قال الشيخ أحمد الشحات القيادي بالدعوة السلفية، إنه على تنظيم الإخوان أن يعودوا إلى رشدهم، فيما يفعلوه الآن، واصفاً ما يحدث بالانتحار الجماعي للجماعة وقضاء تام على تاريخهم ومسيرتهم، مضيفاً "الآن يواجهون دولة وشعبًا وليس معهم من أدوات لهذه المقاومة، فضلا عن أن نتائج ذلك لن تعود على الوطن بما ينفعه أو على الدين بما يصلحه؛ لأن الشعب الذي طالما ناصرهم لا يطيق الآن سماع كلمة واحدة عنهم، والجيش الذي كان من الممكن أن يقف على الحياد يتم الدفع به الآن لكي يستنسخ بنفسه النموذج الناصري في التعامل مع التيار الإسلامي".
وأضاف " أقدِّر أن الصدمة كبيرة، ولكن هذا ما جنته أيدينا، ولعلنا نستفيد من التجربة في المستقبل، المهم الآن هو أن نحافظ على شبابنا وعلى دعوتنا، وأن نعود إلى شعبنا فنصالحه ونسترضيه وإلا ستلعننا هذه الأجيال، وسيكتب عنا التاريخ ما لا يرضينا، وسنغدو مثالا سيئًا في التاريخ الإسلامي كله".
وقال الشحات في بيانه، الذي نشره موقع "صوت السلف" الموقع الرسمي للجماعة: "قامتْ أحداث "ثورة يناير" ولم يكن أحد يتوقع أن تكون ثورة، فضلا عن أن تؤتي أُكلها وتصمد حتى يزول الظلم وبدون أن تراق دماء المسلمين أنهارًا، وبدأ المد الثوري يأخذ مكانًا بارزًا في الشارع المصري، ومع تكرار الأزمات اليومية الطاحنة وتجاهل المسؤولين لها، وعدم التواصل مع الناس بخصوصها، والاكتفاء بالاتكاء على نظرية المؤامرة وتخوين الآخر، انفجر الشارع في وجه هذا النظام، وتصاعدت حدة الخطاب من مجرد المطالبة بإصلاح المشكلات ومعالجة الأزمات إلى المطالبة بالرحيل، بل وبالمحاكمة في بعض الأحيان، وهذا المد الثوري النابض فشل الإخوان وأنصارهم في احتوائه تمامًا، بل تعاملوا معه بكل غطرسة وغرور وتكبر، ولم يحسنوا تقدير الموقف كما يجري على الأرض، وصدقوا أنفسهم فيما توهموه أن النبض الثوري قد خمد في حس المواطنين، وأن الشعب عاد إلى سابق استئناسه وخضوعه، وأنه سيقبل بأي شيء مهما كان، وما زاد من غرورهم امتلاكهم كتلة مؤيدة صلبة ليست بالقليلة في عددها ولا قوتها ولا قدرتها على الحشد، والتي طالما اعتمدوا عليها في الأزمات التي تعرضوا لها طوال السنة الماضية.
وأضاف "هنا خسر التيار الإسلامي في معظمه الجماهيرية الشعبية، وأصبح من أيدوه بالأمس يثورون ضده اليوم؛ فلم يبقَ لهم إلا خُلص أتباعهم والمحيطين بهم، وهم بطبيعة الحال لا يصمدون أمام هدير الشعب الهائج الذي رأيناه بعد ذلك في الشوارع والميادين، وبقي لنا الجيش الذي سيظل هو المحدد الحاسم في أي صراع سياسي أو غيره فهل استطاع الإخوان أن يتعاملوا مع الجيش أم صار هو الآخر ممن تشملهم حملة التشويه والتشهير، بل والتهديد أحيانًا، ورفضت الرئاسة تدخل المؤسسة العسكرية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، وتعاملت معها بجفاء شديد واستعلاء ربما يكون مقبولا من دولة مستقرة ورئيس قوي، أما والحالة كما كانت عليها مما يعرفها القاصي والداني؛ فهذه غطرسة وحماقة لا مبرر لها، و تصاعدت لهجة قيادات الإخوان في الإساءة للجيش ولقادته، والكلام عنهم بشكل غير لائق يستعديهم عليه ويهيجهم ضده مع أنه في الواقع لا يملك شيئًا، وحالته من الضعف والعجز معروفة للجميع! وبدلاً من أن يقترب منهم ويعطيهم مكانتهم كان التعامل الجاف والمسيء مع مَن كانوا بالأمس القريب يتحكمون في مقادير البلاد، وقادرون أيضًا على العودة إذا أرادوا.
وتابع "استخدام كارت الجماعات المتطرفة في إرهاب الجيش وتخويفه بدا أسلوبًا هزليًّا وسخيفًا ممن لا يقدِّر المسؤولية، ولا يعرف حجم نفسه ولا طاقتها، وبنفس الدرجة لا يستطيع فهم الآخر ولا تقدير قوته، شعور الجيش بأنه يتعامل مع جماعة لا تعي معني الدولة، ولا تقدر قيمة الأمن القومي وتتعامل مع أسرار الدولة باستهتار واستخفاف، وتختلط لديها مصالح الجماعة مع مصالح الدولة بالدرجة التي أعلن فيها الرئيس قطع علاقته بسوريا في مؤتمر جماهيري بالاستاد كان أغلبه عن تأييده هو شخصيًّا، إذن وصل بنا الحال إلى شبه قطيعة مع عموم الشعب واستعداء تام للجيش، فلم يعد لدينا ظهير شعبي نعتمد عليه، ولم يعد معنا جيش نحتمي بقوته أو نوظفها لصالح الدولة وفي سبيل استقرار الوطن؛ فما المنتظر إذن بعد ذلك".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com