ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لا أعرف هذه الليبرالية

مؤمن سلام | 2013-08-17 15:32:12

مؤمن سلام
تتلقى الليبرالية المصرية الضربات منذ علم 1952 وحتى الآن حتى أضحت أضعف التيارات بعد أن كانت أقواها. ولعل أقوى الضربات وأكثرها ضررا تلك التى تأتى من داخل التيار الليبرالي نفسه، وقد تلقى التيار الليبرالي ضربتين في شهر واحد من داخلة أضرت بهذا التيار ضررا بالغا، تمثلت في موقف عمرو حمزاوي من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ثم استقالة البرادعي اعتراضا على فض البؤر الإجرامية لجماعة الإخوان.


فقد أرسلت مواقف حمزاوى والبرادعي رسائل خاطئه عن الفكر الليبرالي، فهم منها البعض أن الليبرالية تدعوا إلى التسامح مع الإرهاب، وتقبل خطاب الكراهية، ومحاورة دعاة التمييز الديني، والتعايش مع البلطجة، ومنح الحرية لمن يسعى لهدم الدولة ومؤسساتها، وتأسيس أحزاب على أساس ديني، وتأييد من يدعى أن الديمقراطية هي الصندوق فقط، ومشاركة من يدعوا لإقصاء من يخالفه في الرأي أو العقيدة أو المذهب. بكلمات أخرى، أن الحرية في الليبرالية مطلقة حتى حرية القتل والتمييز والاضطهاد.


عفوا يا سادة هذه ليبرالية لا أعرفها. الليبرالية التى أعرفها تقول بالبلدي "أنت حر ما لم تضر" وتقول "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين". الليبرالية التى أعرفها تمنع طغيان الأغلبية واستبدادها بالأقلية بحجة أنها حصلت على الأغلبية في الانتخابات. الليبرالية التى أعرفها تقول أن الديمقراطية ثقافة وطريقة حكم وليست مجرد صندوق تلقى فيه بعض الأوراق.


الدول الليبرالية الكبرى هي التى أسست لمبدأ لا تفاوض مع الإرهاب. لا يوجد دولة ليبرالية تخلوا من قوانين تجرم وتعاقب على التمييز بين المواطنين على أساس العقيدة أو اللون أو الجنس أو العرق سواء في تولى المناصب القيادية في الدولة أو حتى أصغر وظيفة في اصغر شركة. الدولة الليبرالية هي دولة قانون تعاقب كل من يتعدى على المواطنين أو المنشآت العامة أو الخاصة، أو يقطع الطريق، أو ينتهك حق الآخرين في الدخول والخروج إلى مساكنهم.


الدول الليبرالية تمنع بث القنوات الفضائية التى تبث الكراهية وتحرض على العنف فقناة المنار التابعة لحزب الله ممنوعة في كثير من دول أوربا وأمريكا، وفرنسا منعت بث قناة الرحمة السلفية منذ سنوات. الدولة الليبرالية هي دولة مؤسسات قوية وفعالة، ولا تسمح لأحد بهدمها أو تجاوزها سواء كانت حكومة أو معارضة. في الليبرالية، الحريات العامة والشخصية وعلى رأسها حرية العقيدة وممارسة الشعائر مقدسات لا تمس، ويقف القانون بالمرصاد لكل من يحاول الاعتداء على الحريات العامة أو الشخصية. لا أعرف دولة ليبرالية لديها أحزاب تقوم على أساس ديني أو عرقي أو جنسي، فكل الأحزاب تقوم على أساس المواطنة والمساواة الكاملة بين المواطنين. كما أن الدول الليبرالية التى عانت من النازية والفاشية تمنع تماما أي أحزاب أو جماعات تقوم على الفكر النازي أو الفاشستي، فلا حرية لأعداء الحرية.


هذه هي الليبرالية التى أعرفها، ليبرالية المواطنة والحريات والقانون والمؤسسات، وليست ليبرالية قبول التطرف والأصولية والإرهاب التى ستقتضي في النهاية على الليبرالية.
 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com