جديد الموقع
القانون ضيف غير مرغوب فى وجوده
بقلم : مادونا شاكر
شاهدت فيديو لشقيق الشاب معاذ قتيل قرية دهشور على موقع الأقباط متحدون .. والذى توعد فيه بالقصاص من أسرة القاتل القبطى بالكامل إذا لم يتم إعدام من قتل أخيه على أنه لن ينتظر سنوات يقضى فيها القاتل مدة العقوبة وإنما سيقتص من كل فرد فى عائلته دون نقاش .. وقال أن دم أخيه فى رقبته ولابد له من الإنتقام لأخيه .
ولا عجب من هذه التصريحات الدموية التى أدلى بها شقيق القتيل التى يُظهر فيها مدى الوحشية والعنصرية التى يتسم بها كل ذوى لحى والملحوظ فى كلامه عدم إعمال العقل نهائياً لأن المشاجرة التى حدثت كانت بين مكوجى قبطى و نجار مسلح مسلم صاحب القميص المحترق .. وليس بين المكوجى القبطى وبين الشاب معاذ حتى يتوعد شقيق الأخير بقتل القبطى .. إذاً لم يكن الشاب القتيل طرفاً فى المشاجرة من الأساس .. ثم أن القتيل كان يمر بالمصادفة ولم يذكر أنه قريب لصاحب القميص حتى يتدخل مثلاً للدفاع عنه .. وواضح أنه وقف ليشاهد ما يحدث فأصابه ما أصابه من زجاجات المولوتوف الحارقة ولم يستطع أحد إسعافه بالرغم من أنه ( مسلم ) ومات متأثراً بحروقه وليس بجراحه .. مما يعنى أنه لم يعتدى أحد عليه بالضرب سواء بشومة أو سلاح أبيض أو سلاح آلى وإنما مات محترقاً .. فموته كان مصادفة بحتة .. ومع ذلك يوجه شقيقه التهديد والوعيد بقتل أسرة القبطى المتهم بالرغم من أن القتيل لم يمت بالعمد كما قال شقيقه فى الفيديو وكما وُجهت للمتهم القبطى تهمة القتل العمد وتم القبض عليه .. ولكن لأن دم القبطى أصبح مستباح وفى متناول يد أى مسلم وكأنه يقدم خدمة لله .. ولأننا نعيش فى بلد العدل فيها أعور وأصبح وجوده مثل عدمه تماماً وأصبحت الفوضى والهمجية هى اللغة السائدة بين الغالبية العظمى من شعبها .. وغاب القانون عن مسرح الأحداث وكأنه ضيف غير مرغوب فى وجوده فأصبح كل من له رغبة فى القتل والتنكيل بالأقباط يفعل هذا بدون تردد حتى لو كان متسولاً يقتات من القمامة لأنه لن يحاسبه أحد على قتل مسيحى كافر إنما سيعد بطلاً مثل أسامة بن لادن رافع راية الإسلام والمسلمين .
وبالرغم من تهييج والد القتيل لأهالى دهشور بالإنتقام من مسيحيوها عقب إصابة إبنه وقبل وفاته فنتج عنه هجوم الغوغاء وتخريبهم ونهبهم المحلات التجارية والمصانع ومشاريع ومنازل الأقباط وتهجير 120 أسرة قبطية وضربهم فى مقتل وخسارتهم الفادحة التى لن يعوضها لهم أحد .. إلا أن كل هذا لم يشفى غليل أسرة القتيل ولم تطفئ لهيب نار الإنتقام المشتعلة بداخلهم وإنما يتوعدون بقتل أسرة المتهم عن آخرها لأنهم يعتقدون بما أن القتيل مسلم والقاتل مسيحى إذاً فقد أصبحوا هم القانون الذى يحكم ويتحكم ويستطيعون أن يقيموا العدل بأيديهم .. وإذا إنقلبت الآية وكان القتيل مسيحى والقاتل مسلم لكانت نصبت قعدات المصاطب فى غمضة عين وإتلم الموضوع وحصل خير وكلنا حبايب ويا دار ما دخلك شر ويخلص الموضوع ويروح دم المسيحى وأهو كلب وراح دون أدنى إهتمام من أحد بأنه إنسان مصرى قتل ولابد أن يعاقب القاتل على جريمته كما ينص القانون وليس كما يحكم الغوغاء والبلطجية علينا ويفرضوا سيطرتهم الكاملة حتى على القانون ليسود قانون الغاب الذى يعترفون ويؤمنون به فقط .. هذا هو واقع ما يحدث معنا كأقباط ولا يقبله الآخرون على أنفسهم وإلا كان الدم للركب .
أيضاً منذ إسبوع تقريباً أثارنى خبر مؤلم وقاسى عن ضرب دكتور قبطى يقطن فى شبرا الخيمة يدعى ماهر رزق الله فاجأه مجموعة من جيرانه البلطجية الملتحون حيث نزلوا عليه بوابل من النيران بالخرطوش فأصابوه بإصابات بالغة ومتفرقة من جسمه فنتج عنها تصفيه عينيه و يرقد بين الحياة والموت .. وكل هذا لأنه تجرأ وطلب من أحدهم إزالة مخلفات البناء التى يتركها أسفل منزله فدبر وخطط بمساعدة أصحابه تصفية الدكتور ماهر المسيحى الكافر ولم يستطع أحد منعه أو التصدى له ولم تسمع الجهات الأمنية لإستغاثة عائلة الدكتور ماهر لأن البشوات لا يأتون إلا بعد خراب مالطة وبعد ما تحدث المصيبة وخصوصاً إذا كانت ستصيب الأقباط فإنهم يتقاعسون عن المجئ حتى ينتهى المجرمين من إتمام جرائمهم فى حق الأقباط .. بل الأدهى من ذلك أنه يهان الأقباط ويتم سبهم وبهدلتهم عندما يصرخون ويشكون ويطلبون من يغيثهم أو المطالبة بحقوقهم كمواطنين مصريين .
وتحضرنى واقعة حدثت منذ أيام تقريباً تظهر ظلم وتجبر رجال الأمن فى التعامل مع الأقباط روتها لى صديقة فتقول صدمت سيارة شخص قبطى مسكين من شبرا الخيمة فأخذه أخوته إلى القصر العينى لإسعافه .. من بين إخوته أخ مريض بالقلب وعندما هموا بالدخول منعهم ضابط كان يقف ومعه أثنان من العساكر .. عندما لمح فى ذراع الأخ المريض بالقلب الصليب ووشم صورة المسيح .. فقال لهم سيدخل المريض بمفرده لن يدخل معه أحد فناقشه الأخ وسأله لماذا لا ندخل معه وهو فى هذه الحالة الصعبة وكيف نترك أخانا يدخل بمفرده كهذا ؟ .. وتوسلوا له كى يسمح لهم بالدخول ولكنه بدأ يسبهم وأخذ يضربهم بحزامه ويركلهم بحذاءه فشاركه الضرب العساكر أيضاً وأخذوا يركلونهم بشدة بما فيهم المصاب وهم يسبونهم بأقذع الألفاظ ودينهم ودين أبوهم ويصفونهم بالكفرة والكلاب الذين يستحقون القتل لدرجة أن الأخ المريض بالقلب بكى من شدة الألم وتوسل للضابط وقبَل يده حتى يتركهم .. فتركهم وعندما دخلوا ليفحصوا أخيهم أخبرهم الطبيب أن الأجهزة معطلة بينما هم رأوها وهى تعمل مع الحالة التى قبلهم ولم يفحصه الطبيب بالأجهزة وإنما إكتفى بالفحص السريع لأنهم كفرة ولاد ستين فى سبعين .
إذا كان القائمين على أمن البلاد وتطبيق القانون يقومون بكل تلك التجاوزات الخطيرة فى حق الأقباط ويتعاملون معهم بكل هذا التدنى البغيض واللأدمية والتهاون فى حقوقهم وفى كل ما يتعرضون له من حوادث ومواقف صعبة وضربهم فى لقمة عيشهم والإعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم كل تلك السنين وإلى وقتنا هذا .. فكم وكم الغوغاء والمتعصبين الذين يتحينون الفرص للإنقضاض على الأقباط كفريسة سهلة مهيأة للذبح فى أى لحظة قدمها لهم رجال أمننا على طبق من ذهب ليفعلوا ما يريحهم لتهدأ نفوسهم وتستريح .. خصوصاً أننا أصبحنا نعيش ازهى عصور المحروسة فى ظل الخلافة الإسلامية التى ستطبق شرع الله بكل معانيها .. وستصفى الأقباط معنوياً ونفسياً وجسدياً ومادياً ليضطروهم إما للهجرة خارج البلاد وهو أمر مستحيل لأنه إذا فرضنا رغبتهم فى ذلك فسيجدون كل أبواب السفارات مغلقة فى وجوههم بأمر من الإخوان الذين ينتشرون كالجراد فى كل السفارات لإعتراض طريقهم .. أو الهجرة الداخلية وترك منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم ليستولى عليها البلطجية لتجريدهم من أموالهم .. أو العيش مذلولين تخطف بناتهم ويتم الإعتداء عليهم ويكونوا مصدر للسخرية ويدفعون الجزية وهم صاغرون .. أو يطالبون بحقوقهم فيصفون جسدياً ككفار يستحقون الموت .. يعنى فى كل الحالات ( لا يرحموا ولا يخلوا رحمة ربنا تنزل ) .. لكن كل ليل وله نهار وطيور الظلام لا تستطيع أن تعيش فى النهار .. ربنا يرحمنا ويستر على بلدنا وينقذها من يد طيور الظلام الذين لا يريدون الخير لها ولا السلام لأهلها .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :