قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن شعار "سقوط العسكر" من اختراع الإخوان، مؤكدا أن الشعب لن يختار إلا الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، رئيسا، لأنه المنقذ بالنسبة له، وهو بذلك يحمِّله ما لا يطيق، ويجعله مثارا للشفقة.
وطالب عصفور في لقائه بعماد الدين أديب خلال برنامج "بهدوووء" على قناة cbc، من يرسخون لصناعة فرعون جديد بالتوقف فورا، لأن النفاق ليس في صالح السيسي أو مصر، واصفا وزير الدفاع بأنه ليس عسكريا تقليديا، لأن لديه رؤية مختلفة عن عقلية المشير حسين طنطاوي، لافتا إلى أن مبارك كان حاكما ممتازا في سنواته العشر الأولى، لكن المصريين صنعوا منه فرعونا، مشددا على أن صناعة الفرعون لا علاقة لها بمدنية أو عسكرية الحاكم.
وأوضح أن الإخوان "لن يكونوا شيئا مرة أخرى إلا اذا آمنوا بعدم استخدام الدين لتحقيق منفعة، وإلا سيحكمون على أنفسهم بالإعدام، ويجب أن يعترفوا أنهم على باطل، وأن الشرعية يمنحها ويسحبها الناس"، مشيرا إلى أن مرسي أراد تسخير الناس لمشروع جماعته، ولم يستمع إلى صوت الحكمة.
وأضاف وزير الثقافة الأسبق أن الجيش منذ عهد محمد علي كان الركيزة الأساسية للدولة الحديثة، وسقطت تلك الفكرة على يد مبارك، مطالبا بعدم التفريط في النص على مدنية الدولة في الدستور الجديد بشكل صريح، لأن مصر "على مشارف مرحلة جديدة، وهي قادرة على وأد الدولة الفرعونية أيا كانت، من خلال البرلمان والقضاء والرقابة المنضبطة".
وقال إن الشعب يسير في اتجاه اختيار السيسي رئيسا بشكل كبير، لأنه وضع رقبته على كفه، وأنقذ البلاد من مخطط الإخوان، ويستحق أن يحكم البلاد وإن كان رافضا للترشح، لأن الناس هي صاحبة القرار، مشيرا إلى رضوخ جمال عبد الناصر لقرار الشعب بعد النكسة. وأضاف أن الشعب لا يثق في الحكومة الحالية لأنها بدون رئيس جريء أو رؤية واضحة، ووصفها بالحكومة الخائبة، لأنها لا تستفيد مما يُمنح لها من منح خارجية ودعم شعبي.
ولفت عصفور إلى أنه يفضل الحاكم المدني، لكنه ليس موجودا على الساحة، مشيرا إلى أن المصريين يصلحون للديمقراطية، لكن الأمر يستلزم تثقيفهم وتوعيتهم، وإن كان التحدي صعبا، مطالبا الرئيس المقبل بالاجتماع بالجميع عدا من تلوثت أيديهم بالدماء، والأهم أن يستمع إلى المعارضة قبل المؤيدين، مشيرا إلى أن عمرو حمزاوي يدافع عن أفكاره الليبرالية وإن اختلف الناس معه، لكنه صاحب رأي ويجب احترامه، ووصف حزب النور بأنه "وجه (حزب الله) الآخر في مصر، واختار الاسم كي يُدخلنا في أتون الصراع الديني".
ووصف ثورة 25 يناير بأنها "ثورة منقوصة، خاصة في ظل أزمة النخبة التي لا تتوجه للناس، وبسبب الاستبداد الذي لا يريد الخير لهذا البلد"، مؤكدا أن قانون التظاهر موفق جدا ومناسب للمرحلة الحالية، لكن "ازدواجية الحكومة تؤدي إلى الجدل حوله، بعد السماح بالتظاهر في أوضاع غير طبيعية".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com