بقلم: نسيم عبيد عوض
من أجمل الكلمات التى كان يحب الرب يسوع أن يقولها دائما ‘ لك أقول قم ‘ وكلمة " قم" تحمل معنى حياة القيامة التى يعيشها المؤمنين بعد الميلاد الثانى ‘فقد قام السيد المسيح بعد الموت وأقامنا معه ‘ فمهما سقطنا فى موت الخطية (أجرة الخطية هى موت) فسنجد يد الرب ممدوده لنا وهو يقول لك قم ‘ ولذلك ولأن المؤمن ولو مات فسيحيا فمعنى قم دائما هو القيام من سقطة الخطية ‘ من حفرة الألم والضيق والإضطهاد ‘ من شبكة إبليس وأعوانه ‘ من ظلم العالم وبغضته لأولاد الله ‘ الرب يقول لك قم .
وقد قالها الرب لمريض بركة حسدا (يو5) عندما رآه منطرحا حول البركة منتظر معجزة الله لشفائه ‘ مريض لمدة 38 سنة حتى قبل ميلاد الرب نفسه ‘ ويأتى موعد ملء الزمان ليجيئ الرب الشافى ويقول له" قم ""قال له يسوع قم. احمل سريرك وأمش. فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى."يو5: 8‘ وهذا الانسان هو كل انسان محتاج الى كلمة الله "قم".
قالها لإبنة يايرس من رؤساء المجمع اليهودى‘ التى ماتت ‘وقال لأبيها لا تخف .آمن فقط. وقال لأهلها لم تمت الصبية لكنها نائمة. فضحكوا عليه ‘ ولكنه أمسك بيد الصبية وقال لها " طليثا قومى"الذى تفسيره (ياصبية لك أقول قومى) وللوقت قامت الصبية ومشت. "مر5: 41و42.
وأيضا فى مدينة نايين قالها لميت محمول ابن وحيد لامه وهى أرملة . فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكى. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال ايها الشاب " لك أقول قم" فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه لأمه.لو7: 12-15.
وفى صباح الأحد الأول من شهر بابه يقرأ علينا فصل الإنجيل من بشارة مارمرقس2: 1- 11 والمتضمن:
1- ندخل مع الرب يسوع مدينته كفر ناحوم مر2: 1‘والتى تفسيرها كفر التعزية ‘ ولكن مدينته وبيته الحقيقى سماء السموات ‘ ومع ذلك قيل عنه أنه جليلى وناصرى نسبة الى بلدة الناصرة ‘ وبدخولنا كفر ناحوم سننال التعزية والنياح والراحة الحقيقية لأننا فى موكب من قال عنه الكتاب أبوا الرأفة وإله كل تعزية" 2كو1: 3" ‘ فحيثما يوجد يمنحنا السلام والراحة الداخلية حتى لو كنا مع الفتية الثلاثة فى أتون النار ‘وأيضا لو كنا مع دانيال فى جب الأسود ‘أو مع يونان النبى فى وسط الغمر فى بطن الحوت ‘ ولو كنا مع التلاميذ وأمواج بحر الجليل يتلاعب بهم حتى كادوا يغرقوا ‘ نحن فى بيت الرب كفر التعزية والسلام الداخلى‘ فقد خرج من مدينته الحقيقية (إبن الإنسان الذى هو فى السماء يو3: 13) ‘قد خرج من السماء ليسكن فى قلوبنا وأصبحنا هيكلا لروحه القدوس. ومعه نقول للعالم لا نخاف شرا لأنك أنت معى عصاك وعكازك هما يعزياننى .مز23.
2- وللوقت إجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ماحول الباب .فكان يخاطبهم بالكلمة.مر2: 2‘ والكلمة هنا لها مدلول ومعنى اللوجس(عقل الله الناطق أو منطق الله العاقل) كقول انجيل يوحنا فى البدء كان الكلمة .والكلمة كان عند الله .وكان الكلمة الله. يو1: 1‘ وكتعريف معلمنا بولس الرسول لكلمة الله (لان كلمة الله حية وفعاله وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزةافكار القلب ونياته.وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيئ عريان ومكشوف لعينى ذلك الذى معه امرنا.)عب4: 12و13. فالله الكلمة هو الإله : الذى عيناه كلهيب نار تخترقان حجب الظلام‘ وكل شيئ عريان ومكشوف قدامه‘ وأنه هو الفاحص القلوب والكلى رؤ2: 23. ومتى حل الرب فى القلب تجتمع حوله كل الطاقات الإنسانية وقواه الروحية والنفسية والجسدية ‘ كما الجماهير التى أجتمعت حوله فى كفرناحوم.
3- وجاءا اليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة ‘وإذا لم يقدروا أن يقتربوا اليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذى كان المفلوج مضطجعا عليه"مر2: 3و4. ولعل عدد الأربعة الذين ذكرهم معلمنا مار مرقس يقصد بهم الكنيسة باركانها الأربعة(أساقفة –كهنة –شمامسة – شعب)وهم لإيمانهم القوى والثابت يقدمون للسيد المسيح الإنسان الخاطئ لكى ينال مغفرة الخطايا ويعيش فى حياة توبة صادقة ودائمة حتى ينال نعمة الحياة الأبدية .
وأيضا هم يرمزون للأناجيل فى صورها الأربعة لكلمة الله‘ يقدمون للسيد المسيح المريض المفلوج العاجز والخائر القوى ‘الحائر والخاطئ يقدمونه ليسمع ويعرف أنه قدام ابن الله الذى له سلطان أن يغفر الخطايا ‘ كان للأربعة إيمان رآه الرب كما قال الكتاب وعندما رأى إيمانهم قال للمفلوج يابنى مغفورة لك خطاياك ‘ ثم بعد ذلك قال قولته المحببه لقلوبنا " لك أقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك "مر2: 10.
هؤلاء الأربعة ومعهم المفلوج لم ينطقوا بكلمة واحدة ولكن الرب رأى إيمانهم ‘فما فعلوه هو الثقة والإيمان الصادق بقدرة الرب على الشفاء فمنحه الأهم وهو مغفرة الخطايا. حقا أن النفس البشرية عندما تصاب بالفالج تسمع صوت الطبيب السماوى ‘ لك أقول قم ‘ وتنعم به وبرؤياه ولا تبعد عنه أبدًا .
وبفم الرب الكريم يقول لنا " الحق الحق اقول لكم انه تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات (بالخطية) صوت ابن الله والسامعون يحيون.يو5: 25‘ وإن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ‘ وهنا يطوبنا الرب ( مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى (من الخطية). هؤلاء ليس للموت الثانى سلطان عليهم بل سيكونون كهنة الله والمسيح.رؤ20: 6.
ومن له أذنان للسمع فليسمع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com