الأقباط متحدون | مـتـفـرقـات 2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٤٣ | الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣ | ١٢ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١١ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

مـتـفـرقـات 2

الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣ - ٥٩: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أنطوني ولسن / أستراليا


أولاً: الحبُ والحريةُ
  الحب والحرية ، كلمتان تحملان أسمى المعاني التي يمكن لمفردات الكلمات أن تحمل،الحب هو السماح والعطاء والتضحية، والحرية هي الإدراك والاختيار والمسؤولية .
   إذا كنت تحب فعليك أن تسامح حبيبك إلى ما لانهاية، والحبيب هنا يُقصد به الوالدين والعائلة والزوج أو الزوجة والأصدقاء وحب الإنسان لأخيه الإنسان. إذن إذا سامحت من أُحب إذا أساء إلي أو لم يستمع إلى نصحي ، يكون الحب هنا قد عبر عن أسمى ما تحمله الكلمة من معاني الحب عطاء .
 لا شك أبداً في حب الوالدين لأبنائهم،لذا يعطونهم دون معايرة ، دون ما انتظار لرد العطاء ، والحب المعطي ، ليس فقط من الوالدين إلى الأبناء بل يكون أيضا من الأبناء إلى الوالدين ،كذلك عطاء الصداقة بين الإنسان وأخيه الإنسان .
  نأتي الثالث المقدس لكلمة حب وهو التضحية ، والتضحية هي قمة التعبير عن الحب المطلق المسامح والمعطي.
فإذا أحب إنسان أنسانا آخر يسامحه ويعطيه من قلبه وراحته ويضحي من أجله بكل غال وثمين حتى لو كانت النفس ذاتها .
والحرية هي الإدراك أولا أي لا أستطيع أن أقول أنني حر وأفعل ما يضر بالآخرين،أي أنني أدرك تمامًا أن حريتي لا يجب أبدًا أن تتعدى على حقوق وحريات الآخرين حتى لو تعارضت مع رغباتي.
والاختيار في الحرية هو الحجر الثاني في دعائم معنى الحرية،لا نظن أن العبد الخاضع لسيده له حق الاختيار وبهذا لا نستطيع أن نقول عنه انه حر .
  قياسًا كل من لا يستطيع الاختيار فهو غير حر، وعلى هذا تكون حرية الاختيار هي أساس لدعائم البنية الإنسانية السوية، ومع الحرية المدركة
والمختارة نأتي إلى الحرية المسئولة.
 أنا حر لأنني مدرك لما أقول وأفعل ولي حق الاختيار بين ما قلت أو فعلت أو عكسه وعليّ تباعا أن أتحمل المسؤولية كاملة فيما أقول أو أفعل . فإذا تهربت من المسؤولية بعد قيامي بعمل ما لا أكون حرا ،لا أكون مغاليًا لو قلت لكم أن إيماني المسيحي قائم على هاتين الكلمتين.
 حقيقة أن هناك الكثير والعديد جدً من الأعمال والأقوال والأحداث التي وردت في الكتاب المقدس حول الرب يسوع المسيح من حيث مولده وقيامته  ولكن الحب والحرية هما محور إيماني المسيحي الذي لا يدع مجالا للشك،   الحب نراه في قوله في إنجيل يوحنا  16:3،هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، والابن هنا هو كناية عن الذات لأنه في موضع آخر أيضا في إنجيل يوحنا 1:1 و 14
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله .
والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من ألآب مملوء نعمة وحقًا. .
  حب الله للإنسان جعله يسامح الإنسان ويعطيه الفرصة مرة أخرى ويضحي بذاته فوق الصليب، والحرية أن الله القادر صار جسدا وحل بيننا كما قرأنا في يوحنا 1:1 و 14 .
  إذن محبة الله التي تفوق كل محبة جعلته يتواضع ولا يتعالى ويبذل ذاته في صورة إنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .
حب الإنسان لخالقه جعله يختار بملء حريته الديانة والعقيدة والعبادة التي اختارها عن إدراك وفهم ، تجعله يتحمل مسؤولية الولاء والإخلاص لأيمانه   لذا لا أحاول أو أفكر في الإقلال من شأن دين أو عقيدة أو إيمان إنسان ما مهما اختلفت عن إيماني . وهو مبني على إيماني القوي بالحرية المدركة المختارة والمسئولة والحب المتسامح المعطي والمضحي .
ثانيا : قيمة الحياة وطعمها
  للحياة طعم ومذاق خاص، وقيمة عظيمة لمن يعرف معنى الحياة.
  هذه الأيام يعيش الإنسان في عصر أطواره غريبة ومبادئه شاذة، وكل شيء فيه مقلوب رأسًا على عقب.
  ما توصل إليه الإنسان حاليًا من إنجازات صناعية وعلمية ، حولته من إنسان خصه الله بأهم صفة وهي الاهتمام والمسؤولية ، إلى إنسان غير مبال ولا يحب تحمل المسؤولية ، إنسان أناني يفكر في نفسه ومن بعده الطوفان .
  قد يقول قائل أن الإنسان هكذا منذ الخليقة، وردي على ذلك انه بالفعل الإنسان هكذا منذ الخليقة، لكن ليس هذا الإنسان مثل ذاك الإنسان.
 إنسان الأمس القيم الأخلاقية عنده أساس ومحور حياته ،إن شذ البعض عن ذلك المحور أصبح محتقرًا منبوذًا من المجتمع والناس ،كان للرجل صفات يفتخر بها مثل الرجولة والنخوة والشجاعة والصلابة، وكانت المرأة لها صفة الأنوثة والإخلاص والتفاني من أجل زوجها وأولادها وبيتها ، وكانت ناعمة .
  أما رجل اليوم فقد تحول إلى " مخنث " لا تعرف إن كان رجلا أم حرمة  ضاعت شهامته وأصبح لا يهتم إلا بنفسه، ولم يعد خشنًا صلبًا ، بل تحول إلى نعومة وخلاعة فاقت نعومة المرأة ، بل أخذ يتزين كالمرأة العاهرة وينافسها العهر وبيع الهوى، ازدادت خشونة المرأة وأصبحت ترتدي زى الرجال وتهوى من تهوى من بنات جنسها لتفرض عليهن خشونتها وتظهر لهن إنهن قادرات على الأستغتاء عن الرجل حتى في الإنجاب ، تستطيع إحداهن أن تشتري الإخصاب وتزرعه في جسدها، فتنجب ولدا أو بنتا يسمى باسم حبيبتها ولا يعرف من هو والده، لأن الوالد مجهول لا يعرفه الطبيب ولا المعمل الكيمائي الذي باع الإخصاب، ولا صاحب الإخصاب نفسه، ومما لا شك فيه أن المولود سيصبح تماما مثل المرأة الأم والمرأة الرجل لا هو بذكر ولا بأنثى،ولا أشك في القريب سيستطيع الرجل المخنث أن يزرع في أحشائه بويضة مخصبة ويحمل ويلد بعملية قيصرية ولدا أو بنتا ويسمى باسم المخنث الآخر رفيقه ، أو ما يسمونه شريكه .
  يعيبون على الحضارة التي تدعو إلى الطهارة، ويشجعون العاهرة لتزداد عهرًا . وهذه هي أخلاقنا الحميدة الجديدة، يلقون باللوم على الرجل لأنه تنازل كثيرا عن حقوقه للمرأة، ويلومون المرأة التي أصبحت نهمة تطالب وتطالب بحريات لا معنى لها ولا تخدمها ولا تخدم المجتمع.
  سئم الرجل الحياة ولم يعد يهتم بها، أخذ يتنازل لمجرد محاولة العيش في سلام وأمان مع شريكة حياته، وجدها تعمل مثله ، فلا حاجة له لتعيش ،وجدها تصاحب من تشاء رجلا كان أو امرأة ، ولا يستطيع أن يعترض أو يتدخل في شؤونها وحياتها .البيت يشاركها في تنظيفه ، وفي كثير من الأحيان يقع العبء الأكبر عليه.
  والأولاد منذ نعومة أظافرهم وهم أطفال صغار يذهبون إلى مراكز رعاية الأطفال ودور الحضانة لانشغال الوالدين في أعمالهما، ولا وقت لديهما لما يسمى بالأولاد فلذات الأكباد.
  يكبر الأولاد ولا رباط يربطهم بالأسرة ، ولا يعرفون معنى كلمة بابا أو ماما أو أخي أو أختي . ولا عجب ما نرى هذه الأيام من حقد وكُره بين الأشقاء والشقيقات وبين الأبناء ووالديهم . يتنكر الولد لوالده اذا كانت مصلحته الشخصية مع أمه . وكذلك الفتاة . القصص والحكايات تملأ الدنيا شرقًا و غربًا ولا استثناء ولا حياء .
 فقدت الحياة قيمتها وطعمها،ولم يعد للأسرة وجود،لأنها أصبحت أسرة شاذة غير طبيعية . فقد ضاعت المرأة بكامل حريتها مع امرأة أخرى . ووجد الرجل نفسه ضائعا مع رجل مثله ضائع،ولم يعد للأمومة أو الأبوة مكان ،ولا معنى للأخوة والمحبة بين البشر .
  هذه ليست صورة سوداء مؤلمة، إنما هي حقيقة مرة نقرأ عن تفاصيلها في الصحف كل يوم ، ونشاهد مآسيها على شاشات التلفزيون أيضا كل يوم ونلمسها في حياة بعض الأصدقاء أو الأقرباء أو مع الأسف في حياة بعض الأبناء، وفقدنا قيمة الحياة وطعمها ، وليرحمنا الله برحمته .
لأننا كغنم ضللنا ، وكقطيع أبتعد عن راعيه
الرب يسوع المسيح




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :