بقلم: بطرس يسطس
كنت ومازلت أتعجب من المصارعة الرومانية التى كانت تجرى حتى الموت بين رجلين أو مع وحوش فى المسارح الرومانية لمجرد التسلية ، فهل حياة الإنسان رخيصة حتى تهدر لمجرد تسلية الجمهور ؟
ولكن ربما أن حياة الرومان الحربية كانت تسمح بهدر الحياة لمجرد التسلية لأن ممارسة القتل للتسلية هو تمهيد وتدريب لممارسة القتل فى الحروب ، وكانت هناك صراعات كثيرة على الحكم فى مصر بعد ثورة يوليو لكن الناس لم يشعروا بها كإقصاء نجيب وبعض أعضاء مجلس الثورة ، وحبس وتعذيب الإخوان والشيوعيين ( وأى معارض ) ، ومصادرة ثروات الأغنياء ، وحتى الهزائم الكبيرة فى اليمن وسيناء عبرت عبور الكرام لأن وسائل الإعلام كلها كانت فى يد الحكومة التى لم تشعر الناس فعلياً بهذه الأحداث، ولم يتواجد فى وقتها فضائيات ولا إنترنيت .
لكن عبد الناصر وإعلامه كانوا يشتموا الغرب ويشتموا الدول الملكية غير المنغمسة فى الحروب والجهاد ، وبعد ثورة يناير التى شتموا فيها الرئيس والوزير والجيش ( وكله ) ، أصبحت الشتائم والمعارك على عينك ياتاجر ، وكانت الجزيرة لها فترة كبيرة يجيبوا إتنين معارضين لبعض ويحرضوهم على الإشتباك والتعارك .
وإنتشرت الظاهرة عندنا وفيه إحتفاء كبير بمن يشتم أو يهزىء أو يسخر ، ويجيبوا إتنين للتعارك والتشاتم ، والناس تتفرج وتفرح لأن الثقافة المدرسية تقدس العنف والحرب والغزوات ، والناس المتعلمين المفروض أنهم متفرغين للمعركة التى يتخصصوا فى دراستها طيلة فترة التعليم العام ، فالحرب والإشتباك أصبحوا هم الثقافة الأساسية للمتعلمين ، ومن هنا إنتشرت فى وسائل الإعلام حياة المعركة والإشتباك والشتائم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com