جمال الهاشمى : دعم السعودية لمصر خدعة لتمكين السلفيين
محمد عنيم : السعودية أكبر ممول للإرهاب فى سوريا
إسماعيل حسنى : هل يقبل السيسى بالضغوط السعودية لتمكين السلفيين
تحقيق : جرجس بشرى
" أثار الموقف الرسمي السعودي الداعم لمصر في مواجهة الحرب على الإرهاب وكذلك الدعم السعودي للاقتصاد المصري بمعونة نقدر بخمسة مليار دولار بعد عزل محمد مرسي وتفويض الشعب المصري لقواته المسلحة والشرطة لمحاربة الإرهاب جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية في مصر، خاصة بعد الموقف المتناقض للملكة في دعم الإرهاب والميليشيات المسلحة في سوريا وتأييدها للحرب على سوريا ، وهذا الموقف المتناقض يثير كثيرا من علامات الاستفهام والشك بشأن موقف المملكة من مصر ومحاولة انتهاج استراتيجية جديدة وبديلة ناعمة لمواصلة دعم الإرهاب بها لاعادة استنساخ الفوضى في مصر وتوطيد أقدام امريكا في المنطقة ولتحليل أسباب الموقف السعودي المتناقض كان لنا هذا التحقيق مع عدد من المتخصصين في حركات الإسلام السياسي والنشطاء السياسيين :
♦في البداية أكد المفكر والكاتب السياسي المتخصص في شئون الحركات الإسلامية "جمال محمود الهاشمي" أنه لايوجد أي تناقض في الموقف السعودي، لأن السعودية تدعم الإرهاب بكل وسائل الدعم فى العالم الإسلامي.
تنفيذًا للمخطط الغربي الصهيوني الذي وضع لها منذ تم القضاء على الإمارات الحجازية في أواخر القرن 17 الميلادي واجتياح الحركة الوهابية بقيادة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود للأراضي الحجازية حتى وصل عدد القتلى كما يقول المؤرخون إلى أكثر من عدد قتلى الحرب العالمية الأولى وتم إقامة الدولة السعودية ، وقال الهاشمي أن السعودية موالية موالاة كاملة لأمريكا والغرب وهي التي تدعم الإرهاب والحركات التكفيرية في العراق وهي التي أنفقت عليه أموالاً طائلة في أفغانستان وباكستان ، وهي التي تدعم الآن الإرهاب في سوريا وستكون أول الدول المساندة لأمريكا فى حربها على سوريا والشعب السوري ، لأن سوريا تقف في خط المقاومة ضد الغرب الظالم الغاشم بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني .
ورأى الهاشمي أن موقف السعودية الداعم لمصر في مواجهة الإرهاب ما هي إلا خدعة من أجل دعم الموجة الثانية الأخطر والأشرس للإرهاب والمتمثلة في التيار السلفي التكفيري الخاضع خضوعاً تاماً وكاملاً لآل سعود ومشايخ الوهابية في السعودية.
وأكد أن السعودية قبل سقوط الإخوان كان تدعمهم أيضا ، ولكن الإخوان كان لديهم شهوة عارمة للحكم والسلطة فانفتحوا على قوى أخرى غير السعودية كـ " تركيا "التي دعمتهم أيضا من أجل الحرب على سوريا ، وكإيران التي دعمت الإخوان من أجل السيطرة عليهم وتحيـيدهم بعيدا عن سوريا وتوجيههم إلى خط المقاومة ضد أمريكا والكيان الصهيوني ، وقد استعمل الإخوان المبدأ الميكافييللى مع الجميع (( الغاية تبرر الوسيلة )) فهم تعاملوا مع هذه الدول جميعا من أجل تثبيت حكمهم وكرسيهم بالرغم من وجود عداءات واضحة وغير خافية بين هذه الدول .وقد أدركت السعودية أن الإخوان طاعتهم وولائهم للكرسي والحكم أكبر كثيرا من ولائهم لها ، لذلك عندما سقط الإخوان وتم عزل مرسى من خلال الشعب المصري الذى قام بتفويض الجيش لتنفيذ الإرادة الشعبية فاتحد الشعب المصري مع جيشه فى واحدة من أروع صور التلاحم بين شعب وجيشه فى التاريخ المعاصر .
فإن السعودية أسرعت للإعلان عن تأييد ثورة الشعب المصري تأييداً تكتيكياً لأن مراهنتها الأكبر على التيار السلفي الوهابي الموالى لها ولاءً كاملاً . وقد أرعب هذا التلاحم العظيم الكيان الصهيوني والغرب بقيادة أمريكا الذين كانوا على يقين بأن الإخوان سينفذون مخططهم وسياستهم فى الشرق الأوسط بكل سهولة ويسر هذا المخطط وهذه السياسة التى قامت على إنهاك الدول العربية والإسلامية وإغراقها وتفتيتها بالصراعات الطائفية والمذهبية ، ولكن انقلبت جميع الموازين بسقوط الإخوان ، فبدأت أمريكا سريعاً بالسعي لإيجاد بديل طيِّـع ومنقاد في مصر كالإخوان لتنفيذ نفس السياسة والمخطط ، فلم يجدوا غير التيار السلفي الوهابي وحزبه الذي قدم نفسه لأمريكا كبديلٍ للإخوان ، فقامت أمريكا بإعطاء الأوامر للقيادات السعودية بمد يد العون إلى مصر لتثبيت الأرضية لتمكين التيار السلفي الوهابي الخاضع خضوعا تاما للسعودية ، والمأتمر بأوامر وفقه ودين شيوخ الوهابية السعوديين ،وبذلك فالمسألة فى النهاية تكتيكية وليست تناقضية .
فالغرب الصهيوني بقيادة أمريكا لا يريد لمصر أن تتحرر وقد أفزعه وأرعبه أن يكون لمصر قراراً سيادياً مستقلاً ينبع من شعبها وجيشها وقيادتها السياسية الحرة ، فقام سريعاً بإدخال السعودية على الخط لإغراق مصر بالمعونات والمال على أساس تميكن التيار السلفي الوهابي كبديل للإخوان .وقال الهاشمي أن مصر وشعبها وجيشها وقيادتها السياسية أصبحت فى حالة من الوعي الكامل لكل ما يُدبر ويخطط وأصبح لديها من الحرية والعزة والكرامة والرغبة فى التقدم والتطور وإقامة دولة حضارية عظمى ما يكفى العالم بأسره ، وكما قال قائد الجيش المصري العظيم الفريق عبد الفتاح السيسى:"مصر حتبقى أم الدنيا".
♦ وفي ذات السياق قال محمد عنيم مؤسس التيار الشيعي أن المملكة العربية السعودية هي التي ابتدعت الإرهاب فكيف تتكلم عن مواجهة الإرهاب ؟ وكيف تتكلم مملكة لا يوجد بها دستور من الأساس عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وقال عنيم أن هناك عبارة لمحمد حسنين هيكل تقول :" عندما أسمع سعود الفيصل يتكلم عن الديمقراطية أغمض عينى ولا أكاد أصدق ما يقول" ! وأكد غنيم أن السعودية هي الممول الرئيسي للسلفيين وهذا الامر تعلمه جيداً أجهزة الاستخبارات المصرية وإلا فليكذبوني ، كما أن الأمير بندر بن سلطان الذي شغل منصب سفير للسعودية بالولايات المتحدة الامريكية لمدة عشرين عام وجاءت به امريكا حاليا ليكون رئيسا للمخابرات السعودية هو العراب الأول للحرب على سوريا ، وهو الأب الروحي للحروب السابقة على الخليج ، كما تعلم المخابرات جيداً زيارته السرية لباكستان لنقل اعضاء من تنظيم القاعدة وطالبان إلى سوريا وليبيا ومصر ، وتعاون المخابرات التركية في نقلهم من تركيا إلى سوريا ، مشدداً على أن السعودية وقطر وتركيا أكبر داعم للحرب على سوريا وشعبها ، وبالنسبة لإعلان السعودية الوقوف مع مصر في حربها ضد الإرهاب قال غنيم أن السعودية هي راعية الإرهاب ولا تريد الوقوف مع مصر ضد الإرهاب بل ضد الإخوان ، بعد حالة الرعب التي انتابت المملكة العربية السغودية بعد التصريح الخطير الذي قاله مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين "محمد بديع" في مؤتمر القوى والحركات الإسلامية الذي انعقد بالخرطوم والذي قال فيه المرشد بالنص : "الربيع العربي والتغيير قادم كالسيل الجارف وسيجرف في طريقه كل الدول الخليجية" ، وبالتالي فالمملكة اعلنت وقوفها بجانب مصر ضد الاخوان وليس ضد الإرهاب خوفا على عرشها ، وخوفا من موجة من المد الشعبي الثوري ضد الملك والسلطة الحاكمة بالسعودية ، وهو ما يفسر لنا موقف ملك السعودية وقت ثورة الربيع العربي عندما قطع زيارته وعاد مهرولا الى المملكة واعلن عن تخصيص 30 مليار ريال لإسكات المواطنين .
وهذا سبب اعلان وقوف المملكة مع مصر في الحرب ضد الإخوان وليس "ضد الإرهاب" كما أن السعودية تؤيد وتدعم الارهاب والميليشيات المسلحة في سوريا ضد نظام بشار الأسد لان سوريا عقبة امامها ، وهي القلاع الرئيسي للمقاومة وبالتالي فمن مصلحتها التخلص منها .
واتهم الكاتب" إسماعيل حسني " الباحث في الإسلام السياسي السعودية بدعم حزب النور السلفي بالإبقاء على المادة 219 في الدستور للتأسيس لدولة دينية في مصر ،
وقال أنه برغم أن ثورة 30 يونيو قد اندلعت من أجل إسقاط تيار الإسلام السياسي، إلا أننا نلحظ إستقواء مريب يظهره حزب النور في مواجهة الأمة بأسرها، بالإصرار على إ بقاء المادة" 219 " بالدستورالتي تؤسس لدولة دينية، ثم يجد من يعيره اهتماما كما رأينا في التصريحات المائعة لشيخ الأزهر ورئيس الدولة حول هذه المادة، وكأن ثورة 30 يونيو التي ساهم حزب النور في إنجاحها، قد قامت من أجل استبدال الإخوان بالسلفيين، وتساءل حسني : ما هي حيثيات هذا الإستقواء الذي يقوم به الحزب؟ وما هي الجهات الداخلية والخارجية التي تدعم هذا الحزب؟
وما هو موقف الفريق السيسي من هذه المادة؟ وهل يمكن للرجل الذي أنقذ مصر من قبضة الإخوان أن يقبل ضغوطا خارجية، من السعودية مثلا، لتمكين السلفيين من بعض واجهة النظام الجديد لإفشال الثورة المصرية من ناحية، وحتى لا يقوم في مصر نظام حديث يكشف عورات النظام السعودي الرجعي ذلك في مقابل المساندة التي تقدمها السعودية لمصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com