الأقباط متحدون | طــرد "الشيطان الأخرس"!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٤٠ | الاربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ | ٣ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٢ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : ****.
٧ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

طــرد "الشيطان الأخرس"!

الاربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ - ٢٣: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
منذ ما يُقال عنها ثورة 25 يناير, أحسست أن المسافة التي بيني وبين ربي قد ازدادت بُعدًا
.. فقد انغمستُ في عالم الأحداث السياسية التي أخذت تتراكم وتزداد حجمًا ككرة الثلج التي تتدحرج من أعلى جبل ثلج إلى سفحه. وظننتُ أنني أستطيع وحدي أن أنقذ مصر من مستقبل مظلم لا نعرف مداه.. واعتقدتُ أن محاولاتي سوف تنجح في الحفاظ على هوية مصر العظيمة ذات الخصائص النادرة، والتي فاقت بكثير عن هويات حضارات أخرى.. ووثقتُ أن بمجهودي الخاص أستطيع أن أكون واحدًا من هؤلاء الذين يشاركونني هويتها أن نعيد مجدها وعظمتها التي وصلت إلى أدنى مستوى من الحضارة والتقدم..وتصورتُ أنني أستطيع بمفردي أن أطرد هذا الشيطان الأخرس الذي تملك وسيطر وشوَّه الهوية المصرية!

لذلك سوف أجعل يدي تترك القلم, وأرفعها إلى السمــاء, وأتوجه إلى كتابي العزيز؛ لكي أسترد تأملاتي الروحية وأقترب إليه.. فما أحلي الأوقات مع خالقي, والتأمل في كلمته؛ لأنها هي غذاء للروح، وتطهيرا للجسد. «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!» مرقس 9 : 19... هذه صرخة ألم تخرج من قلب يسوع.. قالها يسوع بعدما نزل من جبل "تابور"، حيث كان مملوءًا بالعزم والقوة على مواجهة تحدي قوات الشر, هذه الصرخة كانت بسبب تلاميذه الذين اعتمد عليهم، وقضى الليالي الطوال يعِدّهْم ويعلمهم ليكونوا خاصة له؛ ليحملوا رسالته، ويكرزوا ببشارته. يراهم واقفين مضطربين عاجزين أمام موقف، ربما قاموا بالتعامل معه من قبل ونجحوا.. لكنهم فشلوا.

فقد علم يسوع أن شخصًا أحضر ابنه المصاب بمرض الصرع إلى التلاميذ لكي يشفــوه، لكنهم عجزوا عن ذلك.. هذا العجز والفشل أعطى للكتبة والفريسيين الفرصة لكي يحقروا من شأنهم ومن شأنه أيضًا, مما يزيد من الموقف حساسية.. وهذا ما يحدث لنا اليوم في مصر, حيث نجد أنفسنا أمام كارثة سوف تلحق بنا, فلو فشلنا في الخروج منها، فهذا يعني أننا فشلنا في حياتنا الروحية، وأن فشلنا في إظهار قوة الحياة الجديدة التي نلناها من مسيحنا سوف لا يحقروننا نحن فقط, بل يحقـــرون مسيحنا!

وكما واجه المسيح هذه المشكلة حيث صــاح قائلاً: "قدموا إليَّ الولد".. علينا نحن أيضًا أن نصرخ قائلين: "فلنواجه هذه المشكلة"... نعم عندما نيأس من تجنيب ومنع مصر من السقوط, دعونا أن لا نقف يائسين ومكتوفي الأيادي ومضطربين كما فعل التلاميذ نحو محاولة شفاء الصبي الذي كان به "روح أخرس" حسب تعبير والد الصبى. 20فَقَدَّمُوهُ إِلَيْهِ الصبي. فَلَمَّا رَآه (يسوع) لِلْوَقْتِ صَرَعَهُ الرُّوحُ (الأخرس)، فَوَقَعَ عَلَى الأَرْضِ يَتَمَرَّغُ وَيُزْبِدُ. 21فَسَأَلَ أَبَاهُ:«كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. 22وَكَثِيرًا مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا». 23فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». وهنا نجد أمرًا آخر مهمًا يتركز في حديث يسوع مع والد الصبي المصاب.. فحديث والد المريض يدل على عدم إيمانه بقدرة يسوع, أو ربما كان يكلم يسوع بلغة الإيمان الضعيف المتذبذب، وهذا ما وضح في التعبير عن مطلبه (إن كنت تستطيع شيئا "أي شيء".. أي ليس بالضرورة علاجًا كاملاً, أي بمجرد أن تعطينا أعراض المرض فهذا وحده يكفي!

سوف لا نرتضي بذلك، وسوف نلح عليك؛ لأننا نثق تمامًا أنك إله رحوم, وعندك الكثير والكثير, كما أننا نثق في وعودك وعهودك، عندما صرحت بها من بين سطور كتابك المقدس "مبارك شعبي مصر". هكذا نحن.. علينا أن نثق في أعمال الرب أنها كاملة.. لا ننتظر منه أقل القليل بل علينا أن نطلب منه الكثير.. علينا أن نطلب منه طرد هذا الشيطان الأخرس من بلادنـــا, والذي جثم علينا في غفلة من الزمان لكي يقييد حريتنا.. لكي يدفن حضارتنا.. لكي يزرع فينا شرور الفتنة والقتال.

لا نكتفي فقط بطرد هذا الشيطان الأخرس, بل نطلب منه أكثر من هذا بأن تعود مصـــر إلى مكانتها السابقة.. إلى هامتها وعظمتها بين البلدان الأخرى. نعم ياسيد إن كان لدينا بعض الشك, فنحن من الآن "نؤمن ياسيد.. فأعن عـــــــدم إيماننا"..

وأختتم كلماتي بكلمات الفيلسوف "كافور الإخشيدي": "إن الرجل السياسي يحتاج فوق كل شيء إلى الإحساس بأن كل شيء ممكن"؛ لذلك علينا أن نتغلب على لعنة الإحساس بأن هناك استحالة في طرد هذا الشيطان الأخرس بالإيمان بالله، وبالإيمان بوحدتنا وبالإيمان بوطننا!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :