بقلم : د. وجدي ثابت غبريال
عادة لا اتكلم عن الاقباط على وجه الخصوص و لا اخصهم بحماية خاصة و لا بوضع منفرد. و لكن حين يخصهم بعض المجرمين بالتهديد و الوعيد و التصفية الجسدية فهناك مدعاة للتوقف . قرروا الانتقام من الاقباط و تصفيتهم و هذا وارد فى تصريحات معلنه سمعناها و كأن الاقباط هم كبش الفداء عديم الاذى. فمن يدافع عنهم :
- كيرى و اوباما و باترسون يدافعون عن مجرمى الاخوان الملثمين و المسلحين فهؤلاء طبعا يستحقون الدفاع فى نظرهم اكثر من القبطى الاعزل . اترينهم يشهدون ذلك كما لو كان احد افلام الويسترن التى تخرج فيهاالمسدسات التى تعودوا عليها فى الشوارع. و كأنه من الطبيعى ان نرى تلك البدائية فى شوارع مصر أيضا .
و السؤال هو : ماذا يحدث اذا ما راى السيد كيرى بعض الملثمين فى شوارع واشنطن و معهم سلاح نارى ؟ ماذا يصنعون بهم ؟ قطعا السيد اوباما سيقدم لهم وجبة كنتاكى ٦٠٠٠ كالورى حتى ياتى انسداد الشرايين فى الاشهر القادمة .
- الاتحاد الاوروبى هل يدافع عن الاقباط ؟ انه تابع ذليل للسياسة الامريكية و لا ينتفض ضدها الا عندما تهدد مصالحه الاقتصاديه و المالية و حينئذ فقط يتشح بجلد الاسد و يتحول الى وحش لحماية شركاته متعدده الجنسية و ليس لحماية الاقباط.
-الدول العربية الاخرى ؟ منذ متى رفع فيهم احد المسئولين اصبعه من اجل قبطى مضطهد فى بلده مصر و هو تاريخيا صاحبها الاصيل ؟
- هل يدافع الاقباط عن انفسهم ؟ علموهم فى الكنائس الاتى "من لطمك على خدك الايمن حول له الاخر ايضا و من سخرك ميلا فامشى معه اثنين ، احبوا اعداءكم ، باركوا لاعنيكم و صلوا للذىن يسيئون اليكم و يضطهدونكم" ! و رغم نبل و سمو الوصيه الانجيلية الصادرة من فم يسوع المسيح شخصيا سأخالفها و بفخر و بقناعة فى انه من المستحيل تطبيقها فى مواجهة الاخوان لان الحق هو المعتدى عليه هنا و ليس الشخص و حسب . و الساكت عن الحق شيطان أخرس . و لو كان الامر متعلقا بعدوان فردى من موتور دينى مسلح لما كان بالجسامة التى هو بها الان. و إنما الامر يتعلق بالاقباط جميعا و بلا تمييز و بوصفهم اقباط! اين حقوق الانسان اذن يا من تعطى العالم كله دروسا فى حقوق الانسان ؟
لا ادرى لماذا اختير الاقباط على وجه الخصوص للانتقام منهم ؟ و هل ثروت الخرباوى قبطى؟ و هل مختار نوح قبطى ؟ و هل كمال الهلباوى قبطى ؟ و هل الملايين التى خرجت من جميع الفصائل السياسية ضد جماعة شيطانية، كلهم الاقباط ؟
فلنرفع نقابا يستر الحقائق ، ينبغى التعامل بمنتهى الحزم مع كل شكل من اشكال العنف و ليفهم اوباما و تابعه كيرى و نسائهما فى مصر اللائى يقابلن حتى الان الاخوان- ان من يتم القبض عليهم عندنا هم قتله و حملة سلاح يستخدم فى تعذيب و ترويع و ارهاب المواطنين العزل و ليس فى الامر اعتقال لمعارض لا يملك الا قلمه للتعبير السياسي السلمى!
لقد اعلنت امريكا الحرب على العراق لانها " ظنت " او توهمت انها تحوز اسلحة للدمار الشامل و كان يكفى مجرد الظن لاعلان الحرب و قتل الابرياء. ثم تبين الخطأ الفاحش فى التقدير لادارة حمقاء لا تقل حمقا عن الادارة الحالية بكل اسف. و كأن التاريخ يعيد نفسه فنجد الشعب العظيم المكافح يراسه اسوا من فيه من اغبياء يكادوا ان يصلوا الى حد التأخر الذهنى و التخلف ! و لم يختلف الامر فى مصر فى عصر الاخوان فالطيور على اشكالها تقع. لعل ذلك هو مبعث الدفاع عنهم و تجاهل ارادة الملايين لحماية حفنة من المجرمين و القتلة و الارهابيين.
د. وجدى ثابت غبريال استاذ القانون الدستورى و الحريات العامه كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة لاروشيل- الجمهورية الفرنسية- عضو الجمعية الفرنسية للدستوريين
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com