أهتزت الكنيسة فرحًا لإختيار البابا تاوضروس الثانى، وشعر الأقباط أن الروح القدس أهدى الكنيسة بابا جديدًا ليحقق خطة الله على الارض . 

 

جاء البابا القديس وهو يحمل رؤية جديدة لشعب المسيح فى العالم ولاشك أن مهمة البابا ثقيلة وأمامه ملفات ساخنة وقضايا ملحة ولكن الذى يقود الكنيسة هو المسيح وهو الذى عبر بالكنيسة عبر ازمات الاضطهاد  فى كل العصور ليصل بالكنيسة الى هذة اللحظة الفارقة من عمر الزمن  .

 

أعجبنى ان البابا تاوضروس اعترف انه تلميذ للبابا شنودة  الثالث والبابا كيرلس السادس وانه جاء ليقود الكنيسة فى مرحلة حرجة  . خاصة ان العالم اصبح ينظر للكنيسة القبطية بعين الاعجاب والتقدير خاصة بعد حجم الانتشار الذى حققته الكنيسة القبطية حول العالم رغم حجم الاضطهاد الذى وصل الي حرق كنائس وهدم كنائس واحتلال كنائس اخرى !
 

ولاشك ان البابا القديس الذى جاء للكنيسة عبر القرعة الهيكلية يحمل للكنيسة فى مصر والعالم خطاب اعلامي يتضمن رسالة السماء الى العالم الذى يموج فى اضطرابات  وصراعات وحروب . فالعالم لابد ان يستمع الى رسالة البابا والتى هى فى الاساس رسالة المسيح للعالم . واعتقد ان البابا القديس يحمل خطابا محدد المعالم خاصة انه  متخصص فى توجيه هذة الرسائل الهادفة منذ بداية  خدمته فى مهرجان الكرازة الذى يحمل بصماته وافكاره !
 

ان اهم ما يميز البابا الجديد انه البابا الشعبى الذى يلتقى بالناس فى كل مكان واى مكان وتحت اى ظروف فقد جاء البابا تاوضروس من القرية وهو لم يسقط على الكنيسة بالبارشوت ولكنه خرج من اعماق ريف مصر وتحديدا من قرى محافظة البحيرة  فهو جاهز للتعامل مع الناس باختلاف طبقاتهم الفقير والغنى الفليسوف والجاهل القديس والشرير فهو البابا الشعبى الذى لا يحمل اجندات مسبقة فى التعامل مع البشر ولكنه يعمل بعفوية صادقة وتلقائية رائعة ومحبة جارفة ونقاء صافى ورؤية عميقة واهداف محددة لتحقيق خطة المسيح فى مصر !
 

ما اروعك ايها البابا القديس وانت تحمل نفس خطة المسيح عندما زار مصر وهو ما يؤكد انك خليفة المسيح نفسه وليس خليفة ما مرقص فجميع البطاركة الذين جاءوا قبلك جاءوا لأستكمال رحلة المسيح الى ارض مصر وعندما تكتمل اهداف الخطة الالهية سياتى المسيح على السحاب !
 

كنت اتعجب من توقعات الاقباط للبابا القادم خاصة قبل اجراء القرعة الهيكلية فالبعض كان  يقول ان  البابا القادم هو ابونا فلان لانه تلميذ البابا كيرلس وهذا شئ رائع وهذا الاسقف لانه تلميذ الانبا موسي وهو شئ رائع حقا ولكن بعيدا عن توقعات البشر واحلامهم التى فرضوها على الناس البسطاء فرضا فقد جاء البابا الجديد بخطة جديدة للروح القدس . أليس كذلك ؟!
 

لاشك ان كل فريق كان يبحث عن بابا يحقق طموحه بغض النظر عن خطة الله ذاته لانتشار الكنيسة حول العالم ولاجل هذا فقط  تحققت خطة الروح القدس . فالله لم يستهويه توقعات البشر ولم يتاثر بأحلامهم  ولم يعجب بخططهم البشرية ولا بحكمتهم التى تحكمها رؤية محدودة لقضايا الكنيسة ولكن الله كان له رؤية فوق تفكير البشر !!. 
 

ومسكين الذى يعتقد ان البابا جاء وفق ترتيب القرعة الهيكلية ولكن الله الذى ظل يعد فى البابا تاوضروس مدة ستين عاما كان يعرف ماهى خطة الاعداد التى تفرز بابا للكنيسة يحقق خطة المسيح فى مصر . مهما جاءت هذة الخطة الالهية عبر تضحيات وصراعات واضطهادات واحيانا سفك الدماء ولكن يبقى الهدف الاعظم هو مجد المسيح فى مصر والعالم .