الأقباط متحدون | النائب المسيحى و أبو موسى الأشعرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ | ٢٢ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

النائب المسيحى و أبو موسى الأشعرى

الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ - ٤٩: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. يحيي الوكيل

يبدو ان معاوية بن أبى سفيان قد بعث من جديد، و أشار على المرشد بأن يلجأ لأن يطلب من غرمائه أن يرشحوا له أبا موسى الأشعرى – ثانية – ليكون عضوا فى هيئة الحكم و ليس التحكيم هذه المرة، ليعيد التاريخ نفسه و يتسبب أبو موسى مرة ثانية فى سحب الشرعية من على و من مثله، و يضفيها على أشباه معاوية...

لمن لا يذكر القصة، فقد اشتبك معاوية و ليس له حق فى الخلافة مع على بن أبى طالب – الخليفة الشرعى – و أنصاره، و لما اشتد الصراع و طال و خوفا من الوصول لمرحلة التدمير الكامل، تم اقتراح أن يقبل الخصمان بالتحكيم بينهما يقوم به منوب عن كل منهما. اختار علىٌ أبا موسى الأشعرى و هو رجل اشتهر بالورع و التقى لينوب عنه، و اختار معاوية عمرو بن العاص الداهية، فكان كل واشيا بأخلاق صاحب الاختيار، و كانت النتيجة بذلك معروفة قبل أن تبدأ المفاوضات.
 
احتال الداهية على الورع، فدفعه للموافقة على أن يخلعا المتنافسين معا من الخلافة، و دفعه لقبول أن يبدأ بالكلام أيضا، فخرج أبو موسى للناس يعلن أنه خلع عليا من الخلافة و لم يلتزم الداهية بوعده و خرج ليثبت معاوية فى الخلافة، فتشتت الكثيرون من حول على لإعلانه أنه سيقبل بالتحكيم سابقا فزادوه ضعفا عما وصل إليه بانشقاق الخوارج عنه لقبوله التحكيم من الأصل، و انتهى الأمر برمته لخسارة على الخلافة و حياته و فوز معاوية بهما و انشقاق ما زال إلى اليوم بين "الأمة الإسلامية" بطوائفها المختلفة.
 
القصة تتكرر ثانية بإعلان الدوتشى مورسيلينى أنه سيعين نائبا مسيحيا له، و الكل يعلم أنها مسرحية لشق صف معارضى الإخوان بمداهنة المسيحيين و ترك الليبراليين و العلمانيين و كل الاتجاهات السياسية جانبا، ثم بشق صف المسيحيين أنفسهم بالاختلاف على اسم مرشح منهم، و بعد كل ذلك سيكون النائب بلا صلاحيات محددة و لا يستطيع من أمره شيئا – بل و سيصل الأمر إلى استعماله "كمحلل" لكل الفظائع و الظلم الذى سيصيب الناس و الذى سيحلل بمنطق أن منكم من هو فى الحكم و لو ان الأمر فيه ظلم لما سكت عليه.
 
الكل يعلم بلا رياء أن المأثور الإسلامى الذى تستمد منه الجماعات الإظلامية كلها شريعتها – سواء كانوا من الإخوان أو التلفيين أو الجماعات – يقضى بأن لا ولاية لغير مسلم و أن لا ولاية لإمرأة، و الكل يعلم أن الدوتشى لا يملك مخالفة هذه الشرائع، بل أن ديدنه هو تطبيق هذه الشريعة بزعم أنها شريعة الله. فلن ينخدع أحد بدعاية الإخوان أنهم يبحثون على التوافق و التآلف و المصالحة الوطنية، فهم لا يهمه إلا المغالبة و فرض شريعتهم الخاصة على كل أرض هم فيها.
الأمر الآخر الذى يستحق الذكر هو رفض "الجناح الآخر" من أعضاء حزب النور لهذه المبادرة، و اعتراضهم القاطع على تعيين نائب مسيحى و ذلك لأن شريعتهم ضد ذلك. و لأن كما ذكرت سابقا فشريعة الإخوان و التلفيين واحدة، فيجب التوضيح هنا أن الإخوان يداهنون فقط و يراءون أما التلفيون فعداوتهم مباشرة و صريحة و كراهيتهم معلنة بينما يتقن الإخوان إخفاءها فى الصدور و رسم البسمات المزيفة على الوجوه. على أية حال فهذا الرفض سيعطى الإخوان الحجة للضغط على حزب النور لتحقيق مكاسب أخرى، كتخفيض نسبة الوزراء التلفيين إلى الإخوان فى "الوزارة" الجديدة – التى يرغب التلفيون فى إلغائها و استبدالها "بأهل الحل و العقد" بالمناسبة – مقابل أن لا يكون نائب قبطى لرئيس "الجمهورية" – و هو ما لا استبعد أن يخرج علينا المنادى ذات صباح بتغييرها إلى "الولاية الإسلامية" و رئيسها الوالى.
 
و هذا سهل، فالخلافات على اختيار الاسم قادرة على تدمير الفكرة، و لو حتى تم اختيار اسم معين فمن يقبل أن يكون أرجوزا بلا صلاحيات فى نظام فاشى بامتياز؟ و بذلك يخنق الأمر نفسه و يكسب معاوية على طول الخط.
 
أرجو من المسيحيين أن لا يدفعوا بمن يقال أنه يمثلهم للمشاركة فى هذا النظام الفاشى الفاشل مسبقا، و لو خرج منهم كويسلنج جديد فعليهم أن يدينوه، و أن يكون واضحا بجلاء أنه يمثل نفسه و فكره فقط و ليس الكتلة المسيحية جامعة... فعلى المعارضة أن لا تفرق صفوفها بأى شكل حتى تكون فاعلة فى الصمود امام هذا النظام الفاشى، و الكتلة المسيحية و لا شك تمثل ثقلا لا يستهان به – هذا إن كفوا هم كمسيحيين عن الاستهانة بأنفسهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :