الأقباط متحدون | من جرائم أدعياء الدفاع عن الله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٦ | الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ١ نسيء ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

من جرائم أدعياء الدفاع عن الله

الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٢ - ٣٣: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 محمود الزهيري

mahmoudelzohery@yahoo.com
 
يوم بئيس من الأيام المصرية مر ثقيلاً كئيباً , حاولت فيه أن أجتهد , مجرد إجتهاد في طرد أشباح شريرة ترواغ عقلي البائس علي أن يكف عن التفكير , وتدغدغ وجداني الملتهب بنيران تريد أن تطفئها لامبالاة العقل , ومشاعر حيري تجاه طلب السكوت وإيثار السلامة , وتحرك أمواج سفينة تمخر عباب بحر مظلم كالح في السواد , وعواصف عاتية , تريد منع هذه السفينة من الوصول إلي مرفأ الحرية والعدل والكرامة الإنسانية .
 
هذه الأفكار الشريرة تحاول أن تفرض ذاتها بإرادة الجبروت الإجرامي اللاعن للعقل , والكاره للحرية كراهة التحريم , والرافض للعدل والكرامة ,, فإما أن تكون مجرم بالإمتناع عن فعل العقل وتفعيل إرادته وتصميمه علي الوصول لمرفأ الحرية , وإلا سيكون هناك إرادة فعل سافلة مجرمة لكسر المجداف , والدفة , وتركها للعواصف المجرمة في بحر ليله كالح بهيم , لتكون عرضة للغرق والموت .
 
لم يحدث لي أي هزة نفسية أو إضطراب في المشاعر والأحاسيس بقدر إحساسي بشعور يملئني بالسعادة وتحتويني متعة عقلية هادئة رصينة لشعوري بقدر من الإنتصار علي الذات ,  علي أن رسالتي قد وصلت لبعض جماعات وأحزاب الشر البائس , إلا أنني تحركت بداخلي مشاعر أخري غريبة , تلمست فيها إحساس أبنائي تجاه هذا الفعل الإجرامي الذي حدث لي اليوم , وتلمست مشاعر إبنتي الصغيرة " سماء " , إبنة السنوات التسع , ومدي الإحساس الذي قد ينتابها عندما تستشعر أن أباها قد استهدفته مجموعة من العناصر التي تفيض عقولها قيحاً وصديداً , تريد به أن تشوه إنسان لم يمتلك سوي سلطان الكلمة في محراب البيان , ولايحوز من متاع الدنيا إلا قلم يبتغي به أن يتحرر الناس من غلواء التطرف ودحض أفكار الإرهاب والإجرام , ويسعي أن يكون لكلماته صدي في واقع الناس المأزوم بلصوص الأديان , وتجارالشرف والطهارة علي عتبات العهر والفسق والمجون !
 
ما آلمني هو الإحساس الطفولي البريء الذي قد ينتاب صغيرتي " سماء " وهي تنشأ في بيئة ووسط إجتماعي مشوه بمفاهيم تذدري وتحتقر المخالف في الرأي والفكر والعقيدة والأديان , وتسعي بتفعيل هذه المفاهيم الإجرامية لتصل لحد الحرق والقتل والإقصاء .. 
 
هؤلاء المرضي النفسيين بمرض الدفاع عن المشايخ والمصالح المتراكمة التي يتم حصدها من خلف هذا الدفاع المزعوم والمتستر خلف راية الدفاع عن الله والزود عن الإسلام , والله والأديان منهم براء .
 
اليوم 5 – 9 – 2012 , كانت جلسة محاكمة نائب القضية المتعارف عليها إعلامياً , بقضية نائب الفعل الفاضح , وكنت أحد المدعين بالحق المدني عن مجتمعنا المهان ,وكان وجودي في هذه القضية مثار للنقد والرفض من الجماعات الدينية , وأحزابها السياسية , وكذا بعض المنتمين للمؤسسات الدينية الرسمية , وعلي هذا الأساس أخذت القضية أثناء المحاكمة بعداً إعلامياً وسياسياً , وهذا لم يروق لهذه الجماعات الدينية , وعلي الأخص منها التيارات الوهابية المتعارف عليها بالسلفية في بعض من تياراتها ,, وكانت هناك مشادات ومشاحنات أثناء جلسات المحاكمة كادت أن تصل لحد الإشتباك بالأيدي واستخدام العنف الجسدي , إلي أن قضت المحكمة بحبس نائب الفعل الفاضح سنة ونصف , وكفالة 1500 جنيه عن التهمتين , والمحكمة قضت في الدعوي المدنية , بإحالتها إلي المحكمة المدنية المختصة , وبالرغم من ذلك طالبت في صحيفة الدعوي المدنية بالتبرع بالمبلغ الذي سيقضي به كتعويض للمؤسسات الرسمية  التي تعالج المعاقين نفسياً والمرضي جنسياً !!
 
إلا أن المتهم نائب الفعل الفاضح كما تم التعارف علي القضية إعلامياً , إستأنف هذا الحكم لجلسة اليوم 5 _ 9 _ 2012 , وحوالي الساعة الثالثة علي وجه التقريب , فوجئت بإتصال تليفوني من أحد الزملاء , وأخبرني بحريق باب المكتب , ووجدت زجاجة بنزين , وعلبتين مواد ملتهبة , ومكتوب علي كيس بلاستيك محل من محلات مدينة بنها التي بها جلسة الإستئناف , وتوجهنا للشرطة أنا ومن معي من المحامين بالمكتب , وحررنا محضراً بالواقعة وتمت معاينة مكان الحريق من مباحث مركز شرطة طوخ عن واقعة جناية حريق عمد مع وجود شبهة جنائية , وتم إحالة المحضر للنيابة العامة !!
 
وكان الربط بين يوم المحاكمة , وبين الحريق , وبين الخلافات القائمة بيني وبين المنتمين لهذه التيارات المدعاة بالسلفية , وبين العديد من كتاباتي للمقالات والأبحاث والدراسات المنشورة في الصحف المطبوعة أو الإليكترونية , وتوجيه رسائل التهديدات والترويعات المتلاحقة الي لم أعيرها اهتماماً , إلي أن حدث هذا الحريق العمد لمكتبي الذي أمارس من خلاله مهنة ورسالة المحاماة .
 
ما أزعجني حقاً هو أن الجماعات الدينية بعد الثورة المصرية التي أدعي أنني أحد المشاركين فيها , وإن لم أكن من ضمن صناعها , كنت أتمني أن تنقلنا أهداف الثورة المصرية التي عطل تحقيقها تلك الجماعات الدينية وامتدادتها بأحزابها السياسية بمرجعيتها الدينية , وكانت هذه الجماعات لايهمها أي قيمة في الحياة سوي القيم الهاربة من العقل , والكافرة به , وتستند دوماً إلي قيم المحرمات في الطعام والشراب والملبس , والجسد وعورات الجسد , ومحاربة والتصدي لكل صاحب رأي خارج عن أُطر ودوائر هذه الجماعات الدينية المتنافرة مع بعضها والمتخاصمة في كافة الفرعيات .
فكيف بمن ساهم في تحرير أسري وأساري فترة الطغيان والفساد والإستبداد , أن يكون في مرمي نيران من ساعد في تحريرهم من هذا الأسر الإنساني الوجودي , ليرتدوا عليه محاولين قتله معنوياً وحرق مكتبه الذي يمارس من خلاله عمله , بما حواه من أوراق ومستندات تخص قصايا ومصالح المواطنين المصرين  !!؟
 
لعلي أعلم حقيقة تحدث معي بها أحد أصدقائي , حينما قال لي : " مهلاً , إن السياسة في مصر هي فن إختراق الآخر وإفساده " !!
 
وفعلاً , فإن الغوغاء والدهماء والسوقة , من أتباع نظرية الوصايات الدينية ليس لديهم أي لون من ألوان الفكر والثقافة والإبداع , لأن من يمتلك الإبداع ليس في مخياله الإهتمام بإختراق أي إنسان أو إفساده وإفساد حياته , وهذا هو حال الغوغاء الذين لاينتج منهم سوي القيح العقلي , والصديد المعرفي , والثقافة المهترأة الممجوجة .
 
إن أعداء التحضر والتمدن هم أناس بلاعقل , وبلا ضمير , وتنعدم لديهم الأخلاق السوية , لأنهم كارهي أنفسهم , ولاعني ذواتهم , ومن ثم ترتد سهام رفضهم الصدأة إلي صدر المجتمع والدولة , لتترجم جملة أمراضهم إلي أعمال إجرامية إرهابية ضد الإنسان والمجتمع والدولة .
 
إلا أن الحرية ودروس الحرية , ستظل هي الفكرة الأرقي علي مدار التاريخ الإنساني كله , وبغيرها سيسود مجتمعنا ودولتنا , مجموعات من العبيد يقودهم من هم أشد عبودية وذلاً ومرضاً !!
ومن هنا ستظل المثل العليا معتصمة بقيمة الحرية , وفضيلة التحرر من أسر العبودية الإنسانية , وعبودية الأفكار والرؤي والتصورات وعبودية الجماعات والأحزاب , ليكون مجتمعنا في المستقبل , مجتمع من الأحرار الشرفاء .
 
وهذه الجريمة البشعة لن تثنيني أبداً عن إلقاء قلمي أرضاً , أو تركه ليجف حبره , فهذا من المستحيل , وإن كانت روحي هي الثمن , فلاكرامة للعبيد , والكرامة والشرف للأحرار .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :