كتب : علاء عمران
يقدم معرض الشارقة الدولي للكتاب مجموعة كبيرة من الفعاليات المتنوعة التي تزيد بهجة الأطفال وتعرفهم على جوانب مختلفة من الحياة، ومن بين هذه الفعاليات ما هو مخصص للتعريف بثقافات الشعوب، ومنها ما يسعى إلى تقريب العلوم إليهم، فتعمل على ربط الماضي بالحاضر، وتعزز الدور الذي يلعبه المعرض في تنويع ثقافة الأطفال، من خلال تقديم نشاطات تربط القراءة بالتاريخ والتراث والعلوم والحضارة.
وتشهد هذه الفعاليات التي تنظم يومياً، حضوراً كبيراً من الأطفال العرب والأجانب، بفضل ما تضفيه عليهم من متعة وبهجة. وتستقطب خلال الفترة الصباحية أعداداً كبيراً من طلاب المدارس الذين يزورون المعرض ضمن برنامج الزيارات الصباحية المخصص للمدارس. كما تشهد في الفترة المسائية إقبالاً متزايداً من الأطفال وذويهم، الذين يحرصون على تعريف أطفالهم بثقافات الدول الأخرى، العربية والأجنبية.
فمن فلسطين، يأتي مسرح الحكواتي لينقل للأطفال شيئاً من الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، من خلال قصص وأغنيات لا تخلو من شيء من الطرافة والكثير من مفردات اللغة المحكية، التي تقدمها الحكواتية دنيس أسعد، برفقة الفنان كمال خليل، ويقدم المسرح عروضه بشكل يومي في أوقات مختلفة في صالة العرض المخصصة لدور نشر الأطفال، وقد شهدت العروض التي قدمت حتى الآن حضوراً كبيراً للأطفال وذويهم، الذين استمتعوا جميعاً بالتعرف على التراث الفلسطيني بأسلوب تعليمي محبب، يربط الكلمة بالموسيقى، في علاقة طالما شكلت جانباً من الحياة الثقافية، ليس في فلسطين فحسب وإنما في بلدان كثيرة من العالم.
ورغم أن هذه المشاركة هي الأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب للفنانين الفلسطينيين، إلا أنهما أعربا عن سعادتها بهذا الحضور الذي يهدفان من خلاله إلى التعريف بالثقافة الفلسطينية، وإضفاء البهجة على الأطفال من خلال تقديم قصص شعبية بسيطة في كلماتها وسهلة في فهمها، وترافقها الأغنيات والأهازيج على وقع عزف العود، في أجواء تُشعر الأطفال بأن فلسطين ستظل وطناً ينبض بالحياة ويعرف الفرح.
أما جناح لبنان، ضيف شرف الدورة الثانية والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، فأبى إلا أن يشرك الأطفال في فعالياته التي تعكس ريادة لبنان في المجال الثقافي والفني، وغنى تراثه بمفردات الحياة الجميلة، حيث ينظم الجناح فعالية يومية تمتد على مدار أوقات افتتاح المعرض، وتشمل الرسم على وجوه الأطفال وتلوينها، وصنع الأطعمة اللبنانية بالمعجون الملون، وعروض الملابس الفولكلورية التي تتيح لزوار المعرض التقاط الصور بهذه الملابس.
ويقدم الجناح اللبناني أيضاً قراءت قصصية ممتعة، تخاطب مختلف الأطفال، إلى جانب بعض الألعاب التعليمية مثل لعبة الحروف الضائعة، وهناك عروض مسرح الدمى، والأشغال اليدوية، والعروض الموسيقية اللبنانية التي تعكس أصالة التراث اللبناني. وتشهد هذه العروض إقبالاً من أطفال مختلف الجنسيات بمن فيهم أولئك الذين لا يعرفون اللغة العربية، ويحاولون التعرف على الثقافة اللبنانية وجوانبها المختلفة.
ومن الفعاليات الممتعة التي تشهد إقبالاً كثيفاً من قبل الأطفال، محطة المرح، وهي أشبه بورشة علمية تعليمية، ويمكن للطفل من خلالها أن يكتشف مفهوم الكثافة، ويعرف لماذا تغرق الأجسام وتطفو، وبإمكانه أن يقوم بعمل أنابيب الفقاعات من خلال مجموعة من الوسائل الممتعة التي توفرها. كما يتعلّم الأطفال فيها كيفية صناعة الكرات النطاطة باستخدام مواد متوفرة في المنازل أو يمكن شراؤها بسهولة من المحلات. وتسعى هذه الفعالية إلى تقريب العلوم من الأطفال، وتنمية مهاراتهم في الابتكار.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com