ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأخوان متدينين بلا دين ووطنين بلا وطن

شريف منصور | 2013-09-09 20:48:32
بقلم شريف منصور 
 
ظاهرة الأخوان المسلمين ظاهرة تستوجب إعادة النظر في نظرية النشوء و الارتقاء. 
التطور هو التغير في السمات الوراثية الخاصة بأفراد التجمع ألأحيائي عبر الأجيال المتلاحقة. السيرورات التطورية تُحدث تنوعاً حيوياً في كل المستويات التصنيفية، بما فيها الأنواع، أفراد الكائنات الحية، والجزيئات كالدنا DNA والبروتينات.
نشأت الحياة على الأرض ومن ثم تطورت من سلف شامل أخير منذ نحو 3.7 بليون سنة. يُستَدل على الانتواع المتكرر والتخلق ألتجددي للحياة بالنظر إلى المجموعات المشتركة من السمات المورفولوجية والكيميائية الحيوية، أو من تسلسلات DNA المشتركة. وهذه السمات والتسلسلات المتماثلة تكون متشابهة أكثر كلما كان السلف المشترك للأنواع أحدث. ويمكن استخدامها في إعادة بناء التاريخ التطوري بالاستناد إلى الأنواع الموجودة حالياً وأيضاً السجلات الأحفورية. أنماط التنوع الحيوي الموجودة تشكلت بفعل الانتواع والانقراض. 
 
كان تشارلز داروين أول من صاغ محاججة علمية لنظرية التطور الذي يحدث بواسطة الاصطفاء الطبيعي. التطور بواسطة الاصطفاء الطبيعي هو عملية يُستدل عليها من ثلاث حقائق تخص التجمعات:
1. النسل الذي يتم إنجابه يكون أكبر عددا من ذاك القادر على النجاة.
2. السمات تتباين بين الأفراد، مما يؤدي لاختلاف معدلات النجاة والتكاثر
3. الاختلافات في السمات هي وراثية. 
فأفراد التجمع الذين يموتون يُستبدلون بنسل الوالدِين الذين كانوا متكيفين أكثر على النجاة والتكاثر في البيئة التي حدث بها الاصطفاء الطبيعي. وهذه العملية تُنتِج سمات تبدو ملائمة للأدوار الوظيفية التي تقوم بها، وتحافظ عليها. الاصطفاء الطبيعي هو المسبب الوحيد المعروف للتكيف، ولكنه ليس المسبب الوحيد المعروف للتطور. فثمة مسببات غير تكيفية أخرى للتطور، ومنها الطفرات والانحراف الجيني. 
 
في مطلع القرن العشرين، تم دمج علم الوراثة مع نظرية داروين للتطور بالاصطفاء الطبيعي في الوراثيات السكانية. وقُبلت أهمية الاصطفاء الطبيعي في توليد التطور في فروع علم الأحياء الأخرى. فضلا عن أن تصورات سابقة حول التطور، مثل نظرية استقامة التطور و"التقدم"، أصبحت لاغيه. ويواصل العلماء دراسة جوانب عدة من التطور عن طريق وضع فرضيات واختبارها، بناء نظريات علمية، استخدام معطيات ملاحظة، وأجراء تجارب مخبرية وميدانية. يُجمع علماء الأحياء على أن التحدر مع تغييرات (أي التطور) هو من أكثر الحقائق المؤكدة على نحو موثوق في العلوم. وقد تجاوز تأثير الاكتشافات في علم الأحياء التطوري حدود فروع الأحياء التقليدية، ويتمثل ذلك بتأثيرها الهائل في مجالات أكاديمية أخرى مثل علم النفس التطوري وعلم الإنسان) وفي المجتمع عامةً. 
 
