علقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على "المزاعم" المثارة منذ سنوات مضت، والتى تفيد بأن حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى هو الأساس لتحسين مكانة الولايات المتحدة فى البلدان العربية، وبين المسلمين فى العالم، لافتة إلى أن مسئولين بالإدارة الأمريكية والعديد من وسائل الإعلام هناك وبعض الدول الأخرى، يعتقدون أنه ليس أمام الولايات المتحدة لاستعادة مكانتها فى المنطقة، سوى اللجوء إلى سياسة "أكثر حيادية" حيال إسرائيل، كما أن الضغوط الأمريكية على إسرائيل لإنهاء هذا الصراع، سوف يعيد المكانة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة فى مقال بثته فى موقعها الإلكترونى مساء أمس، أن بعض المنظمات الإسرائيلية القوية ومن بينها اللوبى اليهودى فى واشنطن يساورها هذا الاعتقاد بشكل رئيسى، والذى يفسر الموقف المهتز للولايات المتحدة فى العالم العربى، وأشارت الصحيفة إلى موجات الغضب والكراهية ضد الولايات المتحدة، فى الشارع العربى، والذى يهلل أحيانا لهجمات إرهابية فى الغرب، والذى يفسر على أنه رد فعل على السياسة "الأحادية الجانب" التى تنتهجها الولايات المتحدة.
كما أشارت الصحيفة إلى قول محللين وسياسيين، بأن مثل هذه السياسات تضر بالمصلحة الوطنية ووضع الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وبأن السياسة الأمريكية المنحازة إلى إسرائيل تشكل خطرا على الموقف الأمريكى.
وتابعت الصحيفة بقولها "لكن استعراض الأحداث التى وقعت خلال العامين الماضيين فى المنطقة، يحد من هذه الفرضية التى تشير إلى أن وضع أمريكا فى العالم العربى، يتحدد بشكل رئيسى بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية"، ففى عهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما، هناك كثير من المساعدين له يميلون نحو تبنى فكرة أن الطريق إلى قلب العرب يكمن فى "مجرد حل" للصراع الفلسطينى الاسرائيلى، لكن الصحيفة زعمت أن هذا الوضع ليس له صلة تذكر بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية، على الرغم من أنه لا يزال هناك مسئولون كبار بالإدارة الأمريكية يعتقدون بذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين خسروا الجيش والحكومة والشعب فى مصر ليس بسبب القضية الفلسطينية بل بسبب الافتقار الكبير إلى فهم القضايا الداخلية فى مصر، بينما تتمسك بالقيم والخطابات البعيدة عن تسلسل الأحداث هناك، ونتيجة لذلك لم يعد الكثيرون فى مصر ينظرون لأمريكا على أنها رمز للحرية، ولا يثقون بها كحليف يمكن الاعتماد عليه.
ورأت "يديعوت أحرونوت"، أن العرب والمسلمين فى العالم، أصبحوا ينتابهم الشكوك إزاء موقف الولايات المتحدة فى مواجهة أعمال القتل فى سوريا وحتى الدول الحليفة لواشنطن، مثل المملكة العربية السعودية والأردن ودول الخليج، تفكر فى علاقاتها مع واشنطن، وفى قدرة الولايات المتحدة على مواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com