بقلم: أسامة بدير
ومازال مسلسل إمتهان كرامة المصريين ومحاولة إذلالهم بالعمل في مهن‮ ‬غير لائقة ببعض الدول العربية على أيدى زبانية الحزب الحاكم مستمرًا، حيث وافقت "عائشة عبد الهادي" وزيرة القوى العاملة والهجرة، علي سفر أكثر من (500 ‬فتاة مصرية) من المؤهلات العليا والمتوسطة، للعمل في الكويت عاملات نظافة بوزارة التربية والتعليم الكويتية.
كانت الوزيرة قد أكدت مرارًا وتكرارًا بعدم السماح للفتيات المصريات بالسفر للعمل خارج القطر المصري، إلا في وظائف مناسبة لمؤهلاتهن، وأنها لن تستجيب للضغوط التي تمارس عليها لتسفير فتيات لدول الخليج للعمل خادمات أو مربيات أو جليسات أطفال‮.
إلا أن "الوزيرة" مؤخرًا ضربت عرض الحائط بوعدها السابق، ووافقت على سفر فتيات للعمل بالكويت، بل قامت بنشر إعلان في مجلة‮ ‬العمل ‬الشهرية التي تصدرها وزارة القوي العاملة بعددها الأخير، تطلب فيه وزارة التعليم الكويتية خادمات مصريات بأجور زهيدة للغاية لا تتجاوز ‮90 ‬دينارا ‬شهريًا،‮ ‬بالإضافة إلى 50 ‬دينارًا بدل‮ ‬غلاء معيشة‮، وهو ما يعادل نحو 2700 جنيه مصري.‬
وتحت ضغط الحاجة، والأوضاع الإقتصادية المتردية، وإرتفاع معدلات الفقر، خاصة في المناطق الريفية، تقدمن المئات من الفتيات للسفر هربًا من قسوة الحياة.

هذا وقد أقام بعض نشطاء حقوق الإنسان من مخلصي وشرفاء هذا الوطن (دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزيرة القوة العاملة والهجرة) أمام محكمة القضاء الإداري؛ لوقف تنفيذ القرار الصادر من وزيرة القوى العاملة والهجرة بشأن سفر هؤلاء الفتيات للعمل بهذه المهنة.
يذكر أن هذا القرار آثار ضجة واسعة بالمجتمع المصري، كونه يعتبر مهزلة يجب إيقافها، وإلغاء التعاقد فورًا مع وزارة التعليم الكويتية، لما فيه إهدار كرامة المصريات بالخارج، ويجعل مصر ضمن قائمة الدول التي تصدر فتياتها للعمل كخادمات في الكويت.
من جانب أخر، تلق عدد من نواب مجلس الشعب عدد من الشكاوي، للمطالبة بوقف إجراءات سفر شغالات مصريات للكويت، إلا أن الوزيرة رفضت طلب النواب، وبدأت إجراءات السفر فعليًا خلال الأيام القليلة الماضية.
والجدير بالذكر أن الوزيرة "عائشة عبد الهادي" رفضت إصطحاب الأزواج أوالأبناء مع المسافرات للعمل بالكويت، مما يشكل إساءة فاضحة لسمعة المصريات، وقد يعرضهن للوقوع في براثن الرذيلة.
هذا وسوف يعقد رئيس مجلس الشعب "فتحي سرور" إجتماع طارئ للجنة القوى العاملة بالمجلس، لبحث هذه القضية الخطيرة.
في الوقت الذي ندد بعض نواب مجلس الشعب بسفر المصريات، وإعتبروا أن الصمت تجاه (تسفير الفتيات المصريات للعمل كخادمات فى الكويت) فضيحة كبرى، ووصمة عار في جبين كل مصري.

خاصة وأن وزارة العمل الإندونيسية، أعلنت منذ أيام قليلة وقف إرسال خادمات إلى الكويت، حيث تبين لجوء عشرات الخادمات الإندونيسيات إلى سفارة بلادهن في الكويت؛ لكثرة التجاوزات التي ترتكب ضدهن، بداية من سوء المعاملة، وتعرضهن لأشكال مختلفة من الإعتداءات الوحشية، وعدم الحصول على مرتباتهن، وإنتهاءًا بتعرضهن للإغتصاب الجنسي وإحتراف الرذيلة.
ونحن من جانبنا نؤكد على حقيقة واضحة أضحت (عقيدة راسخة عند كل المصريين)، ألا وهى، ينبغى على هذا الحزب الوطني الحاكم، الذي يحكم مصر منذ عام 1981 وحتى الآن، أن يرحل بسياساته العنيفة التي جرت الوباء على فئات الشعب المصري كله من أقصاه إلى أقصاه، التي جلبت الخزي والذل والعار لكل المصريين في الداخل والخارج.
لقد آن الآون أيها المصريون أن تتحركوا كقوة واحدة، تدفعها مصالحها المشتركة، والمصير الواحد، من أجل إزاحة هذا الحزب بسياساته الفاشلة.
فمصر الآن بها نحو 25 حزب سياسي، ربما قد يبتكر أي واحد منها، حزمة سياسات بديلة لكل قطاعات الإقتصاد الوطني، وقد تحقق نهضة كبرى لمصر وشعبها، يمكن بفضلها أن تعود مصر إلى ريادتها على الصعيدين الإقليمى والدولي.

usamabedir@yahoo.com

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :