"طوغان": التيارات السلفية جمَّدت الدين وأعاقت تطور المجتمعات العربية والإسلامية
* في كتاب "السلفيون أيضًا يدخلون النار": "السلفيون ليسوا أحباب الله حتى لو قالوا ذلك، فهم مقلدون تراثيون، بينما الدين تقدمي".
* "سامر سليمان": السلفية متحركة، وعلينا أن نعيش معها ونغيرها.
* "أشرف الشريف": السلفيون لا يعترفون بالأزهر الشريف أو المذاهب، ويعادون التاريخ ويختزلوه.
كتبت- تريزة سمير
استضافت مكتبة "الكتب خان" بـ"المعادي"، أمس الخميس، الصحفي "وليد طوغان"، مؤلف كتاب "السلفيون أيضًا يدخلون النار"، الصادر مؤخرًا عن دار "صفصافة"، حيث تمت مناقشة الكتاب الذي أثار جدلًا واسعًا في العديد من الأوساط.
وقال الكاتب "وليد طوغان"، إن الدين ليس سلفًا، وهناك فرق بين الاجتهاد والتشريع، مؤكدًا على أهمية الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم، وأن نعود إلى الأزهر، لأنه المؤسسة التي تمثل الإسلام الصحيح.
ورأى "طوغان" أن الدين ليس صلبًا كما يراه السلفيون، فإذا كان صلبًا كان ينحصر في كونه تشريعًا، ويغيب الفقه، ففي الإسلام يوجد فقه، وفي المسيحية توجد دراسات للاهوت، لربط السماء بالأرض، ولتقريب المسافة حتى نمتلك كبشر قواعد الفهم الصحيح.
وأشار "طوغان" إلى أن التيارات السلفية جمدت الدين، وأوقفته عند نقطة تاريخية في الماضي، وهو ما أعاق إصلاح وتطور المجتمعات العربية والإسلامية، إذ عجزت أدوات تلك الفترة التاريخية عن التعامل مع معطيات العصر الحديث.
وأوضح أن السلفيين رجعوا بالإسلام إلى الخلف، وعلّبوه، وقالوا إنهم احتكروا "ماركاته وخلطاته" بسيرهم على خطى السلف الصالح، الذين رأى الكاتب أنهم ما كانوا ليرضوا عما يفعله السلفيون من محاولات تقليد السلف الصالح ومحاكاة زمانهم رغم تغير الظروف، واختلاف البلاد والعباد، وهو الأمر الذي يعتبره الكاتب فاحشة تاريخية.
وأكد "طوغان" أن الإسلام ليس دينًا سلفيًا، حيث أن شريعته لم تنص على أن السلف الصالح، رضوان الله عليهم، كانوا هم الدين بفهمه الصحيح والوحيد.
وكان "طوغان" قد قال في مقدمة الكتاب: "السلفيون ليسوا أحباب الله، حتى لو قالوا ذلك، فهم مقلدون تراثيون، بينما الدين تقدمى، عفا الله فيه عما سلف، أو ما مضى، قبل نزول الرسالة، ووضعت شريعته المستقبل أمام عينها، للذين يتفكرون، بينما السلفية لا يفعلون."
ومن جانبه، ناقش د. "سامر سليمان"- مدرس الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية- ما جاء بالكتاب، موضحًا أن الكاتب كان يجب عليه تعريف "السلفية"، فالناس يبحثون عن تعريف واضح لها، خاصةً بعد ظهورها وانتشارها بشكل سريع، مشيرًا إلى أن عامة الناس لم يكونوا يعرفون عنها شيئًا من قبل.
ووجه "سليمان" انتقادًا حادًا للكاتب، لأنه تحدث عن السلفيين على أنهم ثابتون جامدون، وهذا غير صحيح- على حد قوله- ففي الأونة الأخيرة بعد الثورة رأيناهم في الحياة السياسية بعدما كانوا يرفضون، وبدأوا يشاركون بعيدًا عن طبيعة تلك المشاركة، فهم يتغيرون وفقًا لظروف وملابسات المواقف المختلفة.
ورأى أن السلفية متحركة، وأن عليهم أن يعيشون معها ويغيرونها.
وأوضح د. "أشرف الشريف"، المتخصص في التيارات السلفية والمدرس بالجامعة الأمريكية، أن السلفية المعاصرة حركة حديثة جدًا، مادية واستهلاكية، لا يمكن ربطها بأهل الحديث أو الحنابلة، مؤكدًا أنها مدرسة تقدم رؤية مادية وتبسيطية للإسلام، ولا تعترف بالأزهر أو بأي حركات أو مذاهب، وتعادي التاريخ وتختزله، فهي بالأساس تتمييز بالبعد الواحد، وترفض التعقيد، وتدعو إلى الطريق الإصلاح والتصفية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :