الأقباط متحدون | رساله إلى السيد رئيس الجمهوريه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٢ | الجمعة ١٧ اغسطس ٢٠١٢ | ١١ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رساله إلى السيد رئيس الجمهوريه

الجمعة ١٧ اغسطس ٢٠١٢ - ٤٢: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم / حنا حنا المحامى

السيد الدكتور محمد مرسى:

تحية وإجلالا,
مقدمه لسيادتكم حنا زكى حنا المحامى بمصر وأمريكا.  أتشرف بعرض الآتى:


لا شك أنك على علم تام أن كل مصرى ولو غادر وطنه فإن ذلك الوطن لا زال يعيش فيه والانفصال الجسدى لي يفصلنا عن الوطن الام لانها تعيش فينا.  من هنا كان من حقى أن أبعث لسيادتكم بهذه الرساله, بل هو واجب على لا يمكننى أن أنسلخ عنه.

سيدى ..... إنى لن أتعرض للوسيله التى انتخبت بها رئيسا للجمهوريه ذلك أنه أمر لا يجدى فتيلا.  وحقيقة الامر الواقع أنك رئيس لجمهورية مصر.  وقد أقسمت يا سيدى  يمين الولاء لمصر ولشعب مصر ولدستور مصر.  من هنا يا سيدى كان التزامك أن تبادر على الفور بأن تعمل كل طاقتك على التخفيف من الضغوط الماديه والاجتماعيه والاقتصاديه التى تطحن المواطن المصرى والذى يستنشق نسمه عدل تسد رمقه أو توفى ولو بالقليل  بحاجته الضروريه سواء كانت غذاء أم كساء أم مسكنا إنسانيا يطويه هو وعائلته التى يأويها أو التى يسعى إلى أن يكونها فى حياة كريمه وإنسانيه.  وهذا حقه عليك والتزامك نحوه.

سيدى.. بدلا من أن تشرع فى تلبية التزاماتك التى تحقق الحد الادنى بل أقل من التزامات المعيشه الانسانيه, وإذا بك تعامل الشعب المصرى معامله عدائيه تعبر عن عدم احترامك له وأن ما تقدمه له ليس من باب الالتزام بل من باب التعطف والتبرع لك أن توفى به أو لا.

نعم يا سيدى هذه هى الحقيقه التى تعبر عنها كل تصرفاتك نحو هذا الشعب المسكين.  ما أن تبوأت منصبك ألا وشرعت على الفور فى أرسال الاغذيه والعتاد لحماس.  وإنى لا أعترض بل لا يجوز أن أعترض على التصرفات الانسانيه إن كان لها مقتضى أو لها ضروره ملحه.  ولكن فى حقيقة الامر أن الشعب الذى انتخبك يعيش مطحونا تحت الحاجه الملحه للحد الادنى من الغذاء.  مع ذلك فإنك تنتزع قوته الضرورى لترسله للخارج.  نعم ...... للخارج.  إن حماس ياسيدى جزء من دولة فلسطين التى نكن لها جميعا الكثير من الاعزاز والاشفاق وطبعا تلك المشاعر متبادله بيننا وبين الفلسطينيين ذلك أننا إخوه.  إلا أن هذه الحقيقه يا سيدى – حقيقة الاخوه – لا تبرر أن تنتزع القوت من أفواه المحتاجين المصريين الذين ترأسهم وتلتزم نحوهم بالرخاء لتعطى ذلك القوت إلى كائن من كان.

وليس هذا فحسب, بل إن أهل غزه الشقيقه تلتزم نحوه كل الدول العربيه الاخرى وعلى رأسها السعوديه التى تغط فى الرخاء, وكذا ليبيا ودول أخرى شقيقه.  هذا فضلا عن أن مستوى معيشة الفرد فى فلسطين أعلى من مستوى معيشة الفرد فى مصر البائسه اليائسه.

سيدى كونك تحرم شعبك من القوت الضرورى وتصدره فهذا يعنى أنك تبدأ حكمك بعدم احترام لهذا الشعب.  وتتصور أنه يمكنك أن تتصرف على النحو الذى تريده بالعصا والحديد والنار.  سيدى .... هذا عهد مضى ولن يعود.  إن الشعب المصرى الذى انتفض ضد الظلم والطغيان لن يستسلم ولن يصبر طويلا أمام أى أمر أو سلوك يحرم الشعب المصرى من الاستقرار والطريق إلى الحد الادنى من الرخاء والحياة الحره الكريمه.

كذلك ياسيدى أنت تسعى إلى تقسيم مصر على أساس طائفى.  لقد كونت الحكومه وقمت بإفصاء المسيحيين من الحكومه التى ترأسها.  وبذلك وضعت أول أسس التفرقه والانقسام.  إن ثقافتك يا سيدى ثقافه علميه بحت وليست إقتصاديه بحال من الاحوال.  أود أن أقول لك إن تلك التفرقه لها إثار غايه فى السوء على الشعب المصرى بكل فئاته وطوائفه.  إن االانقسام والتفتيت يستنفذ الطاقه البشريه ولا ينشئ إلا الصراعات والتى تؤدى إلى مزيد من إضعاف الوطن.  وهذا ليس رسالتك بالطبع.

سيدى ... إنك مسلم لانك ولدت من أبوين مسلمين.  وأنا مسيحى لانى ولدت من أبوين مسيحيين.  وكلانا مقتنع وسعيد بديانته.  والمحصله النهائيه أن كلينا يعبد الله الخالق.  وأعتقد أن ثقافتك العامه تعى تماما أن أوروبا لم تتقدم إلا بعد أن أطلقت حرية الاديان وأنهت بلا رجعه سلطة رجال الدين.  وهذه معلومه لا أشك للحطه واحده أنك ملم بها تمام الالمام.  ولكن يبدو أن الضغط المعنوى لعوامل الدين الاسلامى أقوى من أن يقاوم.  على أى حال مرة أخرى: الدين لله وليس وسيله للسلطه  والجاه والسلطان.

وبهذه المناسبه أود أن أذكرك بمعلومه لا شك أنك ملم بها, وهى أن معدل النمو منذ عامين كان 7% والان وصل ألى 1ز1% فماذا أنت فاعل ؟

سيدى.... منذ الحطة الاولى لاعتلائك السلطه وأنت تسعى إلى الاستيلاء على كل السلطات فى قبضة يدك.  وأود أن أقول لك إنه لو تحقق لك ذلك فهذا لن يكون ألا بداية الفشل والفشل الذريع.

من أخطر الامور التى تسيطر على ذهنك أن المسيحيين كفار وذميين.  وهذا الاعتقاد البالى كم كنت أربأ بأن يكون لدى حاكم أعظم دوله فى الشرق الاوسط.  أرجو يا سيدى ألا تجبرنى على الدخول فى مناطق شائكه ولكن أود أن أصحح معلوماتك أو أذكرك بحقيقة المعلومات إن كنت تعلمها.  وهى أن المسيحيين هم أصل مصر وهم مواطنون أصلاء ومصريون أصلاء وأنهم أصحاب وطن واصحاب
أرض وأصحاب حق.  فإذا كنت تحاول أن تسلخ عنهم هذه الحقيقه وذلك الحق فأنت فى طريق مظلم لن يؤدى بك إلا إلى التخبط والتوهان.

إنك لن تعطى المسيحيين حقا من الحقوق بل إن تلك الحقوق لصيقه بهم لانها حقهم ولانهم مواطنون أصلاء ,اصحاب أرض أصلاء وأنصحك أن تنتزع عن فكرك تلك الافكار الباليه والتى لا تليق بعالم فى الفيزيا مثلك, ولا تمتثل للاقوال المزوره والتى تحرّف وتغير التاريخ.  وإنى لن أقول لك إنك ضيف أو ما إلى ذلك فمثل هذه الاقوال مرفوضه ذلك أننا عبر القرون قد انصهرنا فى بوتقه واحده غاليه ثمينه هى "مصر".  وكلانا يتعين أن يعمل على مصلحتها أولا وأخيرا.  فكلانا مصريون وقد انصهرنا فى تلك البوتقه الغاليه.

لقد حاول رجالك وأتباعك أن يلفقوا ويزوروا إتهاما للاعلامى عمرو أديب.  ما هو موقفهم وموقفكم عقب كشف هذا التزوير؟  إنه يعنى أمرا واحدا وهو أنكم تريدون تكميم الافواه بحيث لا يكون فى مصر إلا صوت واحد صح أم أخطأ.  إن هذا الموقف والفعل يا سيدى يتعارض تعارضا صارخا مع الاخلاق ومع الديمقراطيه التى ناديتم بها حتى تجيئوا ألى الحكم.

كذلك وللاسف الشديد حاولتم تزوير اتهامات للممستشاره تهانى الجبالى حتى تتمكنوا من طبخ كل القوانين والاجراءات.  ماهذا يا سيدى؟  من قال إن الاسلام يساعدك أو يساعد رجالك على ارتكاب  جرائم أو أفعال غير أخلاقيه؟  الاسلام يا سيدى دين, والدين ينادى بمكارم الاخلاق.  وهذا الذى ترتكبونه وتنادون به ليس له أي صله بمكارم الاخلاق فهو إذن يتعارض مع الدين. 

سيدى:  فى يومى 24, 25 أغسطس سوف تجرى وقفات ومظاهرات تعبر عن رأيها.  هؤلاء الشباب من حقهم أن يعبروا عن رأيهم.  إنهم الذين انتخبوك ومن حقهم أن يعبروا عما يجيش فى نفوسهم طالما أنه من أجل مصر وفى صالح مصر.  إنها الديمقراطيه يا سيدى.  تلك الديمقراطيه التى أتت بك ألى سدة الحكم.  إن التعبير عن الرأى بوسيله سلميه حق تؤمن به كل الشرائع والقوانين والاعراف.   إلا أن بعض مؤيديك وأعوانك ينوون أن يجعلوا من المسيره بحورا من الدماء.  هل أنت موافق على هذا الاتجاه أى أنك توافق على رأى من انتخبوك أما من يعارضوتك فبحور الدماء تنتظرهم؟  هل هذا موقفك ورأيك؟  إذا كان ذلك كذلك أين إذن ديمقراطيتك؟  هل ديمقراطيتك تتنكر للمبادئ الاسلاميه التى ترى أن المسلم لأخيه المسلم كالبنيان المرصوص؟  هل أنت تواق إلى بحر الدماء؟  هل ترى أن من مهام رئيس الجمهوريه هو سفك دماء من يعارضه؟  إن بعض مؤيديك يضعونك مكان رسول الله ويروا أن من يعارضك هم من الخوارج وتحل دماؤهم, هل ترضى أن تكون مكان رسول الله؟  هل أنت رسول مبعوث من الله؟  إن مثل هذا الفكر ليس تكريما لك بل هو إساءه.

سيدى أود أن أقول لك كلمات معدوده وأرجو أن تعمل العقل والمنطق.  إن شعب مصر عمره سبعة آلاف عام وقد واجه من المصاعب والاضطهادات ما يعجز عن تصوره الخيال, ومع ذلك فهو لا يزال صامدا راسخا.  وقد قال الاقدمون "مصر مقبرة الغزاه".  إنك يا سيدى لو تعاملت مع مصر على أنها وطنك لما ترددت لحظه فى أن تعى ما هو فى صالحها وتتبعه ولكن ليس هذا ما يعبر عنه كل تصرفاتك إزاء وطنك مصر إن كنت تؤمن فعلا أنها وطنك.

سيدى:  هناك شباب وطنى صميم يحب وطنه ويفتديه سوف يعبر عن مشاعره الوطنيه يومى 24 و 25 أغسطس.  إن أى مساس بهم يوف يثير ضدك اشعب المصرى قاطبة فأرجو أن تعمل العقل حتى لا تقع فى مزبلة التاريخ.

سيدى... أرجو خالصا أن تنزع عن ذهنك أى فكر من شأنه أن يمس مصر وشباب مصر ومصلحة مصر حتى تنتهى مدتك بسلام ويتعين أن ترعى مصلحة مصر ومصلحة مصر فقط.

وأود أن إذكرك بالمثل القائل:  إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.  وأرجو أن تتقظ من سلفك.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :