الأقباط متحدون | فى نقد لاهوت التحرير (1)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٤ | السبت ١٦ مارس ٢٠١٣ | ٧برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٧ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

فى نقد لاهوت التحرير (1)

السبت ١٦ مارس ٢٠١٣ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
ثورات الربيع العربي هل هي صناعة أمريكية؟
ثورات الربيع العربي هل هي صناعة أمريكية؟

بقلم: جوزيف شفيق
1- نفى العلاقه بين الثوره و الدين
 
الثورات فى العالم المتقدم كانت دائماً تبتعد عن سلطة رجال الدين بل و تقف ضدهم و على العكس فى العالم الثالث لابد أن تنشأ علاقه غير شرعيه بين الثورة و الدين تحت أى مسمى.
 
لا يوجد فى الكتب المقدسه للأديان الإبراهيميه ما يحض على الثوره على حاكم ظالم, فبرغم ثورات اليهود الكثيره إلا أنها لم تكن نتيجة لتشريع دينى ثورى و تستند إلى رؤيه دينيه تثور ضد الظلم و تطالب بالعداله الإجتماعيه أو الحريه بل على العكس تماماً ففى سفر أرميا ( أحد كبار أنبياء اليهود ) يدعو الله الشعب إلى عدم الثوره على من أسروهم فيقول " اطلبوا سلام المدينه التى سبيتكم إليها و صلوا لأجلها إلى الرب لأنه بسلامها يكون سلام لكم " ( ارميا 29 : 7 – 9 )  , و ثورات اليهود فى أغلبها  كانت ضد محتل أجنبى .
 
و إذا إنتقلنا للمسيحيه فتم إختزال الثوره بصوره أكبر بكثير مما هو الحال عليه عند اليهود فنجد أن يسوع المسيح عندما سأله اليهود : " أيجوز أن تعطى جزيه لقيصر أم لا ؟ نعطى أم لا نعطى ؟ " و فى ذلك الوقت كان اليهود تحت الاحتلال الرومانى و كان الشعب قد ضجر و تعب جداً من الضرائب الرومانيه و كانت الجزيه هى علامة الاستعباد للرومان و توقف اليهود عن دفع الجزيه هو بمثابة ثوره و عصيان مدنى على المحتل الرومانى , إلا أن يسوع المسيح أجاب " أعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله ".
 
و فى الإسلام لا يخفى على أحد الآيات التى تأمر المسلمين بطاعة ولى الأمر و عدم الخروج عليه " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم " ( سورة النساء 59 ).
 
و من ناحيه منطقيه, لو كانت الأديان الإبراهيميه تحرض أتباعها على الثوره و الخروج على الحاكم لما ترك الحكام هذه الأديان تنتشر, بل إن كارل ماركس كان محقاً عندما قال " الدين أفيون الشعوب ", لأن الأديان واحده من أطرها و أساساتها التقليديه هو منع الثورات و تعضيد الحاكم و حث الشعب على الخضوع له حتى لو كان ظالماً و لا تتحرك الأديان بشكل عام من منطقة السكون و الخضوع هذه إلى منطقة الثوره و الحركه إلا فى حاله واحده و هى أن يمنع الحاكم الشعب من تنفيذ الأوامر الإلهيه, أن يقف أمام الدين نفسه , أن يمنع الشعب من ممارسة الطقوس و العبادات الدينيه.
 
الإشكاليه الحقيقية هى عندما يقوم الإنسان المتدين " الدوجماطيقى " بعمل ثوره, فإنها تتحول تدريجياً إلى الخروج من الوضع الراهن إلى وضع أسوأ منه و أكثر تخلفاً و رجعيه , و العجيب أنه فى أغلب هذه الثورات لا يشارك رجال الدين فى الثوره إلتزاماً منهم بالنصوص الدينيه و الفهم الدينى الذى أشرنا إليه سابقاً , و مع ذلك و على الرغم من عدم مشاركتهم فإن الثوار المتدينيين يقومون بحمل كرسى الحكم ووضعه تحت قدمى رجل الدين, و من هنا لا يجد رجل الدين حجه و برهاناً يستند عليه فى إدعاء الثوريه سوى أن يستخدم  فكرة رومانسيه لدى كل متدين و هى " الدين جاء لنصرة المظلومين و المستضعفين فى الأرض و ثورتكم أيها الشعب فعلت نفس الشئ و بالتالى فالدين و الثوره واحد و أنا ثائر مثلكم بل أنا كنت قائدكم فى الثوره ",.
 
قد نتفق معاً أن الأديان جاءت لنصرة المظلومين لكنها أبداً لم تلجأ للثوره و لم تحرض أتباعها على الثوره من أجل نصرة المظلومين .
و لذلك يهمنا فى البدايه و قبل الدخول تفصيلياً فى " لاهوت التحرير " و كيفية نشأة  العلاقه بين الدين والثوره, و ما مدى نفعها للمجتمع البشرى, أن ننفى وجود علاقه من الأساس بين الأديان الإبراهيميه و الثورة.      




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :