الأقباط متحدون | قبل انت تفكر فى الهجرة اسمع منى هذه النصائح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٤٠ | الخميس ١ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢١ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣١ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

قبل انت تفكر فى الهجرة اسمع منى هذه النصائح

الخميس ١ نوفمبر ٢٠١٢ - ١٥: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد



 منذ مدة وانا افكر فى الكتابة بخصوص تفكير ملايين المصريين فى ترك بلدهم والهجرة الى الخارج ولكنى لا اعرف لماذا ترددت الى قرأت اليوم مقالة المهندس "عزت بولس" رئيس تحرير جريدة الاقباط متحدون بعنوان "ليون".. من رجل مجتمع لـ"بائع أربطة عنق" والذى تحدث فيه عن رجل مصرى يهودى الديانة كان معروفا وله مكانته وسط المصريين الى ان قامت ثورة 23 يوليو وجردته من كل شىء واضطر الرجل للهجرة وانتهى به المطاف لكى يقف على محطة قطارات فى نيويورك يبيع الجرافتات الى ان مات حزنا وقهرا على فراق بلده.

 
احسست بعد ان قرأت مقالة المهندس عزت انه من الواجب على واحد مثلى يعيش فى بلاد المهجر منذ سنوات عديدة ان يكتب من خلال خبرته الطويلة وتجاربه التى مر بها فى استراليا منبها وناصحا كل مصرى يفكر بالهجرة خارج بلده الى حقائق وامور كثيرة ربما تغيب عن تفكيره او ليس على دراية بها رغم انه من المهم جدا معرفتها قبل ان يغادر بلده حتى يكون مستعدا لها ولا يصدم او يفاجىء بها عند وصوله بلاد المهجر.
 
للاسف البعض يتصور ان الرحيل عن الوطن هو الحل الامثل الذى يضع نهاية سعيدة لكل مشاكله التى يعانى منها فى مصر ولكن اذا لم يكن هناك الاستعداد الكافى ومعرفة شبه كاملة بالتحديات التى سوف يواجهها فكيف يعقل ان تكون النهاية سعيدة !! 
 
نعم السفر مفيد وممتع ويفتح كثيرا من فرص النجاح امام الانسان وربما يكون الحل الامثل امام اى شاب مصرى يعانى من البطالة او الفقر او الاضطهاد الدينى او السياسى ولكن كل شىء يتم بالعقل والدراسة والاعداد الجيد فلا يعقل ابدا ان اقذف بنفسى فى البحر وانا لا اعرف السباحة لان مصيرى سوف يكون حتما الغرق ومن ثم لابد ان اتعلم كيف اعوم قبل ان القى بنفسى فى مياه البحر ..خلاف ذلك يصبح حماقة وجنون وانتحار متعمد.
 
ولذلك فاننى انصح اى مصرى يفكر حاليا فى الهجرة او بصدد الرحيل الى بلاد المهجر لاى سبب من الاسباب بالتالى:
 
اولا: اتقان لغة البلد الذى تفكر فى الهجرة اليه امر اساسى جدا لانه بدون اللغه سوف يصعب العثور على عمل ايا كان او التفاهم مع الاخرين والتعامل معهم 
 
ثانيا: المؤهل : الكثير من دول المهجر لا يعترفون بالمؤهلات الحاصل اصحابها عليها من الخارج وعند وصول المهاجر يطلبون منه عمل دراسات ومعادلات تستغرق بعض الوقت حتى يتم الاعتراف بها . وحتى بعد الاعتراف بمؤهلاتك العلمية وشهاداتك قد تجد كثيرا من الصعوبات لكى تعمل فى مجال عملك لقلة الطلب او المعروض او لان بعض اصحاب الاعمال هنا يفضلون المؤهلين من الجامعات الاسترالية او الامريكية او الانجليزية او غيرها .
 
ويوجد فى استراليا الوف الهاجرين وربما ملايين المهاجرين من اصحاب المؤهلات العليا والخبرات النادرة يعملون فى المصانع او سائقى تاكسى او اى اعمال اخرى لا علاقة لمؤهلاتهم بها .
 
فهل عندك الاستعداد النفسى ان تعمل فى مصنع وانت طبيب او مهندس لك وضعك الاجتماعى الخاص فى مصر اذا لم توفق فى العمل بمهنتك الاساسية ؟ 
 
ثالثا: الامر الهام جدا الذى يجب على كل من يفكر بالهجرة معرفته ان سوق العمل فى بلاد المهجر تغير كثيرا حيث ان التكنولوجيا الحديثة بدأت تؤثر بقوة فى نوعية وكم الوظائف المعروضة ..وحتى الوظائف المعروضة صار حوالى الثلث منها وظائف مؤقته اى محدوده بوقت قصير يتفق عليه بين العامل وصاحب العمل.
 
فهل عندك الاستعداد النفسى والمادى لكى تجد نفسك من وقت لاخر تبحث من جديد عن عمل مرة اخرى اذا لم يحالفك الحظ بالعثور على عمل دائم ؟ 
 
بالمناسبة يتوقع مع التقدم التكنولوجى ان تختفى الوف الوظائف كل ثلاث سنوات تقريبا ومن ثم على الانسان لكى يجد وظيفة اخرى ان يكتسب باستمرار خبرات ومعرفة جديده تؤهلة والا سوف يصبح غير صالح لسوق العمل ويعيش على بدل البطالة الذى تمنحه الدولة للعاطلين عن العمل وهو لا يكفى لاعاشة كلب او قطة فى استراليا.
 
رابعا: يجب ان يدرك الشخص الذى يفكر فى الهجرة ان دول الغرب وخاصة دول المهجر ترحب بالهاجرين وتحترم ثقافاتهم المتعدده وتساعدهم فى حدود القانون ولكن هذه الدول لاتعترف بالعواطف او الفهلوة او الوساطات او الرشاوى ولذلك لا تتوقع احدا ان يساعدك غير نفسك وما تملكه من امكانيات مادية وعلمية وثقافية ونفسية وصبر وخبرا ت بالاضافة الى ما سوف تبذله من مجهودات ووقت فى الحصول على مزيد من الشهادات والخبرات.
 
واخيرا يجب ان يدرك كل من يفكر فى الهجرة ان الحياة فى بلاد المهجر لم تعد سهلة وناعمة كما كان الحال فى الماضى وانما صارت شاقة وصعبة للغاية تتطلب الكثير من الاستعداد النفسى والكفاح المتواصل مثلما هو الحال فى مصر او اى مكان اخر. لم تعد تجربة الهجرة كما يحلو لبعض كتاب القصص والافلام المصرية تصويرها على اساس انها تحولك فى يوم وليلة الى رجل اعمال عظيم او رجل مشهور او مليونير يلعب بالملايين وتطارده البنات الشقراء اعجابا بسمار بشرته  او عيونه السوداء ولكنها اصبحت تجربة الخوض فى المجهول نظرا للتقلبات الاقتصادية فى العالم قد تصعد بك الى السماء وتصبح نجمك ساطعا فيها يتطلع اليك الاخرين بحسد وغيرة وقد لاتغير حياتك الى الافضل كما كنت تتمنى قبل ان تغادر بلدك الى بلاد المهجر.
 
  عموما انصح كل مصرى يفكر بالهجرة لاى سبب من الاسباب  بالتروى والتفكير والاعداد الجيد قبل القدوم على اتخاذ هذا القرار الخطير الذى سوف يؤثر عليه وعلى جميع افراد اسرته بالسلب او الايجاب ..وايا كان القرار اتمنى كل توفيق ونجاح للجميع وحياة ميسرة مستقرة هانئة سعيدة سواء فى بلاد المهجر او فى الوطن الام مصر.
 
sobhy@iprims.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :