ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الكاهن الذى أمتلك الشيطان جسده

مايكل ماهر عزيز | 2013-09-27 18:28:55
بقلم: مايكل ماهر عزيز 
 
قصة حدثت بالفعل ومذكورة بكتب الأدب السويدي 
واقعة رهيبة حدثت في إحدي إيبارشيات السويد التابعة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية وتلك الواقعة حدثت عام 1750 ميلادية أي قبل مائتين وثلاثة وستون عاماً . أصيب القسيس دريسيل، الذي ظل راعي أبرشية ليودر لسنوات طويلة، أصيب بسكتة دماغية في غرفة المقدسات ذات صباح أحد قبل القداس، ومات قبل أن يتسني  لشعب الكنيسة لحملة إلي خارج الكنيسة . كان ذلك القسيس في السبعين من عمره تقريباً، وقد أصيب بسكتتين أخريين قبل هذه الجلطة الأخيرة.
 
وكان دريسيل قسيسا عادلا وصاحب ضمير، طيباً مع الفقراء والذين يعانون من مشاكل مادية . وقد عاش حياته كلها واعظاً، لكن القاسي والداني كانوا يعرفون أنه كان يستخدم فضله مع النساء بطريقة محظورة في الوصية السادسة وهو الزني وهى خطيئة مكروهه أمام الرب وذات مرة في أيام شبابه، وبخه الأسقف الذي سمع شائعات قالت ان قسيسه الشاب زار إمراه متزوجة في السرير !! . وفيما بعد عندما جاء الأسقف إلي ايبراشية ليودر ورائى كم كانت المرأة جميلة، منح قسيسه الغفران علي خطيئة الزني التي ارتكبها .
 
لكن قسيس ليودر غادر ألان هذه الحياة ، وفي يوم أحد ، خلال ممارسته واجباته . ومر الأسبوع كله ولم يكن الرجل الميت قد دُفن بعد !!
وقد أثار ذلك الامر عجباً شديداً في الايبارشية . وتساءل أبناء الايبارشية لماذا لم يدفن القسيس حتي ألان ؟ خاصتا وأن الوفاة قد وقعت في أيام الصيف الحارة والتي تصل فيها الديدان بسرعة إلي اللحم ، وسرعان ما تبعث الجثة بروائح كريهة . وكانت ثمانية أيام فترة طويلة حتي تبقاها الجثة فوق الارض في ذلك الوقت من السنة .
 
ومرت ثمانية أيام أخري، ولم يكن القسيس درسيل قد دفن بعد !! وتساءلت كل الايبارشية بالهمس عمَ عساه تكون تلك المشكلة ،  لماذا لا يتم دفن قسيسهم الميت في وقت معتاد ومعقول !
لا بد ان بعض التعقيدات قد ظهرت وقد تم الإبقاء عليها سراً .
ولكن ، ما الذي يمكن ان يمنع خادما للرب من الذهاب إلى داخل الارض والتمتع بدفن مسيحي لائق ؟ كل هذه التساؤلات  كانت تشغل بال أبناء الايبراشية .
 
كان بوسع القسيس ستينبيك من لانغاسيو أحدي مقاطعات السويد ، الذي خلف منصب القس المتوفي بالكنيسة أن يجيب علي تساؤل أهل الايبارشية - لكن أحداً لم يشأ أن يسأله .
ومن ناحية أخري، سأل الكثيرون السيدة ماغدا خادمة القس المتوفي ، والتي خدمت سيدها بإخلاص طوال العديد من السنوات، منذ شبابها، والتي كانت أقرب إليه من أي شخص أخر.
لكنه كلما جرى الالماح الي جنازة سيدها كان فمها ينغلق بإحكام بحيث يحتاج فتحه بأزميل !
 
وشعر الجميع بأنها لابد تعرف السر في تأخير الجنازة.
 
والان ، كان هناك شخص أخر يعرف السبب الحقيقي في تأخير الجنازة، وهذا الشخص هو النجار في قرية الكنيسة الذي يصنع صندوق الدفن للقس المتوفي وكان قد وعد النجار راعي الايبارشية الجديد ستينبيك بأن لا يقول شيئاً عن سبب تأخير الجنازة عن الكاهن الميت، ولكنه تقاسم السر مع زوجته في لحظة ثقة، والتي وعدت هي الاخري بحفظ السر.
 
لكنها أثرت بدورها لزوجتين من الجيران ، وبنفس الوعد، وبهذه الطريقة انتشر السر في الايبارشية كلها خلال بضعة أيام .
وطوال أسابيع وأشهر، لم يتحدث الناس عن أي شئ أخر في إيبارشية ليورد أكثر مما حدث لجثة القس درسيل تلك العلامة التي يتعذر تفسيرها، والتي ظهرت علي جسده بعد الموت .
 
السيدة ماغدا الخادمة المسنة والمخلصة هي التي اكتشفت الموضوع في سقفية الدفنة في بيت الكاهن ، والتي استخدمت لحفظ جثمان القسيس وكانت قد خرجت لتغسل جثمان سيدها ، وأمتلاءت بالذغر لدي اكتشافها الكارثة .
 
السر الرهيب والمشهد المروع :
كانت الخادمة ماغدا قد غسلت جثث عديد من الرجال من قبل ، لكنها لم ترى مثل هذا المشهد من قبل .
كان  المشهد المروع الذي رأته هو ان سيدها المتوفي يتمدد علي سرير الموت ميتاً وبارداً لكن جسمه كان جاهزاً لعمل رجل مع إمراءة أي بمعني أن عضوه الذكري كان منصوباً للممارسة الجنس  !! وهذا لم يحدث من قبل.
 
ولكن كيف يحدث هذا وان درسيل القس المتوفي ورجلاً مسناً ولكن رؤية ذلك المشهد العجيب ، فقد دخل الوهن والصدمة في جسد المرأة العجوز لمشاهدتها جسد سيدها وعضوه الذكري !!وأصبحت علي وشك الإغماء، وغير قادرة علي الاستمرار في غسل الجثمان بهذا الشكل ، فغادرت سقفية الدفن في الحال .
عادت الخادمة ماغدا في اليوم التالي ، لكن شيئا لم يتغير في جثة الكاهن المتوفي  ، ومع ذلك انهت غسيل الميت في هذه المرة دون أن تذكر لأحد ما رأته في جسد القسيس 
وكانت ماغدا قد خدمت القس بإخلاص حينما كان حياً ، وارادت ان تظل مخلصة له بعد وفاته بنفس المقدار بعد مماته ، فينبغي ان لا يقال اي شي يمكن ان يلطخ سمعته. 
 
ثم عادت السيدة ماغدا الى بيت الجثة في اليوم الثالث ، لكن العلامة المدهشة بقيت في سيدها وفي نفس ذلك اليوم جاء النجار بالكفن و الان لم يعد بالوسع إبقاء إخفائها ذلك السر أكثر من هذا و رأى النجار نفس الشيء الذي رائته خادمة القس و هو ان جسد القس دريسيل ممتدا على سرير الموت وعضوه الذكري منصوب مثل احد الشباب الذي يضاجع زوجته . 
 
و كان النجار منزعجا بقدر ما انزعجت و وافق مع الخادمة العجوز على ان لا يتم دفن راعي ابراشيتهم في هذه الحالة المروعة . و طلبت الخادمة نصيحته ماذا ينبغي ان نفعل و لم يستطع النجار نفسه فعل شي لم يكن عمل بوسع الرجل  شئ فهو يحترف مهنته فقط وليست له قوة في مصارعة القوة الشريرة اللي كانت تعمل هنا ، لم يكن بالوسع فعل شي بادوات النجار لم يكن بالوسع استعمال المطرقة ولا المسحجة ولانه ادرك مباشرتا ان الشيطان نفسه هو الذي اتخد مسكنه في العضو الذكري لجثمان هذا القسيس المتوفي. هذا العضو الذي ترتكب به معظم خطايا الرجال. وعن طريق الاستيلاء على آلة الخطية هذه يكون الشيطان قد حاذ على بقايا القس دريسيل . 
 
فكر النجار والخادمة بأنه يجب ان ياتي الى هنا رجل روحاني ممن يستمدون القوة من الله العلي و ينقذ هذا الرجل الميت المسكين ونصح النجار الخادمة ماغدا رؤية الراعي الجديد لتحدثه عن هذا الأمر الخطير و بالفعل ذهبت ماغدا الى القس ستينبيك راعي الكنيسة الجديد و حاولت ان تفسر له وضع سيدها و لم يصدق القس الجديد ما قالته الخادمة ماغدا و تبعها القسيس الى بيت الجثة لمشاهدة جسد القس المتوفي الذي سيطر عليه الشيطان ، كان جسد القس المتوفي قد تمزق بفعل الموت لكن الخادمة المخلصة كشفت عنه بالقدر الذي يكفي ليرى القس بعينه ما حدث للكاهن المتوفي و قد ارتعب القس ستينبيك عندما راى هذا المشهد إمامه و قال للخادمة لا يمكن دفن زميلي بالخدمة بهذا الوضع الشائن و لم يقل اي شي اخر و لم يسمى بالاسم تلك القوة التي سيطرت على القس الميت .
كان يجب ان تقام جنازة القس دريسيل يوم الجمعة - واليوم هو الثلاثاء فما العمل .
 
محاولة إخراج الروح الشريرة من جسد القس المتوفي : 
كان القسيس ستينبيك رجل دين يتمتع بقوي لمصارعة الشيطان. وكان قد حرر ذات مرة مزارعاً من منطقة لانغاسيو من روح شريرة، وفي مرة اخري حرر زوجة كابتن البوليس العجوز، والتي كان الشيطان قد مسها لعدة سنوات. وألان ، عاد الشيطان الي بيت الكاهن المتوفي.
 
دخل الكاهن لغرفة تكفيين القس دريسيل المتوفي ووضع رادئه الكهنوتي . وكان مسلحاً بالكتاب المقدس والكثير من كتب الكنيسة وقفل الباب خلفه ، وكان دائما وحيداً مع الشيطان عندما يصارعه .
بقي الراعي الطيب في بيت المبيت عدة ساعات لمحاولته إخراج الشيطان من جسد القس الميت وفي اليوم التالي عاد لمرة أخري : لكن أي تغيير لم يحدث في جسد القس الميت وأغلق الراعى ستينبيك على نفسه باب غرفة الميت ساعة في كل يوم ، وواصل جهوده لمحاولة اخراج الروح الشريرة لكن علامه حضور الشيطان ظلت هناك وقوية .
 
لقد فشل القس ستينبيك في طرد الروح الشريرة هذه المرة ولذلك ، ينبغي تأجيل الجنازة - إذ لا يمكن إقامة جنازة بينما يتشبث الشيطان بالبقايا الهالكة لإخية في الرعوية . 
 
كان  لهذا الشهر أيام شديدة الحرارة بالسويد وقد ظل القسيس الميت الان فوق الارض لمدة أسبوع  كامل وعلى نجو كله غرابه ، لم تنبعث أي روائح من الجثة وبدى الأمر وكأن القوة الشريرة التي اتخذت لها مسكنا ً في عضو الميت حافظت علي جسده دون فساد من التحلل ، ولم يتمكن الراعى ستينبيك من هزيمة الشيطان المتمثل في العضو الذكري للقس المتوفي وأصبح في حاجة الي المساعدة من رجال دين أقوي ايمانا وصلابة فأطلق حصانة وأسرع به إلي زملاءه بالخدمة في إيبارشية لينيريد وإلمبيودا بالسويد . وكان القساوسة في هاتين الايبارشتين معروفين بقواهم الروحية الفائقة ووصف لهم ستينبيك الفاجعة التي أصابت صديقهما القديم دريسيل بعد وفاته  فهلا يعودان معه ويساعدانه في اجبار الشيطان علي إفلات فريسته ؟؟ .
 
كان القسيسان من لينيريد والمبيودا يعرفان عن نقاط ضعف زميلهما المتوفي أمام النساء ، هذه الكائنات التي كثيرة ما تكون مصدر دمار لرجلا طيب . 
وقد فهما ان الشيطان امتلك روح القسيس الميت الان بسبب خطاياه مع النساء في شبابه ، ووعدا القسيسان بأن يساعدان الراعي ستينبيك .
 
وفي اليوم التالي ، إلتقي القساوسة الثلاثة متسربلين بالازياء الكهنوتية في منزل الكاهن المتوفي لإخراج الروح الشريرة من زميلهم المبتلي ، وقد غنوا ، ورتلوا  الترانيم ، ورسموا علامة الصليب ، وأقاموا القداس الذي يستخدم لطرد الشيطان ، ثلاثة قساوسة أحياء صلو من أجل أخيهم الميت ، واستمروا في قداسهم طوال نصف فترة الليل .
 
وبقي رجال الدين في ايبراشية ليودر حتى اليوم التالي ، عندما خرجوا من بيت الجثة ليعرضوا نتائج طقوس طرد الشيطان التى ادواها بالامس ، لكن شيئا لم يتغير وكان الشيطان ما يزال مقيماً في عضو الرجل الميت !! .
 
كان ما يزال يطبق الشيطان علي فريسته ، والان اصبحت فترة اقامة القسيس دريسيل ميتا فوق الأرض أحد عشر يوماً  .
تشاور القساوسة الثلاثة معا بتركيز شديد . ما الذي ينبغي فعله، لم تكن القوي الروحية كافية هنا . ولم يستطيعوا دفن أخيهم ورمليهم وإيداعه الأرض فيما الشيطان ما زال في جسده . كما لا يمكن ان تبقي الجثة من غير دفن لمزيد من الايام .
 
وقد تسرب بسبب التأخير في الدفن بطريقة ما وأصبح كل الناس يتحدثون عن ذلك السبب. لم يكن ذلك حدثاً جذاباً ومناسباً في مجتمع مسيحي .
تحدث رجال الدين عن السفر إلي الاسقف في فاكسيو ليطلبوا نصيحته وكان الاسقف خادماً لله ومن ذوي الخبرة ، وعلي دراية كاملة بمكائد الشيطان . 
وعندئذ اقتربت الخادمة ماغدا العجوز من الراعي ستينبيك وطلبت الاذن للتحدث اليه علي انفراد بعيداً عن القساوسة الاخرين . 
كان لدي ماغدا اعتراف تريد أن تدلي به ، سراً رهيب لتبوحه به . وقالت ما يلي : 
 
" عندما جائت للعمل عند القسيس دريسيل أول الأمر، كانت في السابعة عشر من العمر، وقد جاءت الي الخدمة عنده عذراء ولكن بعد أسابيع قليلة من الخدمة فحسب، قام القسيس دريسيل إغوائها لإقامة علاقة جسدية معه. وقد عاشت معه طويلا في الخطيئة، لكنها شرعت بالقلق من الأمر اخيراً ، وأحست بالخوف علي خلاصها ، وأصبحت تزداد نفوراً باطراد من السيد الذي كان قد اغواها وقادها إلي الضلال . وبدأت تكره الرجل المغوي . وبسبب هذه الكراهية أقدمت علي فعله قاسيه ، فصلت ماغدا الي الله ودعته أن ينتقم لها من هذا الكاهن الفاحش وطلبت إليه أن ينال سيدها عقابه بأن يسلم بعد موته إلي الشيطان وسرعان ما قضي دريسيل  الكاهن المتوفي غايته من ماغدا وأشبع شهوته منها وترك ماغدا وذهب إلي إمراءه أخري غيرها ، لكن ماغدا ظلت تعمل في خدمته . ولم يعد لديها المزيد مما تشتكي عليه . فكان دريسيل طيبا معاها وبقيت تعمل في خدمته سنة بعد أخري ، ثم أصبحت مع الزمن خادمته القديمة المخلصة . والان ، وعندما لم تعد تعيش في الخطيئة معه عاد اليها سلام عقلها . 
 
حتى انها سامحت سيدها بعد بضع سنوات علي سرقته عذريتها وقيادتها الي ارتكاب خطيئة الزني ولم يتوقف الامر علي ذهاب الكراهية من عقلها فقط ، وإنما اصبحت هي نفسها مكرسة بالكامل لخدمة الرجل الذي كان قد اضلها . وقد خدمته جيداً، واعتنت به بكل الطرق واصبحت تعتمد عليه وهو يتعمد عليها ، لقد تجاوز كلاهما السن الذي يسعي فيها الرجال والنساء الي بعضهم البعض بدافع الشهوة الجسدية ، لكنهما اصبحا يشكلان بطرق اخري لبعضهما البعض العون والسلوي وتعلمت الخادمة ماغدا ان تعرف الرجل الذي اغواها ذات مرة كرجل طيب ، كريم، عطوف، ومعين للمعوزين، وعانت ماغدا بعمق لأنها كانت قد ارادت ذات مرة في شبابها ان تدين هذا الرجل بالمعانات والأبدية والتسلم للشيطان . 
 
