بقلم: عاطف موسى
اعتدنا في كل قضية أن نترك العقل جانبًا.. للصراخ والبكاء والعويل –للتهديد والتنديد– وعمل أي شيء لا يفيد.
اعتدنا أن نسقط أي قضية لنا بأيدينا لا بأيدي قاتلينا، فتخرج الجناحر لتلقى بالتصريحات المتوافقه والمتناقضه وكل من هب ودب يدلى بدلوه عله يفجر بركان الغضب الكامن داخله على حساب دماء سفكت وأبرياء قد خطفت زهرة شبابهم.
والدوله بموقف تعرف كيف تجيد اداره الحوار ونقله من موقف المدافع لموقف صاحب حق وقضيه . والازمه هذه المره – ولاول مره - قد تم احتوائها اعلاميا بالمقام الاول فى اصدار بيانات تدين وتشجب . وعقد لقاءات وبرامج تلفيزيونيه وصحفيه وستنتهى كالعاده بتوصيات جديده ولكن هى قديمه فى ذات الوقت . ان الوحده الوطنيه لابديل عنها وان اقباط مصر هم من نسيج هذا الوطن واللى فى القلب فى القلب مين يقدر يغيره ؟
ولكم اسعد الامن ان يضرب عصفورين بحجر واحد فقط تخلص من مجموعه من الاقباط وفى المقابل قد تخلص من ثلاث من الخارجين على القانون – ربما قد تم اعطائهم ضوءا أخضر من قبل هذه الجهات – وكما فعلت العراق حين ترجمت بمفهومها رضا امريكا عن ضرب الكويت ثم اكتشفت انها قد حفرت قبرا لها بيدها . هكذا - فأن من اخرج هؤلاء من المعتقل ربما قد اعطى لهم ضوءا بالمضى فى تنفيذ الأجنده المعتاده .
وهم ايضا من استطاعوا اخراس السنتهم بعد الحادث بوعود لن يتم الوفاء بها لخروج الموضوع من حيز المعتاد – لحيز الانفجار والغضب والسخط القبطى والدولى .
فبعد كل الاحداث المتلاحقه والتى تؤكد ان الانفجار وشيك والاحتقان فى ذروته لم نجد سياره شرطه امام اى كنيسه بمحافظه قنا . ورغم هذا فان كل المتحدثين يصفون الامن بأنه ليس بالامكان افضل مما كان
فربما فى نجع حمادى كنيستان او ثلاث او حتى خمسه . أهل سيضير الامن ان تكون هناك سياره شرطه امام كل كنيسه ؟ الا يوجد خمس سيارات شرطه بمدينه مثل نجع حمادى ؟
ان وقوف سياره شرطه امام اى كنيسه بليله عيد ولو للديكور – كان كفيلا ان يعيد للقتله التفكير الف مره فى العمل الاجرامى الذى قاموا به .
ولكن كيف يكون لاقباط مصر كلمه فى هذا العمل الاجرامى الارهابى البشع - ليكون محورا لتعديل الوضــع القائم من دائره الانغلاق الى دائره التفعيل .
فأن اشد ما أزعجنى تصريحات نيافه الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى التى اقل من ان توصف بالسلبيه المطلقه . وان كنا اعتدنا عدم نقد رموز الكنيسه ولكننا لانريد ان تكون تصريحاتهم ضاره بمصلحه الشعب القبطى على وجه العموم .
فرسم التخاذل والتراخى فى المطالبه بأبسط الحقوق يضاعف من مطالبه الاخر بالمزيد من التنازلات . فالاقليات المسيحيه موجوده بدول كثيره – ولكن بمصر فقط وضعا مختلفا .. فتخاذل قاده الكنيسه اوصل شعبها لهذا الخوف الغير مبرر .. واوصل شعبها لهذا التمييز .
وكأن مسيحيى مصر دون قصد . هم من قاموا بتنفيذ الاجنده الحكوميه . وهم من اعتادوا على الانحناء بدعوى ان لهم مكانا آخرغير ارضى سيجازون فيه .
وان كان السيد المسيح له كل المجد قد اوصانا بمحبه اعدائنا – فأنه لم يمنعنا من الاعتراض على اسلوبهم. فحين لطمه عبد رئيس الكهنه اجابه يسوع : ان كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني – يوحنا 18:22
اعرف ان العديد من الاباء الكهنه قد تعرضوا لضغوط امنيه متواصله منذ سنوات من جهاز أمن الدوله . وبين الاستثاره والترغيب والترهيب – حتى تشكلت شخصيه كنسيه جديده تحت شروط ومحاذير لم تشهدها الكنيسه القبطيه حتى نهايه الستينيات من القرن الماضى . ولكن كلمه لاباءنا كهنه واساقفه ومطارنه – ولاخوتى شمامسه وشعبا . ان حياتنا اضحت على المحك فى ان نقول كلمتنا بلا خوف طالما اننا لن نحيد عن حق – ولنعلم ان الخوف الذى نعيشه هو الخطر الذى نخشاه .
tefa_mas1954@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com