اهتم عدد من الصحف الأجنبية، الصادرة أمس، بالتعليق على المشهد السياسى الراهن فى مصر، فى مقدمتها صحيفة «تليجراف»، البريطانية، التى أشارت إلى رفض جماعة الإخوان المسلمين التفاوض مع قادة الجيش، ونقلت عن القيادى البارز بالحركة السلفية، محمود مختار المهدى، قوله إن «الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع، وعد بعدم استخدام القوة لإنهاء الاعتصام طالما أنه لا يخرج عن نطاق السلمية، ولم يحاول الخروج لمزيد من المظاهرات، ويجب التوقف عن وصف المعارضة بالإرهابيين، حيث إنهم يشكلون قطاعا كبيرا من الشعب».
وذكرت صحيفة «إندبندنت»، البريطانية، أن «الفجوة بين معسكرى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى والليبراليين لا يمكن تجاوزها، ومزاعم التعذيب داخل معسكرات الإخوان، والتى أعلنت عنها منظمة العفو الدولية، الجمعة الماضى، أكدت فى أذهان كثير من الليبراليين أن الإسلاميين لا يصلحون للحكم، كما أن صور الأطفال وهم يمشون فى مسيرات فى اعتصام رابعة العدوية مرتدين أكفانا أقنعت بعض المصريين بأن الاحتجاجات المؤيدة لمرسى ما هى إلا حضانات إرهاب».
ونقلت الصحيفة، فى تقريرها الذى حمل عنوان «حلفاء مرسى اعترفوا بالهزيمة ويخططون لنقله إلى منفى»، عن مصدر مقرب من المحادثات التى تجرى حالياً، بين الأطراف المتنازعة فى القاهرة، قوله إن «حلفاء مرسى يناقشون، سراً، صفقة لحفظ ماء وجههم، بأن يتم الإفراج عن الرئيس المعزول، والسماح له رسميا بالاستقالة من منصبه».
وأضاف المصدر أن «الخيارات التى يجرى النظر فيها تشمل السماح لـ(مرسى) بإعلان استقالته، فى خطاب تليفزيونى، ويسلم سلطاته التنفيذية إلى الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء المؤقت، كما أن هناك احتمالا آخر وهو الإفراج عنه، ونقله جواً إلى منفى».
وتابع: «نحن نأمل فى العثور على خروج مشرف له، فمعظم الناس يتفقون على أن عودة مرسى للحكم أصبحت أمراً مستحيلاً، فكيف يمكن أن يعود دون دعم من جميع مؤسسات الدولة».
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول فى الاتحاد الأوروبى، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنه «يبدو أن حلفاء مرسى على استعداد للتضحية به مقابل اتفاق يتم بموجبه الإفراج عن القيادات الإخوانية المعتقلة، والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم سالمين».
وبدورها، أكدت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية، أن «الأزمة المتفجرة فى مصر والريبة بين طرفى الصراع لاتزال عميقة، مشيرة إلى اعتراف الإسلاميين فى الأيام الأخيرة، للمرة الأولى، بأن السخط هو ما أدى إلى احتشاد ملايين المصريين ضد مرسى والمطالبة بإسقاطه».
ورأت الصحيفة أن «ذلك يفتح الباب أمام مفاوضات واسعة النطاق مع الحكومة، ولكن الإخوان، على الأقل علناً، تطالب بتنازلات قد يرفضها الجيش، وهذا السيناريو يشكل خطراً على الجماعة، التى تميزت بالصوت السياسى الأقوى فى البلاد فى عام ٢٠١٢، ولكن السنة الكارثية التى قضتها فى السلطة خلقت رد فعل عنيفا ضدها».
وأشارت إلى مخاطرة الجماعة بإغضاب قاعدتها حال إظهار تقديم تنازلات أكثر من اللازم مع الحكومة، كما أنها تواجه المزيد من العزلة وتبديد فرصة لتشكيل دستور جديد، من خلال عدم العودة للانضمام فى العملية السياسية.
وأكدت الصحيفة أن «تداعيات الإطاحة بمرسى أثارت الشكوك حول إمكانية ازدهار الإسلام السياسى فى مصر، وتونس، وغيرها من الدول الصاعدة من ثورات الربيع العربى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com