الأقباط متحدون | الذين فرحوا لإعتداء بوسطن!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠٥ | الاثنين ٢٢ ابريل ٢٠١٣ | ١٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٤ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

الذين فرحوا لإعتداء بوسطن!

الاثنين ٢٢ ابريل ٢٠١٣ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى
بغض النظر عن هوية أو دين من يرتكب عمليات الارهاب ضد المدنيين الأبرياء، وسواء كان يحمل اسم حسن أو مرقس أو كوهين، أو كان بلا دين، هو فى مفهومى شيطان فى جسد انسان، فقد قال السيد المسيح عن الشيطان أنه "كان قتالا للناس من البدء" يوحنا 8: 44
وبغض النظر عن المكان الذى ينفذ فيه عمليات الارهاب، سواء كان فى القاهرة أو الرياض أو بوسطن أو موسكو أو تل أبيب.  وسواء كان داخل كنيسة أو مسجد أو معبد يهودى أو معبد للهندوس أو معبد للسيخ أو فى صالة رقص أو حتى فى خمارة، فالارهاب عمل شرير وخسيس.  والمكان لا يعطى الحق لقتل المدنيين المسالمين الذين لم يرفعوا ضد أحد السلاح. 
 
ويتساوى فى مسئولية الجريمة من يرتكبها مع من يفرح بها ويهلل لها.  فكلاهما يشتركان فى صفات الكراهية والشر والاجرام، ولكن من يفرح للجريمة يزيد عن مرتكب الجريمة على الأقل فى صفة أخرى وهى الجبن، لأنه لو توافرت له الشجاعة لقام بهذا العمل بنفسه.
الارهابى شخص مجرد من كل شعور آدمى.  فهو لا يصيبه شىء من تأنيب الضمير سواء عندما كان يخطط لجريمته أو بعد ارتكابه للجريمة وسماعه عن المآسى التى تسبب فيها.  وهو لا يمكن وصفه بأنه انسان، بل ولا ينتمى حتى الى فصيلة الحيوانات المفترسة التى تقتل عندما تحس بالتهديد أو تشعر بالجوع.  أما الانسان فهو الكائن الوحيد الذى يقتل لأنه يكره.
 
الكراهية لها أسباب كثيرة ليس من بينها بالضرورة عمل سيىء ارتكبه المكروه.  فعندما قام قايين على هابيل وقتله، لم يكن هذا لأن هابيل أساء الى قايين فى شىء، بل كان بدافع الحسد، لأن هابيل نجح فى ارضاء الله بينما قايين قد فشل فى ذلك.  وبينما كان الحل المثالى لقايين هو معرفة كيف نجح هابيل واتباع نفس الطريق لتحقيق نفس النتائج، ولكن عوضا عن ذلك تصور قايين ان الحل الأسهل هو ان يزيل هابيل من الوجود حتى لا يكون هناك كائن أفضل منه على قيد الحياة.
وللاسف ان ردود الفعل فى العالم العربى تجاه ما حدث فى بوسطن يعكس غالبا مشاعر عامة بالرضى نتيجة كراهيتهم لامريكا لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بمواقف أمريكا السياسية، او ربما نتيجة غيرة وحسد، أو ربما لأسباب دينية، أو غير ذلك.
 
وهذا الشعور بالرضى ازاء ما حدث فى بوسطن يتفرع عنه مشاعر أخرى منها الشماتة. وظهر هذا عندما صرح البعض أن أمريكا تستحق ما جرى لها.  وهنا قد يتم تذكر الحروب التى اشتركت فيها أمريكا وعلى سبيل المثال استخدام أمريكا القنبلة الذرية فى حربها ضد اليابان، ويتم الاستنتاج ان أمريكا أخذت قصاصها العادل.  ولا يعنينا الدخول فى مناقشة هذا الرأى ومعرفة مدى صحته، فان الحروب تقوم بها الدول، والشعوب لا ذنب لهم فيها ويجب ان لا يتحملوا ويلاتها.  ولكن الارهاب ينحدر الى درجة سفلى لأنه لا يتجه ضد جيوش نظامية، ولكن يتم فيه استهداف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والعجائز الذين لم يرتكبوا عدوانا ضد أحد ولا يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
 
وهناك مشاعر أخرى رأيناها تظهر بعد حادث بوسطن مثل الشعور بتبرير الأخطاء.  ففرح البعض لأن أمريكا تعانى من نفس المشاكل التى تلوم الدول الأخرى عليها.  ولكن لا أظن أن أمريكا تلوم دولة معينة نتيجة حادث ارهابى واحد لأنه لا تستطيع أى دولة مهما فعلت أن تحصن شعبها ضد الارهاب تماما وفى كل الأوقات.  ولكن عندما توجه أمريكا اللوم لمصر فلانه يوجد انفلات امنى واضح وخطير واعتداءات تتخذ طابعا عنصريا دينيا ضد الأقباط بالذات.  وقد تم حصر الاعتداءات الرئيسية ضد الأقباط فى فترة حكم الاخوان فوجدت انها تصل الى 28 حادثا ارهابيا رئيسيا.  بل ان الاعتداء الأخير على الكاتدرائية كان حدثا غير مسبوق، وضاعف من شناعته انه قد ثبت ضلوع قوات وزارة الداخلية فيه مع الارهابيين ليصبح رجال الأمن هم أنفسهم الارهابيين.
أما الاسلاميين الذين  يفرحون لأن أمريكا عانت من ارهاب مماثل على أرضها قام به أفراد من شعبها، فليتمهلوا فى الحكم، فقد تم تحديد من هم وراء حادث بوسطن وهم شقيقين مسلمين من الشيشان قتل أحدهم اثناء القبض عليه وقبض على الأخر حيا.  فالمسئولية فى الحادثين تعود لنفس المصدر لتحط بنفسها كالعادة فى أحضان الاسلاميين، بينما كان الشعب الأمريكى مجرد أحد ضحاياه.
 
ومع ذلك فرد الفعل عند من يحكموا مصر من الاسلاميين يدعو للغثيان. فنجد عصام العريان يمارس الازدواجية فيواسى أمريكا فى تصريح باللغة الانجليزية بينما يعزو الحادث الى مؤامرة أمريكية ضد المسلمين باللغة العربية. أما صفوت حجازى فقد صرح بان "من قام بتفجيرات بوسطن قد كتب اسمه فى الجنة"  ولا أدرى أى جنة هذه التى ستجمع القتلة وسافكى الدماء لينعموا فيها، بينما يكون مصير ضحايا الارهاب من الأطفال الأبرياء المزيد من التعذيب فى جهنم وبئس المصير؟!
 
وختاما لكل من فرح لحادث بوسطن الارهابى: تصور معى ذلك الأب الذى قرر الاشتراك فى سباق مارثون بوسطن مساهمة منه ليتبرع بايراد جائزته للفقراء والمساكين.  قطع ذلك الرجل مسافة السباق البالغة نحو 40 كيلومترا.  وقبل الوصول لخط للنهاية لمح ابنه البالغ من العمر 8 سنوات ينتظره من بعيد فاتحا ذراعيه، فخورا بأبيه، ومنتظرا ان يأخذه بالاحضان، والى جانب الابن كان فى انتظاره أيضا زوجته وابنته.  ولكن قبل ان يتم ذلك اللقاء الحبيب اذ بقنبلة الارهاب تنفجر فتحول ذلك الطفل الى أشلاء وتتسبب القنبلة فى بتر ساق الاخت وتصيب الأم باصابات خطيرة.  ترى ماذا كان شعور ذلك الأب عندما رأى أسرته كلها تتحطم أمام عينيه فى لحظة من الزمن؟
أتمنى ان ما حدث لذلك الرجل لا يحدث لأى انسان، فى أى مكان، عدوا كان أو صديق. وأتمنى ان من فرحوا لانتصار الشر فى بوسطن يراجعوا أنفسهم ليعرفوا أى اله يعبدون..
Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :