الأقباط متحدون | دعنا لا نسىء للمقدسات ونحن ندافع عنها!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:١١ | الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دعنا لا نسىء للمقدسات ونحن ندافع عنها!!

الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٤: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاى
بداية أجده لزاما أن أسجل تفهمى الكامل لمشاعر الناس عندما تمس مقدساتهم الدينية.  وأنا هنا لا أتكلم عن دين بالذات ولكن كل الأديان سواء تتفق مع عقيدتى أو تتعارض معها.  وبالتالى أشجب بقوة الفيلم المسىء لرسول الاسلام الذى أثار مشاعر الغضب عند المسلمين.  وأؤكد أنه من حق المسلمين أن يحسوا بالاهانة ومن حقهم أن يعبروا عنها، ويدافعوا عن مقدساتهم.
 
ولكن أحذر أن طريقة التعبير عن الغضب يجب ان يكون سلميا مشروعا.  فالعنف قد يحول القضية الى العكس تماما، فيضر بها عوضا عن أن يفيدها، ويقلل من عدد المتعاطفين معها بدلا من أن يزيدهم.
 
الفيلم الذى يثير المشاعر الآن ظهر الى الوجود عن طريق بث مقاطع صغيرة منه على اليوتوب لم يهتم بها أحد ولم يعطها انسان أى قيمة أو وزن.  ولكن الدعاية الكبرى التى تلقاها الفيلم كان من المتظاهرين أنفسهم فى الشرق الأوسط هولاء أعطوا هذا الفيلم الدعاية التى لم يكونوا يحلمون بها. ولا ننسى هنا ما حدث فى أزمة مماثلة عندما أصدر سلمان رشدى روايته "آيات شيطانية". وكان مستوى الرواية من الناحية الأدبية ضحل.  ولكن المظاهرات والعنف الذى صاحبها أضاف شهرة للرواية فترجمت لكل لغات العالم، وقرأها الملايين من الناس، وتحول سلمان رشدى بين يوم وليلة الى كاتب عالمى بعد أن كان كاتبا مغمورا لا يعرفه أحد.  
ولكن هناك نقطة فى غاية الأهمية ربما لم يفكر فيها المتظاهرون انه فى محاولتهم الاعتراض على الاساءة الى الاسلام والى رسول الاسلام انهم قاموا بأعمال عنف من حرق السفارات وقتل سفير أمريكا فى ليبيا.  وهؤلاء أبرياء من كل ما يتعلق بالفيلم، فهم لم يشتركوا فى عمل الفيلم ، بل وربما لم يعلموا حتى بوجوده.  وهكذا فى محاولة دفع الاساءة عن الاسلام، اشتركوا هم باساءة أكبر للاسلام ونجحوا فى اضفاء صفة العنف التى كانوا يعارضوا الفيلم فى إلصاقها بالاسلام والمسلمين.
 
وهناك عدة نقاط فى الموضوع يجب ان نعرفها لوضع الامور فى نصابها الصحيح:
أولا- هذا الفيلم حتى الآن هو مجرد فكرة.  لم نسمع انه عرض فى دور السينما.  وبالتأكيد لن تقبل أى دار للسينما فى أى مكان فى العالم عرضه.  على الجميع ان يطمأنوا أن هذا الفيلم لن يرى النور.  وبذلك فان ما يخشوه من تأثير سىء على الناس لن يتحقق.
 
ثانيا- غير معروف بالتحديد من قام بهذا الفيلم وفى أى بلد ومهما كانوا فهم أفراد يمثلون أنفسهم فقط.  ان كانوا أمريكيين فهم لا يمثلون 350 مليون أمريكى.  وان كانوا أقباط فهم لا يمثلوا كل أقباط أمريكا وعددهم حوالى مليون أو أقباط المهجر وعددهم أكثر من مليونين، وطبعا لا يمثلوا ملايين الشعب القبطى فى مصر.  العدالة تقتضى عدم عقاب الجميع بذنب البعض.  والاقباط نفسهم يعرفون شناعة هذا العمل فقد كانوا وما يزالوا هدفا للاساءة والتحقير فى مقدساتهم فيما ينشر من كتب ومقالات وما يبث على القنوات المتطرفة. 
 
ثالثا- يجب ان يحكم على هذا العمل فى اطار المناخ المحيط به.  الفيلم يقال انه عمل فى أمريكا وأمريكا بلد الحريات.  كل واحد فى أمريكا له الحق  أن يقول ما بدا له والناس تعلم هذا ولا تأخذ كل شىء بجدية على انه حقيقة ولا يصدقوا كل ما يشاهدونه او يقرأونه.
ثم أن كل شىء مقدس تعرض للنقد من اناس فى أمريكا بما فيهم كل الأنبياء بل وبما فيهم السيد المسيح نفسه الذى صوروه فى الأفلام على انه كانت له علاقات غرامية بمريم المجدلية التى أخرج منها شياطين، وأيضا علاقة جنسية شاذة مع يوحنا أحد تلاميذه.  كما تم التشكيك مرارا فى صحة الكتاب المقدس.
ولكن هذا لم يثير المسيحيين فى أمريكا أو أى بلد آخر مع أنهم الغالبية ولم ينتج عنه أعمال عنف ضد أحد.  كل ما حدث هو اصدار بيانات أو كتب أو أفلام مضادة توضح الحقيقة.  والشعب كان قادرا على التمييز بين الصدق وبين التزوير.
 
رابعا- يبدو لى ان توقيت موضوع هذا الفيلم مرتبط بذكرى 11 سبتمبر وهذا يتضح من لوم أمريكا فى هتافات المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية فى القاهرة "يا اوباما يا أوباما كلنا أسامة". ومن حرق سفارة أمريكا فى بنغازى وقتل السفير الأمريكى هناك.  وأنا أتساءل ألم يحن الوقت فى ان نقلب هذه الصفحة المؤلمة من ذاكرتنا ونسعى الى نبذ العنف الذى لن يفيد أحدا ونركز على العلاقات الانسانية الطيبة بين البشر؟
أتمنى أن نصل الى القناعة ان المقدسات ليست من الهشاشة بحيث تتأثر بفيلم أو كتاب.  الحقيقة لابد ان تصمد مهما لاقت من مقاومة.  والله هو الذى يحميها وليس البشر.
 
ولا يفوتنى أن أسجل هنا لقطات مضيئة فى مناسبة غير سارة. منظر المصرى القبطى الذى خرج ليشارك المصرى المسلم مشاعره. ومنظر الشباب المسلم الذين ذهبوا ليحموا السفارة الأمريكية من احتمال خروج بعض المتظاهرين عن حدود التظاهر السلمى المشروع.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :