أعلى هيئاتها (مكتب الإرشاد) منذ 1987..
مثل «عاكف» نقطة التقاء الداخل والخارج في الإخوان أو بين قيادة التنظيم الرئيسية في مصر وبين قيادة التنظيم العالمي، حيث كان من أبرز من تولوا عبء تأسيس هذا التنظيم حين استبق مع مصطفي مشهور، المرشد الأسبق، بعدة أيام أحداث سبتمبر 1981 الشهيرة التي اعتقل فيها الرئيس السادات قيادات القوى السياسية المختلفة ومن بينها الإخوان، فغادر «عاكف» البلاد إلى ألمانيا، حيث تولى مهام تأسيس وإدارة المركز الإسلامي في ميونيخ والذي تحول إلى مقر لاجتماعات التنظيم الدولي.
شارك «عاكف» مصطفي مشهور في تأسيس هذا التنظيم الدولي حتى وضعت لائحته، وأعلن رسميًّا في مايو من عام 1982 وهو ما سمح له ببناء علاقات واسعة مع قيادات تنظيمات الإخوان في كل أنحاء العالم، كما كان له دور كبير في ملفات الإخوان العالمية وعلى رأسها ملف الجهاد الأفغاني، ويقضى «عاكف» حاليًّا عقوبة الحبس الاحتياطي على ذمة عدد من القضايا في التحريض على العنف.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com