كانت تلك خطيئة لعينه التى ارتكبها هذا الكاهن الميت ولم يسامحه الله علي تلك الخطيئة . وعندئذ , ذات صباح احد ، انتقم الرب لهذه الخادمة وأصيب دريسيل بسكته دماغية بغرفة المؤونة ، ومات . ثم جاءت اللحظة التي اكتشفت فيها ماغدا اكتشافها الرهيب : لقد اتخذ الشيطان له مسكناً في جسد سيدها ورأت بعينها كيف ان الرب استجاب لصلاتها ودعواتها التي كانت قد توجهت بها اليه في شبابها . 
 
وقد مرت عدة ليال منذ استجيب لدعواتها . ومع ذلك ، فأنها لم تتمتع ولو بلحظة نوم ولا في ليلة واحدة . كانت ماغدا تتمدد مستيقظة مكروبه لان السيد الذي أحبته اصبح بسبب تحريضها ملكاً للشيطان .
 
هذا كان اعتراف ماغدا العجوز . والان أرادات ان تبذل محاولتها الخاصة لتحرير القسيس دريسيل. ونوت أن تبقي ليلة كاملة في بيت الجثث، وحيدة مع الرجل الميت والشيطان الذي تملكه. أما كيف ستخلص سيدها فلم تكن تعرف. لكنها رغبت الاعتراف بما فعلته عند نعش الكاهن المتوفي لعلي الرب يرحم هذا الكاهن في مماته وتبتعد عنه الروح الشريرة  . 
 
ونصح الراعي ستينبيك الخادمة بصبراً نافذ وقال لها : إذهبي وافعلي كما تقولين . 
وذهبت ماغدا الي بيت الجثة في ذلك المساء نفسه، ورأى الناس ضوءاً يتقد هناك طوال الليل . أما الشيئ الذي فعلته للشخص الذي اغواها في شبابها فلم يعرفه احد لكنهم خمنوا ، وربما بشكل صحيح : لقد توسلت لله كي يسامح دريسيل علي الشر الذي فعله في حقها ذات مرة . وأكدت له انه لم تعد تكره سيدها وإنما أصبحت تحبه وتمجد ذكراه، لقد سحبت دعوي كراهيتها واستبدلتها بصلاة حب وصلت من أجل خلاص روحه .
 
وعندما جاء الراعي ستينبيك الي بيت الجثة في الصباح التالي ، وجد جثة زميله الميت مثل باقي اجساد الميتين ، لقد اطلق الشيطان القس الميت اخيراً وما لم يستطع ان يفعله القساوسة الثلاث المتعلمون والمجربون وخدام الرب ، استطاعت هذه المرأة البسيطة غير المتعلمة ان تفعله . والذي لم يتمكن ثلاثة من راعاة الايبراشيات أن يؤثروا فيه ، استطاعت الخادمه الفقيرة وحدها ان تهزمه ، لقد هزم حبها المخلص القوي الشريرة في بيت الجثة .
 
وبعد يومين من ذلك نال الراعي دريسيل اخيراً دفناً مسيحياً لائقاً وقد تبعه كل الناس في الايبارشية الي مرقده الاخير ، وكانت فرحة كبيرة حين تم طرد الشيطان اخيراً من عضوه . ولإنه كان راعياً طيباً كما قيل ، فأن نساء الايبارشية بشكل خاص هن اللواتي اصبحن يتجمهرن الان حول قبره باعداد كبيرة .
 
نستفاد من تلك القصة بأن الجميع زاغو وفسدو وأعوزهم مجد الله فالجميع يخطأ بشكل أو بأخر وأنه من الخطأ أن نصنع هالة من القداسة لرجال الدين حتى لا يغترو في أنفسهم فالله يعلم جيداً ما بداخلي وداخلك أيها الانسان . فصلوا كل حين حتى نذهب إلى الله بسلام من هذا العالم الملئي بالشرور .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com