صفوت سمعان يسى
فالأربع ساعات كانت المسمار الأخير فى نعش السياحة حيث لم يكن هناك سائح آمن فى فندقه فى الأقصر وهو ما جعل جميع السفارات والشركات السياحية تحظر الأقصر تماما من أى تفويج ونشاط سياحى ، وأصدرت نشرة حمراء بذلك ، حيث كان مقررا بدء عودة النشاط فى سبتمبر 2013 ، وبناء على ما حدث من غياب أمنى وحرق فنادق سياحية إلى حظر السفر إلى أخر فبراير 2014 ودول أخرى إلى أخر ابريل 2014 وكثير من السياح الذى يعشقون السفر لمصر ينتظرون بفارغ الصبر إلغاء الحظر
الأحداث
بدأت الأحداث فى الثامنة صباحا بحضور مجموعة ملتحين بأعداد قليلة ازدادو إلى مئات فى الساعة العاشرة وكانوا فى حالة هياج وغضب عارم بسبب فض اعتصام رابعة العدوية .
وفى الساعة العاشرة والنصف صباحا حضرت سيارة ربع نقل حمراء محملة بصناديق مياه غازية معبأة بالمولوتوف والتف حولها كثيرين انزلوا الصناديق ووزعت عليهم وغادرت مسرعة ، وبعد ذلك خلعوا بلاط الرصيف وكسروه إلى قطع صغيرة وهو ما ينفى أن الهجوم كان انفعالي وليد اللحظة .
خلعوا بلاط الرصيف وكسروه إلى قطع صغيرة
وكانت بداية أعمال العنف هو مرور بالصدفة سيارة شرطة حيث هجم عليها المتجمهرين وقاموا بضرب الضابط والعسكرى ضربا مبرحا واخذوا السلاح منه ، وجريا الضابط والعسكرى بعد إصابتهما .
وبعد ذلك قلبوا السيارة على جانبها وحطموا كل شىء فيها وبعدها القوا عبوات البنزين عليها وأشعلوها واحترقت عنها أخرها ولم يبقى غير الهيكل الحديد فقط
وحان وقت صلاة الجمعة وصلوا جميعا واعتقد الجميع أن الأمور هدأت عند هذا الحد ، ولكن للأسف بعدها تجمعوا أمام جامع النجم وبدأت الأحداث وازداد العنف والغضب وابتدأ بالهجوم على فندق حورس السياحى وقذفه بالحجارة وتكسير كل زجاجه الأمامى وكذلك على العمارة المجاورة للفندق الموجود بها محلات ذهب سان أستيفانو ، وحطموا كل زجاجها وهددوا سكانها بالحرق ما لم يدخلوا من البلكونات .
تكسير الزجاج العاكس سان استيفانو
ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل قام بعضهم بإلقاء زجاجات المولوتوف فى الدور الأول العلوى وبعض منهم حاول إثناء الآخرين عن أعمال العنف والحرق ، ولكن العنف والحرق والتكسير والنهب كان مخطط له وواضح ، فتم حرق المكتب الهندسى تماما وهو ملك ابن صاحب الفندق وكذلك الغرف الأمامية للدور الثالث وتحطيم كل يفط الفندق والمكتب الهندسى والمغلق المجاور لهم بالإضافة إلى دخول الكثيرين ونهب كل ما وقعت وطالت يداهم .
تكسير زجاج الفندق قبل حرقه ويظهر فى الزجاج العاكس دخان حرق سيارة الشرطة
نهب الفندق بعد حرقه
وعندما ارتفعت السنة النيران فى الفندق ولم يمنعهم أو يتصدى لهم احد اتجهوا خصيصا إلى محلات الأقباط للتنفيس عن غضبهم وقاموا بإشعال النيران فى محلات أرخصهم الساعة 12.30 ظهرا ، والمكون من خمسة طوابق كلها واجهات زجاجية ، وذلك عن طرق مجموعات تهجم بالأحجار تحطم الزجاج وآخرين يلقون زجاجات المولوتوف مما أدى لاشتعال الأدوار العلوية والدور الأرضي كان مغلق بالأبواب الحديدية حيث أغلقه صاحب المحلات عندما أحس بالخطر ، وعندما ارتفعت ألسنة اللهب إلى عنان السماء وهددت المنطقة بأكملها ، جعل كل المقيمين فى تلك المنطقة إلى طلب النجدة والشرطة وكذلك المطافىء ، ولكنها اختفت تماما عن المشهد فكل الشرطة الموجودة للتأمين والملاصقة لمكان الحدث عندما رأت العنف والتدمير انسحبت بسياراتها ورجالها وكأنها فص ملح وذاب من مكان الأحداث أمام معبد الأقصر حيث تتواجد دائما سيارة مطافىء وأمام محلات الصاغة ، ولكن كله انسحب وتركوا الأقصر مباحة لكل من يريد أن يفعل بها ما يشاء دون أدنى مقاومة .
حرق محلات أرخصهم
وتوسل صاحب محلات أرخصهم تليفونيا رئيس وحدة المطافىء أكثر من مرة أن تتدخل وكان الرد حاضر ، ولكن حاضر مجرد كلمة لصرف الناس عن المناشدة (نفس الحوار مع فندق حورس ) مما أضطر صاحب محلات أرخصهم الذهاب بنفسه إلى اكبر وحدة مطافىء بالأقصر و طلب إنقاذ ما تبقى من محلاته ولكن الإجابة كانت صادمة، لسنا مستعدين للتضحية بجنودنا أو خسارة سيارات المطافىء !! ونظر الرجل مذهولا وسأله ..وامتى ح تتحركوا ... فكانت إجابة نائب رئيس وحدة المطافىء ..لما تأتى لنا تعليمات من مدير الأمن سوف نتحرك .
مبنى أرخصهم احترق 5 ادوار بالكامل ولم يتبقى شىء سوى الرماد
وظلت محلات الرجل مشتعلة لمدة تقارب على ثلاث ساعات وفى ظل محاولة بسيطة وحثيثة من الأهالى لإطفائها ولكن كيف أمام مارد ضخم من ألسنة النيران ...حتى أصبحت المحلات أثر بعد عين لم يتبقى منها أى شىء وكله أصبح رمادا ورائحة الشياط تزكم الأنوف .
ولكن المتجمهرين العدوانيين لم يتوقفوا عند حد ذلك وإنما ذهبوا لفندق سوسنا وحطموا كل واجهته الزجاجية والقوا زجاجات المولوتوف وقام من بداخل الفندق بمحاولات منع اشتعال النيران وتدخل الأهالى الموجودين لأبعادهم ، وقاموا بالاتصال بكل المسئولين الأمنيين ولكن كلمة نعم وحاضر أو عدم الرد والتجاهل هو السمة الأساسية لهم جميعا .
ولكنهم فى نفس الوقت هجموا على محلات سانت كلوز وحطموا واجهته الزجاجية والقوا أيضا زجاجات المولوتوف وأشعلوا المحل تماما المكون من ثلاثة ادوار ولم يتبق فى المحل ملابس إلا واكلتها النيران تماما ودمرت كل ما يملكه صاحب المحل من ملابس وأزياء حريمى .
وكرر أيضا أصحاب المحل نفس المناشدات للشرطة والمطافىء وحاولوا بعلاقاتهم الخاصة إحضار الأمن والمطافىء ولكن الذى حدث هو نفس التصرف السابق من تجاهل الأمن والشرطة والمطافىء للأحداث وكان الأقصر خارج نطاقهم الأمنى أو ما يحدث هو شأن داخلى فى دولة ثانية .
وعندما امتدت النيران لتمسك فى بعض المنازل القديمة وخوفا لامتدادها للسوق كله خرج كل أهالى السوق وقاموا بمقاومة المتجمهرين الغوغائيين وتبادلوا قذف الأحجار مما أدى لتراجعهم وحرق كل ما تطوله أيديهم حتى مكان مظلات استراحة خيل عربيات الحنطور المغطاة بالقش قاموا بحرقها .
وعندما أحس الأمن بوجود مقاومة الأهالى ضد متجمهرين الأخوان وجماعاتهم ، عندئذ تدخل بعد الساعة 2.45 ظهرا بوحدات من سيارات الأمن المركزى التى بمجرد أن رأوها هربوا مسرعين وجاءت بعدها سيارات المطافىء لتطفئ محلات سانت كلوز ولكن صاحبها اخبرهم انه تم إطفائه بنفسه ولذلك وجب عليهم التوجه لمحلات أرخصهم وفندق حورس المشتعلان .
