يسكنان بجوار قسم شرطة كرداسة، شاهدا ساعات وأياماً من الرعب، بداية من اقتحام القسم بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وذبح مأمور القسم ورجاله على أيدى الإرهابيين، وحبسهما فى منزلهما من قبل أسرتيهما خشية عليهما، انتهاء بتطهير قريتهما.
بعد طول حبسة المنزل، وقف «محمد و«مى» أمام بيتهما، وسط قوات الأمن، يتابعان الأحداث فرحين.
قال والدهما، محمد مصطفى: «الولاد تعبوا من اللى شافوه، هما غيرنا ما يقدروش يستحملوا البلاوى دى، سمعنا أصوات مذبحة القسم، لم يكن ممكنا أن نفعل شيئا، كل ما فعلته أنى قفلت البيت علىّ وعلى ولادى، وقضينا الخمسين يوم اللى فاتوا فى كرب، كل القرية عانت، فتحركات الإرهابيين لم تتوقف، ولا مضايقاتهم للأهالى، ولا صوت رصاصهم».
«محمد» و«مى» كانا يتسابقان لرواية ما عاشاه: «مكناش عارفين نخرج من بيوتنا، وبنسأل أبونا لماذا لا تتدخل الشرطة وتخلصنا من اللى بيحصل». «محمد»، الأكبر، كان يتابع ضباط شرطة العمليات الخاصة، بزيهم المتميز، ويشير لأخته الصغيرة على ما يرتدونه، وسمعناه يعبر لها، ولوالده، عن رغبته فى أن يصبح ضابط شرطة.
أحد ضباط الجيش لاحظ نظرات «مى» المستفسرة عما يحدث، ابتسم لها، وناداها وقبلها واحتضنها قائلا: «متخافيش يا حبيبتى، خلاص، خلصنالك عليهم».. فتمتم «يعنى مش ح ييجوا تانى»، طمأنها بابتسامة حاسمة: «أبداً».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com