قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، إن نظام بشار الأسد «لا يهدد الشعب السوري وحده، وإنما يهد السلام والاستقرار في المنطقة، ويهدد جيران سوريا منها لبنان وسوريا وتركيا والأردن وإسرائيل»، مؤكدًا أن تدخل بلاده عسكريًا في سوريا سيكون بـ«ضربة محدودة»، ومختلفًا عما حدث في العراق من قبل، حسبما أذاعت قناة سكاي نيوز عربية.
وأبدى «أوباما»، خلال مؤتمر صحفي عقده في إطار قمة دول العشرين المنعقدة في مدينة سان بطرسبرج الروسية، خشيته من وقوع أسلحة «الأسد» الكيماوية في «يد الإرهابيين»، وأضاف: «استخدام نظام (الأسد) هذه الأسلحة يؤدي إلى انتهاك المعايير الدولية».
وشدد «أوباما» على رفضه «انتهاك المعايير الدولية بسبب أسلحة كيماوية»، وأضاف: «إذا انهارت المعايير الدولية سيؤدي ذلك لفوضى»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى أمور عدة من بينها الاستعانة بالهيئة العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وقال: «الشعب انتخبني لوضع حد للحروب في العالم»، لافتًا إلى أن اتخاذ بلاده لقرار الحرب على سوريا هو «خيار صعب»، وأضاف: «علينا حماية المعايير الدولية، وعدم تحركنا يشجع دولًا مارقة في العالم لاتباع هذا الأمر»، حسب تعبيره.
وردًا على سؤال عن تعليقه على موقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من التعامل مع الأزمة السورية، أجاب: «يمكن لبوتين أن يحافظ على موقفه، وما قلته إننا نوافق على أن الحل لهذه الأزمة هو حل سياسي كما تشير اتفاقيتي جنيف 1 و2، وكانت دول كالولايات المتحدة وروسيا لا توافق على هذه الأمور كاستخدام الأسلحة النووية، وعلينا ان نواجه الأزمة، فهناك أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين السوريين، والموضوع بالنسبة لهم يزداد سوءًا، وهذا لا يصب في مصلحة السوريين أو المنطقة أو روسيا أو الولايات المتحدة».
وتابع: «رفضت الحرب على العراق، وبناء على الخبرة، فالأشخاص في نيويورك وحول العالم يقومون بتحليل الوضع، وأنا افهم هذا التشكيك ومن المهم جدًا أن نعمل بشكل منهجي، وينبغي أن يفهم الجميع هذا الموضوع في الكونجرس ومجلس الشيوخ من خلال تقديم جميع الإحاطات، وردي مبني على مناقشات عسكرية ويجب أن تكون الضربة العسكرية محدودة»، وذلك في معرض رده على خشية البعض من مواجهة سوريا لمصير العراق عقب تدخل القوات الأمريكية هناك عام 2003، مشددًا على أن التدخل العسكري في سوريا سيكون مختلفًا عما حدث في العراق.
وأضاف: «الأسد لن يكون حكيمًا إن رد على الضربة العسكرية»، لافتًا إلى أن قمة العشرين عقب انتهائها ستصدر بيانَا صحفيا، الجمعة، تشير خلاله إلى الدول، التي أعلنت بوضوح دعمها للضربة العسكرية.
وقال: «ناقشت مع زملائي ووزرائي المسألة السورية، وينبغي على العالم ألا يغض الطرف عن هذا الانتهاك، وينبغي أن نواجه تداعيات استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، وعدم ردعه يؤدي لاستخدامه هذا السلاح، وسنستمر في مناقشة الملف السوري مع الكونجرس».
ولفت إلى أنه عليه أن يفسر بشكل واضح للشعب الأمريكي إذا كان التدخل العسكري هو الشكل المناسب، مضيفًا: «ربما لا أقنع أغلبية الشعب الأمريكي، وهنا يقرر الكونجرس إذا كان ذلك في مصلحة واشنطن والأمن القومي، ولن أتكهن في حال رفض الكونجرس للضربة».
من ناحية أخرى، أشار «أوباما» إلى أن قمة «العشرين» ناقشت الأوضاع الاقتصادية، لافتة إلى أنها تسعى لاستهداف توفير فرص عمل كثيرة للتغلب على الأزمة الاقتصادية، كما ناقشت أمورًا عدة من بينها كيفية التغلب على البطالة، والتركيز على أهمية الازدهار الاقتصادي، مؤكدًا أن هدف القمة هو «تعزيز النمو الاقتصادي».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com