بعد هذه المقدمة العلمية المبسطة نستطيع أن نقول أن 80 عام من وجود الفكر الاخواني أدي الي تغيير هائل في شخصية هؤلاء الذين يتبعون هذا الفكر. كما وصلنا في نهاية التحليل العلمي السابق ان التطورات في فروع الأحياء التقليدية لها تأثيرات هائلة في مجالات علم النفس التطوري و علم الإنسان. 
هذه الظاهرة الاخوانجية تستدعي الدراسة من علماء علم النفس التطوري و علوم الإنسان. فالتطور الواضح في سلوك الواقعين تحت هذا الفكر جعلهم  يتحولوا من مواطنين يقطنون بقعة معينة إلي أناس لا علاقة لهم بالوطن بالمعني الشامل للإنسان . و أصبحوا آفة في الوطن تدمر المواطنة في المجتمعات بمعناها في علوم الإنسان. ولو كانت هذه الظاهرة تقتصر فقط علي المجتمع المصري لأستنتجنا أنها ليست بظاهرة. فلننظر تأثيرهم الضار في كافة المجتمعات التي يكمنون فيها و نقارن النتائج المباشرة و غير المباشرة لهذا الفكر. 
الفكر الاخوانجي انحدر بالمواطن من إنسان اجتماعي مسالم إلي إنسان انعزالي عدواني ألا عن عشيرته وقبيلته التي تشاركه الفكر الاخوانجي او الأفكار المنبثقة من الفكر الاخونجي مثل من يطلقون علي أنفسهم السلفيين. فكلاهما فصيل منشق من لب الفكر الاخونجي. 
فأصبحوا متدينين بدين أخر غير الدين الأساسي و سمحوا لأنفسهم أو بمعني اصح بتغيرت إنسانيتهم الطبيعية عبر إتباع الفكر الاخواني لثمان عقود زمنية ، الذي غيرهم و دفعهم عن إتباع الدين المتوارث و إدخال تعديلات جوهرية في استقبال تعليمات الدين بطريقة منحرفة عن السياق العام للعقيدة . وهذا من بحكم السواد الأعظم من المسلمين وعلي رأسهم مؤسسة الأزهر الشريف . وهذه فسي حد ذاتها حقيقة واضحة وجلية للجميع. و أذكر في خطاب الرئيس السابق محمد حسني مبارك انه قال هل يعتقدون أنهم المسلمون و نحن لا ؟ طيب أحنا أية ؟ ففقد الأخوان انتمائهم للدين الإسلامي بالنهج المتعارف عليه قبل ظهور الفكر الاخواني .
 
 في المسيحية يطلق علي مثل هذا الفكر هرطقة . فالاخوان المسلمين في نظر الغالبية من أئمة الإسلام منحرفين عن الفكر الإسلامي الأصيل أي مهرطقين . فبهذا هم متدينين أسما بالدين الإسلامي وفكرهم جعلهم  بلا دين. لم يجروء احد العلماء المسلمين حتى ألان علي اتهامهم بالارتداد علي الرغم من أن الأخوان و السلفيين يستخدمون تهمة الارتداد ضد كل من يخالفهم الفكر.
ويحضرني هنا المفكر و الكاتب المرحوم فرج فودة للدلالة علي ما تقدم . وهذا يؤكد أن فكر او عقيدة التكفير كقانون في الشرع الاسلامي شرع  الشواذ و لا مجال له في عمومية وشمولية الفكر الإسلامي العام. ولكنه أصبح قاعدة عامة في فكر الأخوان و السلفيين. و أثر بطريقة غير مباشرة علي الثقافة الإسلامية المتحضرة و أعادها إلي ما قبل الإسلام و خلطها بالعادات القبلية السيئة العربية القديمة و التي تخلصت منها لحد ما معظم الدول العربية في شبه جزيرة العرب نظرا لتفاعلها مع التطور المجتمعي و الحداثة الطبيعية في العالم. 
 
هل ننتظر أي نتائج ايجابية من محاولات البعض من التصالح مع هذا الفكر الاخونجي او السلفي ؟ الفكر الحضاري يقول ان التصالح الوطني أفضل شيء لمستقبل الوطن . ولكن اختلاف الأساس الفكري العقائدي لدي الأخوان المسلمين و السلفيين لن يسمح بهذا مهما حاولنا. هناك فجوة عميقة جدا بين الفكر العام للمواطنة و التصالح و بين القبلية و التطرف العقائدي المبني علي تكفير عقائدي متخلف إنسانيا. 
أنهم يحرقون مصر و يقتلون المصريين و يدمرون اقتصاد مصر عن عمد و بطريقة تثبت انهم لا يبالون بالوطن او المواطنين فهل تستطيع المدنية التعامل مع هؤلاء الذين يحملون الخناجر خلف ظهورهم ينتظرون الفرصة لذبح الوطن. 

 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com