9- ولكن الأمور لم تهدأ عند ذلك الحال واستمرت المطاردات فى شوارع الأقصر ، وانحصرت بعض المجموعات القليلة منها هاربة فى اتجاه شارع المحطة ، وتتبعهم بعض الأهالى وانضم إليهم كثيرون من مناطق آخرى وخلفهم الأمن المركزى ،وما أن اقتربوا من محلات الحاتى والحريف والربيع التى يعتقد الكثيرون أنها تابعة للأخوان والسلفيين حتى هجم عليها البلطجية من المناطق الشعبية وحطموها بالكامل واستولوا على كل البقالة الموجودة وحملت التكاتك ( الموجودة أمام موقف محلات " بى تك") ، الثلاجات والبوتاجازات الخاصة بالثلاث محلات بالدور وكل توكتك يأتى يحمل بالدور ما يسرقه ولكن الشىء المرعب كل ذلك يحدث من الساعة الثالثة ظهرا حتى السادسة مساء لمدة ثلاث ساعات أمام الأمن المركزى وقادتهم المحاصر للمكان م وللشرطة التى تمر أمامهم و ترى الغوغاء يسرقون ويحطمون الثلاث محلات وبعض منها يرفع بيديه علامة النصر مشجعا إياهم على فعل المزيد .
سرقة محلات الحاتى والربيع والحريف أمام الشرطة
نهب محلات الحاتى والحريف تماما
10- وهى كانت الصدمة الكبيرة لشعب الأقصر أن يرى هذا الكم من البلطجة وكم الهجوم لسرقة تلك المحلات ونهبها بمرأى عينه والأنكى أمام الأمن الذى من المفروض أن يحمى ممتلكات المواطنين .
ولكن يبدو ان السياسة فى البلد تغيرت وأصبح للأمن والشرطة والمطافىء وظائف آخرى لا نعلمها وهى ترك البلد تحترق أمامهم لإثبات أن الأخوان وجماعتهم هم مجرمين حارقين ونهابين .
ولكن ليس على حساب الأهالى الذين يدفعون الثمن غاليا من أموالهم وممتلكاتهم التى تكبدوا عناء العمل بها وتشغيل العاملين فيها وكان من المفترض ان تحميهم الدولة عن طريق شرطة فاعلة وطنية سريعة التدخل
وبناء على ذلك تطلب تحقيقا موسعا مع القادة الأمنيين الذين اختفوا لمدة أربع ساعات عن التدخل وكان همهم الوحيد هو حماية مديرية الأمن وقسم الشرطة وقصروا فى حماية ممتلكات المواطنين وكان من الممكن حدوث فتنة طائفية كبيرة ،بسبب ان الأقباط حرقت فنادقهم ومحلاتهم فيظن آخرين أنهم قاموا بالرد بنهب وسلب محلات المسلمين بشارع المحطة ، فلا أصحاب محلات الحاتى والحريف والربيع هم من أشعلوا النيران فى فندق حورس وسوسنا ومحلات أرخصهم وسانت كلوز ، ولا أيضا الأقباط المحترقة ممتلكاتهم هم من نهبوا وسرقوا محلات الحاتى والحريف والربيع ، وإنما يسأل المقصرين فى حماية الأقصر من أداء واجبهم المخول لهم كسلطة تنفيذية وكجهاز شرطى.
وكذلك سؤال مدير الأمن عن سبب تراخيه فى حماية الممتلكات وهل هناك خططا أمنية موضوعة وهل كل الذى حدث تفاجئ به بالرغم معرفة الشرطة بميعاد فض الاعتصام وما سيترتب عليه من أحداث . وكذلك نطالب القبض على كل من حرق ونهب وسرق وتقديهم للقضاء ومحاكمتهم .
ولذلك وجب على الدولة تعويض كل المضارين على حسابها الخاص لأنها قصرت فى حمايتهم وحكاية ممتلكاتهم التى يدفعون عنها ضرائب للدولة .
خسائر حسب تقديرات المتضررين
فندق حورس 500 ألف جنيه – محلات أرخصهم 5 مليون جنيه – محلات سانت كلوز 2.5 مليون جنيه فندق سوسنا 15 ألف جنيه محلات الحاتى والحريف والربيع 5 مليون جنيه
تقرير موجه:
- للمحامى العام بالأقصر
- لمديرجهاز الأمن الوطنى بالأقصر
- لمدير المخابرات العامة بالأقصر
- لكل المنظمات الحقوقية
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com