القس فيلوباتير جميل
بداية اعتذر عن هذا العنوان المأخوذ من اللغة الشعبية للمصريين .. فدائما ما يستخدم المصريين هذه الجملة حينما يضعون آمالهم في شخص او كيان يرونه يحقق أحلامهم التي حاولوا مرارا كثيرة تحقيقها دون جدوى .. اما عن سبب اعتذاري ان ما فعله الفريق أول عبد الفتاح السيسي ،أبدا لا يمكن تصنيفه بكونه جميلا فعله للمصريين بل هو واجب مفروض عليه فعله ! ولأننا كثيرا ما افتقدنا مثل هذه الشخصيات الأمينة نحو واجبها الوطني ومتطلبات وظيفتها فحدث لدينا إعجاب يصل إلى حد الانبهار بما فعله هذا الرجل العظيم .
أعود وأؤكد انه قام بواجبه الوطني وبالضرورة الديني حيث يطالبنا الدين بان نكون أمناء في عملنا في أي موقع نعمل فيه .. فكل مرة استمع فيها لخطاب أو بيانات لهذا الرجل أراني منبهر بكم الصدق والحب النابع من كلماته والتي يحرص أن يخرجها من قلبه دائماً بدون إعداد مسبق إلا خلال بيانه التاريخي الذي قدم فيه خارطة الطريق وأتفهم تماماً أسباب التزامه بقراءة بيانه في هذا التوقيت الحساس يوم الثالث من يوليو العظيم . هو رجل يحب مصر فعلا ويعشق ترابها ومخلص لها ولشعبها بدون أي أطماع فهو يقدم نموذج طالما بحثنا عنه وانتظرناه إلى أن ظهر في حياتنا كمصريين رجل اسمه الفريق اول عبد الفتاح السيسي !!
كلماتي هذه السابقة هي ما في داخل قلبي نحو هذا الرجل وأود ان أؤكد أني مع رأيه السديد في عدم الترشح للرئاسة رغم ثقتي في فوزه السهل جدا فقد احتل تماماً قلوب الأغلبية اللازمة لانتخابه ولكن لدي أسباب أراها منطقية في رؤيتي هذه ... أولا دعوني استخدم كلماته التاريخية التي أعلن فيها أن كرامة موقعه وعمله في المحافظة على إرادة المصريين أهم عنده من كرامة حكم مصر وأؤكد وأفضل كثيرا لنا كمصريين ان يكون هذا الرجل في موقعه أمينا على إرادتنا من ان يكون رئيساً يمكن تغييره خلال سنوات !! ثانيا أني ارفض بان يتلوث تاريخ هذا الرجل بالاعيب وأساليب الانتخابات ومساوئها فليحتفظ بموقعه ومكانته في قلوب كل المصريين كما مكانة وموقع جيش مصر العظيم .
اما عن السبب الذي يظهر من العنوان هو ان الفريق اول عبد الفتاح السيسي نجح تماماً في تقديم المسئولين عن سفك دماء المصريين خلال سنة حكم الإخوان وهم الآن أمام العدالة والقانون وبعضهم في طريقه للمثول أمام القضاء المصري ... وبهذا لدينا مسئولين يحاكمون عن الدماء المصرية التي سفكت خلال الموجة الأولى للثورة المصرية وهم مبارك ورجاله الذين تعاد محاكمتهم الان ..... وكذا لدينا مسئولين يحاكمون عن الدماء المصرية التي سفكت خلال الموجة الثالثة من الثورة في فترة حكم الإخوان السوداء .... اما الدماء المصرية التي سفكت خلال الموجة الثانية من الثورة والتي تتعلق بأحداث ماسبيرو ومحمد محمود والقصر العيني لا وجود لمن يحاكم على هذه الدماء وهم المجلس العسكري السابق المشير طنطاوي وعنان والرويني وبدين وغيرهم فمن يحاكم هؤلاء !!!؟؟؟ اعلم تماماً حساسية الموقف ولكن المبادئ لا تتجزأ ولا أريد ان أقول بان محاسبة مسئولين عسكريين على جرائمهم أمر مستبعد ولا يمكن ان نعتبر ما فعله الفريق السيسي في تأييده للموجة الثالثة من الثورة تعويض عن دماء سفكت بواسطة عسكريين او بمباركة عسكريين !! كملها يا سيادة الفريق لتحفر اسمك بجد في قلوب المصريين ويذكر التاريخ اسمك بكونك رجل الحق الكامل والمبادئ !!! فلا يمكن للتاريخ ان ينسى ان ما فعله الإخوان خلال سنة يتحمل أيضا مسئوليته المباشرة المجلس العسكري السابق بمؤامرة معروفة هي مؤامرة الخروج الأمن لهم الكرسي مقابل الخروج الأمن فهل نحاسب طرف ونترك الآخر لا لشئ الا لانه مسئول عسكري ..
دعونا نقول كلمة حق واضحة ومباشرة فلا يمكن ان نزن الرجال بميزان واحد فما فعله السيسي في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فعله طنطاوي في ١١ فبراير ٢٠١١ باستثناء فكرة تحدي الولايات المتحدة وعدم السعي للحكم كما فعل طنطاوي الذي حكم فترة سنة ونصف وتسبب في كوارث يجب أن يحاسب عليها هو ومجلسه العسكري !!!! وبخاصة مذبحة ماسبيرو التي ستظل وصمة عار في ثوب الجيش المصري الناصع إذا لم يفعلها الفريق أول عبد الفتاح السيسي ويصدر قرارا تاريخيا أخر بمحاكمة عسكرية ضرورية للمجلس العسكري السابق .... هنا وهنا فقط تكتمل الصورة فلدينا من يحاسب على دماء مصرية في جولة أولى وثالثة لثورة مصرية رائعة فأين دماء شهداء الموجة الثانية سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ؟!!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com