الشهيد رفض فض الإعتصام ووصايه الكنيسه على الشباب فى السياسه
الجزيرى : الشهيد كان يميل إلى الفكر الإشتراكى و العداله الإجتماعيه
كتب: يسي حنا
مينا دانيال الشاهد والدليل
صاحب الأبتسامة الطفولية ، والقلب الجسور ، والعقل الماهر والفكر النضالي ، الباحث عن الحرية ، هو الشاب صاحب المواقف البطولية التي لا تنسي ، الذي أحتار فية الجميع وأحبـة كل من حولة مسلميين ومسيحيين ، لم يكن يوماً طائفياً بل كان دائـما ثورياً ، يعشق مصر كان يحلم بها مثالاً للحريـة والعدالة والمساواة هــو ‘‘ جيفـارا مصـر ‘‘ الشهيد مينا دانيال ، الذي ترك أرض الشقاء ليرتمي في أحضان القديسين ،وهو واقفاً للمطالبة بالحقوق والحريات .
ومنذ 9 أكتوبـر عام 2011 اليوم الذي شاهدت العيون الدماء البريئة ، وسمعت الأذان أنين الألم وشهدت ساحة ماسبيرو مذبحة كبري ، وأنفتحت السماء لتستقبل الشهداء من بينهم المناضل المصري مينا دانيال ، الذي يلقبة البعض بـ " جيفارا العصر " وعلي الرغم من مرور الساعات والأيام والسنوات علي انتقالة من ارض الشقاء ألآ أنه لازال جامعاً محباً باخواته واحبابة وأصدقائة ، ويشاركهم اليوم بروحة ليطفئ شموعة الـ 22 لميلادة ، وأن كان غائب الجسد فحاضر فينـا جميعاً " فكلنا مينا دانيال " .
عشق ميدان التحرير ومنه أسقط مبارك ، وأعليٌ صوتة امام ماسبيروا حتي فارق الحياة ، ويشاء الله أن يطوف الميدان بجثمانة ، ويحتفل بميلادة ملايين المصريين بالتحرير اليوم .
ميـنا إبراهيــم دانيال
ولد مينا دانيال بقرية صنبو التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط في عائلة بسيطة ، مكونة من والدة " إبراهيم دانيال " ،ووالدتة ، وستة أشقاء وهم " آمال ، إسحق ، ميري ، عماد ، ميلاد ، شيري ، وهو اصغرهم سناً " .
أنتقل والدة وأسرتة وهو في الثانية من عمرة للقاهرة وسكنوا احد المنازل بمنطقة عزبة النخل ، ألتصق مينا بكنيسة العذراء " المحطة " ترعرع مينا وسط التراتيل والترنيم ، ولكنة كان دائما ما يبحث عن شئ ، وبعد أن التحق بالمرحلة الجامعية ، بدء في البحث عما بداخلة ، الملئ بالطاقة والنظال .
فتروي شقيقتة " ميري دانيال " أن مينا كان دائما محب للجميع ، ولم يقل ليٌ يناديني الأ بكلمة يـ " ماما " لاننا ألتصقنا معاً ، ولو مر من أحد الشوارع لوجدت الناس تلتف من حولة وهذا من علاقاتة ومحبتة للجميع ، ومينا كان دائما يحلم بالحرية ، والمسأواة ولهذا أتبع طريق البحث عنها .
وتستطرد دانيال ، بانه كان مرتبط بميدان التحرير ، وأنة تعرض للموت اكثر من مرة منذ 25 يناير وحتي التنحي و منها أثناء أشتباك قوات الامن مع المتظاهرين يوم 25 يناير ، وبعد أن عاد قال لي .. عارفة يا ماما كنت هموت من الرصاص المطاطي والحزام ده ربنا جعلة سبب في عدم موتي ، نظراً لارتداءة حزام لة حلقة كبري من الحديد .
وأردفت بان دانيال أسس حركة " شباب من أجل العدالة والحرية " ، وكان أحد مؤسسي التحالف الشعبي ، وكان دور" مينا " واضحاً مع شركائه بالثورة فالهدف كان دائما هو الافضل للوطن علي وجة العموم ، وحتي الأن أقابل اشخاص ومواطنين لم أراهم من قبل يسردوا لي مواقف قد ساندهم فيها مينا حيال ثورة يناير أو أعتصامات ماسبيرو وغيرها .
حقاٌ عاش بطل ومات شهيد
اليوم شموع وإعلام تحمل صور الشهيد وورود ذات ألوان طابعة الأبيض تحمل نقائة ، والأحمر لدمائة ، والأزرق لصفائة ، تطوف التحرير وتمر لميدان طلعت حرب في عيد ميلادة .
دانيال والمليون
قال " هاني الجزيري "، رئيس مركز المليون لحقوق الأنسان ، أن مينا دانيا كان بمثابة الطفل الذي كان يبحث عن شئ ولا يعرف أحد ما هو ، وأنة فؤجي ذات يوم بة يدخل علية مقر جريدة " الكتيبة الطيبية " ويطالبني بمشاركتة معنا في مركز المليون ، فرأيت انها حماسة اللحظات التي تزول سريعاً لأنة لم يتجاوز عمرة الـ 16 عاماً الأ أنة فاجئني بمقر المركز ومعة مجموعة من أصدقائة وأنضموا بالفعل .
وأضاف بأنه كان دائم الالتزام لحضور الاجتماع الأسبوعي ، وكانت يأتي وسط مجموعته ، وكذلك شقيقتة " ميري " ومجموعتها ، وقد شارك أول مظاهرة نظمها مركز المليون بالتحرير عام 2010 للمطالبة بالغاء الجلسات العرفية ، وتطبيق قانون دور العبادة الموحد .
وأوضح " الجزيري" لـ " متحدون" بانة أكتشف في الشهيد " مينا دانيال " الفكر الأشتراكي فكان دائما الاستعارة للكتب الخاص بماركس ، وكافة الكتب التي تتحدث عن العدالة الأجتماعية ، أما بالفترة الأخيرة كان دائما الاستعارة للكتب الخاصة بالتراث الكنسي ، ونشأة الكنيسة .
وأردف " الجزيرى " بان " دانيال " قد شارك كافة فاعليات المطالبة بالحقوق والحريات منذ 2010 ، حيث شارك في المسيرات الاحتجاجية التي استمرت سبعة ايام بشبرا , والتي بدأت في الاول من يناير عام 2011 عقب احداث العمرانية , وكذا أعتصامات ماسبيرو .
ووصف " الجزيري " ، الشهيد " مينا دانيال " بالباحث عن شئ لا يعلمة أحد إلا هو , كان دائما الابتسامة حتي ولو لم يبتسم فكان قلبة الشفاف واضح علي ملامحة الخارجية .
وفي ذات السياق يقول الناشط السياسي " سيمون وفيق " ، أحد أصدقاء الشهيد " مينا دانيال "، أنة في أحد أيام أعتصام ماسبيروا وفي بغتة من النوم انا ومينا ، ألي جوار الدبابات ، وأستيقظنا علي صوت عالي ، " زعيق " وعندما أستيقظنا وجدنا الدبابة تتحرك وأوشكت علي دهسنا ، وبعد أن أتخذنا جانب ، فأجائني " مينا " بكلمات بعد صمت لبرهة ، قائلا:" تصدق ياسيمون كانت هتبقى موته أيـة كنا هنبقى شهداء للوطن وللمسيح بس المشكله أن معنا ناس طائفين و هيرفضوا يخرجونى من ميدان التحرير"
ويستطرد وفيق وكانها كانت الوصية " وصيه شهيد للطوفان بميدان التحرير ، وبالفعل كان رغم أن كل العقبات التي وجدناها من الأكليروس تنفيذا لوصية البطل الشهيد .
ومن جانبة كشف الناشط الحقوقي مينا ثابت عن موقف الشهيد عندما طالب البابا شنودة الثالث المعتصمين أمام ماسبيرو الذي بدء في 8 مايو2011 وهو ما جاء علي خلفية أحداث كنيسة امبابة ، بفض الأعتصام لانة لم يجدي بنتائج ، وكان الشهيد مينا من أكثر المؤيدين لاستكمال الأعتصام وقال وقتها حتي تكون رسالة للدولة والحكومة بأنة ليس هناك واصياً علي شباب الأقباط ، وأن المؤسسة الدينية " الكنيسة " هي مقر العبادة وليس السياسة ".
وجدير بالذكر أن هذا الشهيد لهث وراء الشهادة في التحرير وظل يبحث عن الحرية حتي نالها بـ " مسبيرو" قذيفة أخترقت صدره ونفذت من ظهره وهو مبتسم حتي النفس الأخير .
شهيد الوطن تعرض للموت ولن يرهب فالموت لة ليس سوي كأس أشتهي نيلة في سبيل الحرية ، وراح ضحية ولكن دمائة لازالت تحرر اذهان الملايين وخطأة تطلق العطر والطيب منها يفيح .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com