- في الذكري الثالثة: عدلى بك: أنت حى فى قلوبنا إلى الأبد
- الشعــب عــزل الـرئيـس ... وحـــل الجماعــــة
- تحريف تصريحات "ساويرس" بإحدى القنوات الأجنبية يتسبب في تشويه صورته أمام الرأي العام
- الكنائس الثلاث لمرسي: "الشعب يريد تفعيل الخطاب"!
- باسم يوسف : تشبيه مرسي بنبي الأسلام!! هو الوحي نزل على مرسي ومحدش قالنا ؟
الاقباط مسيحيون وليس نصاري
بقلم : لطيف شاكر
يتردد الان في القنوات الفضائية الدينية وعلي السنة الدعاة وبعض المسئولين كلمة النصاري او نصراني , وكأنها سبة علي هامة الاقباط في حين انها هرطقة او بدعة كانت موجودة حتي اول االقرن الثامن , ووجدت في شبه الجزيرة العربية وبعض بلاد الشام , وكان اسقفها ورقة بن نوفل, واختفت ولا يظهر لها اثرا الان, بعد تم طردهم حتي لايوجد دينان بشبه الجزيرة العربية , وبعد رحيلهم تشتتوا في بعض بلاد الشام وسكنوا في العراق وهم قلة قليلة تلاشت تقريبا.
وبالرغم ان هذه العقيدة لاتمت بصلة من قريب او بعيد للديانة المسيحية, بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتي قضت عليها, بعد ان دحضت معتقداتها بالحجة والبرهان من الكتاب المقدس- وسنفرد لها مقال - الا ان الاسلاميين يصرون علي اطلاق كلمة النصرانية او النصاري علي الديانة المسيحية وعلي المسيحيين بدون فهم او وعي .
ومن خلال بحثنا سنوضح ما هي النصرانية وماالفرق بين النصرانية والمسيحية, بل وسنذهب من واقع المعتقدات النصرانية والدلائل التاريخية والاثباتات العقائدية,. التأكيد علي انها اقرب للدين الاسلامي منه الي الدين المسيحي , وان النصرانية علي قدر اختلافها الكثير مع المسيحية نجدها متماثلة في اغلب معتقدها مع عقيدة الديانة الاسلامية وهذا لايعيبها.
وعادة ما يحدث اختلاف في لفظ الكلمتين الناصري والنصراني او بمعني آخر المسيحية والنصرانية ووجه الخلاف بينهما عميق, ولايمت بصلة بينهما, وشتان الخلاف بينهما
وسنوضح فيما يلي هذه الخلافات التي لايفهمها اغلب المسئولين المتأسلمين والدعاة الذين يدعون العلم والدين ,و كان المفترض منهم ان يكونوا علي بينة من هذه الفروق , الاانهم يحفظون ولا يفهمون كالببغاء يرددون ماسمعوه دون فحص او فهم (قالوليلي) او(عنعنة) , والعجب حينما يستخدوموا هذه الكلمة وينعتون الاقباط بها يتعمدوا اهانتهم واغاظتهم , ولا يعلموا ان الكلمة في حد ذاتها لاتحمل اهانة او سبة بل معناها "حماية " مما يبعث علي الضحك والسخرية .
والسيد المسيح واتباعه ليسوا نصاري ولا يمتوا بصلة الي النصرانية بل ناصري او ناصريين وكان اليهود يميزوا بها اتباع المسيح لأنه ينتمى إلى بلدة الناصرة .
ودعي المسيح " ناصرياً " لأن الملاك بشر به ، مريم العذراء ، في مدينة الناصرة لو26:1 وإلى هذه المدينة عاد يسوع مع مريم أمه ويوسف خطيبها من مصر مت 23:3. وفيما صرف يسوع القسم الأكبر من الثلاثين سنة الأولى من حياته لو 23:3) ، ولهذا لقب ناصرياً نسبة إليها مر24:1 ، كما لقب تلاميذه بالناصريين ، أيضاً ، ومن بعدهم وإلى يومنا هذا عرف المسيحييون بهذا الاسم . وقد كُتب فوق رأسه على خشبة الصليب " يسوع الناصري ملك اليهود"19:19 . هذا عن تسمية أتباع المسيح كما ورد بالكتاب المقدس
واطلق اليهود علي المسيحيين سكان بلدة الناصرة التابعة للجليل وتعني( الزهرة او البرعم المتفتح) " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5) تعبيرا عن المكان او البلد ,وقد اختفت هذه الشيعة أو أنقرضت بعد ان تم تدمير الهيكل اليهودي عام 70 م حسب نبؤة السيد المسيح ...
وكانت بلدة الناصرة افقر واحقر البلاد في الجليل واليهودية " فقال نثنائيل امن الناصرة يمكن ان يكون شئ صالح قال له فيلبس تعال وانظر" يو43:1
(والذي ولد في مزود حقير لايستنكف ان يكون ناصريا من بلدة الناصرة الحقيرة ايضا)
اما التسمية الاولي لكلمة المسيحية كانت في انطاكية" ودعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا" اع 26:11 وايضا حينما قال الملك اغريباس لبولس الرسول "بقليل تقنعني ان اصير مسيحيا" اع 29:26
مما لا شك فيه أنهم سُموا " مسيحيين " نسبة إلى المسيح " له كل المجد" . والمسيح سُمي كذلك لأنه مفرز ومكرس للخدمة والفداء (قاموس الكتاب المقدس ص860)
اما النصاري او النصرانية ومعناها حماية التي ظهرت في الجزيرة العربية فتعني حسب قولهم نصرتهم لشخص عيسي بن مريم , فيزعمون عندما رفضه الناس اعلنوا حوارييه نحن أنصار الله ... فسُمّوا نصاري نسبة إلي نصرتهم له... فالإسم الأول ناصريون مشتق من بلدة الناصرة والاسم الثاني نصاري مشتق من نُصرة أتباع عيسي إبن مريم له, كمن نقول ان فلان مصري او امريكي او(ناصري) البلد , خلافا عن فلان ارثوذكسي او سني او (نصراني)المذهب .
وكلمة نصراني او نصرانية تعني بالسرياني حماية
وكلمة نصراني او نصرانية بالسريانية "حماية" اي دعوة الناسلنصرة او حماية عيسي إبن مريم وكأن عيسي هذا لا حول له و لا قوة بل هو محتاج للناس أن يناصروه أو يحموه لأنه مجرد عبد من عباد الله الضعفاء لا يستطيع شيئا .
وكلمة نصارى : أطلقت على جماعة من الناس ابتدعوا فكراً ومعتقدا مختلفاً تماما عن العقيدة المسيحية , والعقيدة النصرانية هم اليهود الذين آمنوا بالمسيح الا انهم تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات اليهودية (اليهود استوطنوا بكثرة في الجزيرة العربية بعد تشتتهم بسبب تدمير هيكل اورشليم قبلتهم ومحط انظارهم واملهم المنشود ) والنصاري طائفة قليلة بالمقارنة للمسيحيين وهم بهود تمسحوا او مسيحيون متهودين , وقد كانت لهم تجمعات في شبه الجزيرة العربية وبعض بلاد الشام كما اسلفنا ,واطلق عليهم نصاري مكة , نصاري نجران,نصاري الشام .
و القرآن سماهم " النصارى " ، وقد ذُكر اسمهم في سورة البقرة) ثماني مرات ، وفي سورة المائدة) خمس مرات ، ومرة واحدة في سورتي التوبة والحج ، " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " المائدة 82:5
ولم يطلق النبي اسم النصاري علي الاقباط بل دعاهم القبط (أخرج ابن عبد الحكم، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله قال: استوصوا بالقبط خيراً، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم)
ويلاحظ ان مارية هدية المقوقس دعيت بمارية القبطية , ودعي المقوقس بعظيم القبط وهو كان حاكما لمصر كان يمكن ان يطلق عليه عظيم المصريين حتي تعم علي كل اهل مصر ولكن تخصيصة بكلمة قبط هنا بقصد المسيحيون ,لانه كان بطريركا وحاكما مدنيا وعسكريا من قبل الامبراطور البيزنطي, ولو كان المصريون نصاري لقالوا عظيم نصاري مصر .
وبمضى الزمن أطلق أسم النصارى على الأبيونيين فقط دون الطوائف المهرطقة الاخري, وكان هؤلاء النصارى ( الأبيونيين ) لهم فكر خارج عن الإيمان المسيحى فى العالم كله أى أنهم بدعة خارجه عن المسيحية وكان منهم القس ورقة ابن نوفل أسقف مكة ,الذي زوج محمد من خديجة طبقاً للعقيدة الأبيونية النصرانية وظل محمد أمينا فى زواجه النصرانى بشريعة الزوجة الواحدة حتى ماتت خديجة (كتاب المفصل د.جواد علي ),
ولعل القارئ يلاحظ عند الإطلاع على القرآن يجد أنه يتكلم عن النصارى (الأبيونيين) وعقيدتهم ( عقيدة ورقة بن نوفل )وعقائد مختلفة أخرى من البدع الخارجة عن العقيدة المسيحية التى أنتشرت فى العربية كالصابئة. ولكنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى العقيدة المسيحية المستقيمة القويمة المكروهة من ورقة و التى كانت منتشرة فى جميع أنحاء العالم القديم ,
وقد أنتهت وتلاشت الطائفة النصرانية حاليا, ولكن ما زال أسمهم فى القرآن حتى اليوم ويعتقد المسلمون أن أى مسيحى هو نصرانى مهما كانت جنسيته وطائفته جهلا او عمدا والله اعلم
االخلاصة ان الانجيل لم يذكر بتاتا كلمة نصاري اذن فالمسيحيون ليس نصاري
والقرآن لم بذكر كلمة مسيحيون بتاتا دليل علي ان النصاري ليس مسيحيون
وهذا ختام القول
المقال القادم سنتكلم علي المعتقدات النصرانية المخالفة تماما للعقيدة المسيحية
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :