الأقباط متحدون | في ذكري شهداء ماسبيرو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٤ | السبت ٦ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٥ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

في ذكري شهداء ماسبيرو

السبت ٦ اكتوبر ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ابرام مقار
عزيزي القارئ:
هل جربت ان تحمل شيئاً اثقل من وزنك بين يديك او فوق رأسك، هل تألمت من شئ اصطدم بجزء من جسمك .... في هذا الشهر من العام الماضي عبرت دبابة عسكرية وزنها 63 طناً علي اجساد الشهداء ميخائيل توفيق وشنودة نصحي وجمال فايق وايمن صابر وجرجس راضي ومسعد فهمي وغيرهم من شهداء ماسبيرو.

هل جربت ان تذوب حباً في وطن يرفضك وحلمت بمستقبل افضل له وهو لا يعنيه مستقبلك، خرجت تدافع عن حق الصلاة في كنيسة في اسوان لم تراها وشعب يبعد عنك بمئات الاميال، خرجت علي وجه وطن ليري يوماً ما "العدل" فرد عليك الوطن بطلقة حية اصابت الرئة والكبد وحولتهم الي اشلاء ... هذا ما حدث مع شباب مسالم في عمر الزهور قُتلوا غدراً في مذبحة ماسبيرو

تكبره باعوام صار لها هو الاخ والابن، الصديق والسند، كان الحلم في زمن الكابوس، مثل اي اخت حنون تقتطع من قوتها لتحضر له قميص جديد او بنطلون تمناه، امتلكها الفخر وهي تري الطفل الذي كبر وكبرت افكاره، فتارة يتحدث علي وطن افضل وتارة يتحدث عن التغيير ليخرج مشاركاً زملائه النضال كما كان يخرج دائماً ولكنه في هذه المره لم يعد. لتقضي هذه الفتاه الباقي من عمرها طال او قصر تسير في الشوارع والميادين تحكي حكاية الاخ الذي قُتل غدراً ليتحول اخيها الي حدوتة مصرية ويصبح جيفارا مصر ... هذه الفتاه هي "ماري دانيال" اخت الشهيد "مينا دانيال"

تقدم لخطبتها هذا الشاب الحنون واحبته جداً، ويوماً ما خرجت مع خطيبها وحينها كانت تشعر انها تمتلك الدنيا بما فيها كانت يدها في يده والابتسامه تملأ الشفاه والسعادة تملأ العيون وفجأة تاتي المدرعة لتفصل الايدي وتقتل السعادة وتخطف العيون بل والحياه ايضاً لتقضي علي الحبيب في ثوان معدودة ... هذا ما حدث مع "فيفيان مجدي" والتي فقدت خطيبها الشهيد "مايكل مسعد" علي مطلع كوبري 6 اكتوبر هناك ستجد اثار دمائه واجزاء من جسده الطاهر     

مثل اي زوجة مخلصة شاركت زوجها في حياتهما البسيطه يساعد كلاً منهما الاخر يخرج الزوج ليحمل كاميرا ثقيلة الوزن علي كتفه الذي اوهنه الزمن والحياة الصعبة ليجمع بعض الجنيهات لتعيش بها هو وزوجته واطفاله، كثيراً ما التقط بكاميرته مشاهد شهداء من اخوته الاقباط في ظروف واوقات مختلفة ولكنه لم يتوقع للحظة ان تتبدل الاماكن ليصير هو امام الكاميرات وليس خلفها حينما اصابته طلقة امام اذنيه لتخرج من الجانب الاخر، طلقة هو الذي دفع ثمنها من ضرائب الجنيهات القليلة التي كان يعمل ليل نهار لكي يجمعها، لتحمل الزوجة بمفردها عبئ هذه الحياة البسيطة بمفردها ويحمل ابنائه عبئ البحث عن جثة ابيهم وسط الدماء والشهداء بالمستشفي القبطي... هذا هو حال زوجة واطفال الشهيد "وائل ميخائيل" مراسل قناة الطريق

مثل باقي ابناء جيله ممن يشعرون ان ليس لهم مكان ببلادهم حلم بالسفر للخارج مثل الملايين وتحقق الحلم وحصل علي الفيزا لأحد الدول الأوربية وتخيل شوارعها النظيفة وسياراتها الفارهة وماذا سيفعل حينما يري اخيه المقيم بتلك الدولة والذي لم يراه منذ سنوات ثم فتح باب شقته وسار علي الاقدام مع اصدقائه في شارع شبرا الي ماسبيرو حاملاً خشبة علي شكل صليب ليعود محمولاً علي خشبه عليها صليب ... هذا ما حدث مع الشهيد "جورج نصيف"

انها قصص كثيرة لشهداء اكثر وقلم مل الرثاء فمن الكشح لديروط لسمالوط للعديسات للعياط لنجع حمادي للعمرانية للاسكندرية للمقطم لماسبيرو. حينما تعيش في وطن لا يريد ان يراك ، وطن يريد ان يتخلص منك اما بتهجيرك او بتفقيرك او بقتلك او بسجنك ... هذا هو حالك عزيزي القبطي
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :