ردود أفعال متفاوتة ومتتالية شهدتها فرنسا على مدار الأيام القليلة الماضية، عقب خروج وزيرة العدل الفرنسية سمراء البشرة، كريستيان توبيرا، عن صمتها، وذلك للمرة الأولى منذ شغلها هذا المنصب بخصوص مسلسل الإهانات العنصرية التي تتعرّض له.
دقت توبيرا ناقوس الخطر في مقابلة أجرتها مع صحيفة ليبراسيون اليومية اليسارية بشأن ما وصفته بـ "ارتفاع مد العنصرية في فرنسا". وقالت "أتعرّض لإهانات متصلة بالقردة والموز منذ فترة طويلة، لكن يبدو أن هناك ثمة شيء، لأن أحدًا لم يتحدث عن تلك الإهانات. وأتصوّر أن المشكلة متجذرة بشكل متعمق في المجتمع الفرنسي".
أبعد من زلات اللسان
أضافت "كما أرى أن الأمر غير مرتبط بزلات اللسان القليلة الطائشة، بل إنها أكثر خطورة من ذلك، فالموانع اختفت، ولم يعد لها وجود، والحواجز تم اختراقها كلها".
من الجدير ذكره أن توبيرا، التي تبلغ من العمر 61 عامًا، قد ولدت في كايين (عاصمة غويانا الفرنسية)، لأسرة بسيطة، وأكملت دراساتها بعد ذلك في العاصمة باريس. وقبل أن تصبح وزيرة للعدل عام 2012، عملت توبيرا، وهي مطلقة وأم لأربعة أولاد، كنائب في الجمعية الوطنية الفرنسية، باعتبارها عضوًا في البرلمان الأوروبي.
وكانت أول سيدة ذات بشرة سمراء تخوض غمار الترشح في انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2002. كما سبق لها أن ألّفت 4 كتب، 3 منها تتحدث عن الاستعمار وتجارة الرقيق. وذاع صيتها لدعمها تشريع زواج المثليين في فرنسا في مطلع العام الجاري.
الغالبية ترفضها
وفي رد من جانبه على تلك الزوبعة المثارة حول توبيرا، طالب الرئيس فرانسوا هولاند بضرورة التزام الحيطة والحذر في ما يتعلق بتهديد العنصرية، بينما سعى رئيس الوزراء جان مارك إيرولت إلى نفي ما يقال عن حدوث تغيير جذري في المواقف العامة.
وقال إيرولت بهذا الخصوص "أنا مقتنع بأن الغالبية العظمى من الشعب الفرنسي لا تقبل العنصرية". وإضافة إلى ذلك، حظيت توبيرا بدعم المؤلفة الكاميرونية، ليونورا ميانو، التي حصدت يوم الأربعاء الماضي جائزة "فيمينا" الأدبية الفرنسية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com