الأقباط متحدون | وقفة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٤٧ | الخميس ٢٥ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٤ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٤ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

وقفة

الخميس ٢٥ اكتوبر ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مينا ملاك عازر

 
من المؤكد أنني لم أقصد وقفة عرفات حين كتبت معنونًا مقالي بوقفة، فلا خلط للدين بالسياسة، ولا يختلط الزيت بالماء، ولأنني لست إخوانيًّا ولا سلفيًّا وإنما مصري، أحب الكل ولا أقصي أحدًا، لذا أرى أنه لزامًا عليَّ أن أقول لكل مسلم مصري يحب مصر بغض النظر عن إن كان يحبني أو يكرهني، كل سنة وإنت طيب، وصدقوني أقولها من كل قلبي بل أقول لمصر كلها، كل سنة وإنت طيبة والسنة القادمة أحسن.
 
ولما كان اليوم وقفة عرفات، والسادات قالها للسوفييت أننا بحاجة لوقفة مع الصديق، فنحن المصريين بحاجة لوقفة مع أنفسنا، ليس مع شركائنا ولا أصدقائنا، ولكن بحاجة لوقفة مع أنفسنا، وقفة مع الذات، نتذكر حب الوطن، وكيف أنه فرض عليَّ أفديه بروحي وعينيَّ، وأن من  يخالفونني الرأي والوجهة السياسية، ويعارضوني هم مصريون قبل أن يكونوا ليبراليين أو علمانيين أو إسلاميين، يجري في دمائهم الأمراض التي يعاني منها كل مصري، يعانون من الغلاء والبلاء ويقع عليهم ضرر سيف الأعداء، يفرحون لفرح الوطن، ويُجرحون لجُرح الوطن، تعالوا كلنا إيد واحدة ولنترك المسودة من أيدينا، ولا نختلف عليها، ونعيد بناء دستور للجميع وليس للجماعة.
 
دعونا نتذكر في هذا العيد، كل أسرة لم يعيد معها أحد أفرادها سواء لظروف سجنه بغير وجه حق أو لقتله واستشهاده على أيدي غاشمة لا تزل حرة طليقة تنعم بالحرية وبعيدة عن يد العدالة، ودعونا نتناسى ولو مؤقتًا تلك العدالة البطيئة التي تقود البلد نحو الهاوية بتحويلها قضية حل التأسيسية من المحكمة الإدارية العليا للمحكمة الدستورية العليا بعد مط استمر مئة يوم ويزيد حتى كاد الدستور يُعلن، ومصر حينها تدخل في مأزق دستوري مؤذي لها ولشعبها، فهل يستفيق ضمير من بيده الأمر؟ ويستقيل العديد من الأعضاء لتسقط التأسيسية من تلقاء نفسها ولنترك الفرصة للدكتور مرسي ليثبت للكافة أنه رئيس لكل المصريين بكل المصريين وليس رئيسًا لكل المصريين بجماعة الإخوان المسلمين، ويعيد تشكيل التأسيسية على هوى مصري وليس إخوانيًّا.
 
هل يكون خروف العيد هو الضحية الوحيدة في هذه السنة أم أنه سيكون حلقة من سلسلة من الضحايا، بدأت بالشهداء وتنتهي بمصر حين تذبح بأيدٍ إخوانية، وبسكينة تلمة باردة، تتركها حتى تنزف دماؤها، وتئن إلى أن تموت بهبوط حاد في القيمة الدستورية، بمسودة احتكارية مهلهلة فكريًّا وقانونيًّا ودستوريًّا.
 
وأخيرًا، لكل أرملة، ولكل أم ثكلى، ولكل يتيم ولكل من رحل حبيبه شهيدًا، مسيحيًّا كان أو مسلمًا، مش مهم، المهم إنه أو إنها مصري أو مصرية، لا تظنوا أن دماء ذويكم من الشهداء جرت على أرض مصر كما ستجري دماء الخرفان على نفس الأرض، فدماء شهدائكم وشهدائنا وشهداء مصر غيَّرت مصر وأفاقت المصريين من غيبوبتهم، ولن يتركوا حقهم ولا مصرهم، ولا حق دماء الشهداء يضيع.
 
المختصر المفيد عيد بأي حال عدت يا عيد..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :