- المثليون في تركيا العثمانية والاردوغانية
- "هيومن رايتس ووتش" لحكومة "السودان": أوقفوا الإعدام رجمًا
- مراقبون بلا حدود : 650 طعنا والأصوات الباطلة 900 الف وتوقع اعلان النتيجة الساعة الثامنة مساء الخميس
- مصدر أمني : موظف الأميرية اعترف بالتزوير لـ " مرسي "
- بالفيديو أبو إسماعيل يحرض على التحرك ضد الجيش ويصفه بالشيطان العدو، ويؤكد: مرسي رئيس جمهوريتنا وانتهى الأمر!!
شيطنة "أقباط المهجر"!
بقلم منير بشاى- لوس أنجلوس
شيطنة أقباط المهجر ظاهرة بدأت منذ ما يقرب من نصف قرن مع وصول أول فوج من الأقباط الى القارة الأمريكية فى ستينات القرن الماضى. وكان المحرض عليهم غالبا هو الإعلام المصرى بايعاز من النظام وبالذات الرئيس الأسبق أنور السادات الذى كان له مساجلات مع الراحل الدكتور شوقى كراس. ونتيجة لذلك رأينا تداول مصطلحات جديدة اضيفت الى مفردات اللغة العربية مثل "الاستقواء بالخارج" و"استعداء الأجنبى" و"التعريض بسمعة مصر".
تطور هذا فى عصرنا الحديث حيث أصبحنا نرى بعض من ينتقد أقباط المهجر هم من بين الأقباط أنفسهم. وأنا هنا لا أدعى أن اقباط المهجر جميعا من الملائكة أو فوق مستوى النقد، فهم لا يختلفون عن أقباط الداخل الذين منهم أبطال عظماء وأيضا منهم خونة ويهوذات أمثال جمال أسعد وبباوى وابن رئيس الطائفة الإنجيلية السابق د. رفيق حبيب. ولكن المشكلة هو فى التعميم وشيطنة فصيل بأكمله وكانهم هبطوا من المريخ وليسوا جزءا من مجموع الأقباط بكل بصماتهم الوراثية وكل حسناتهم وسيئاتهم.
نمر حاليا بتجربة انتخاب أول رئيس مصرى بطريقة ديمقراطية. المؤشرات الأولية تفيد احتمال تفوق مرشح الأخوان. وهذا أصاب بعض الأقباط بالذعر خاصة انه أصطحب بضعف فى الاقبال على الانتخابات من عامة الناخبين. وبدأنا نرى الاتهامات تتطاير فى كل اتجاه الكل يلوم غيره على ما حدث. ومن بين من أصابهم نصيب الأسد من الاتهامات كانو "أقباط المهجر". وبدون تروى ومعرفة الأسباب التى أدت الى هذه الظاهرة رأينا البعض يرددون الكلمات القاسية التى انحدرت أحيانا من البعض الى مستوى الشتائم والسباب.
وحز فى نفسى ان انسانا عزيزا معروفا باتزانه ورزانته وعفة لسانه وهو المهندس نبيل المقدس قد انساق هو أيضا الى نفس تيار التعميم فكتب مقالا موجها الى جميع أقباط المهجر عنوانه "يا أقباط المهجر...خذلتمونا" ولا أريد أن أصف الكلمات التى جاءت بالمقال ولكن أورد هنا مجرد عينة صغيرة منها واترك الحكم عليها للقارىء. يقول المهندس نبيل:
"صممت ان ارسل كلمة الى من يقال عنهم بقيادات أقباط النهجر الذين هم من أهلنا ومن لحمنا ومن نسلنا وفى الجسد الواحد: ان تكفوا عن نشاطكم الزائف وشكرا لكم.مع تمنياتى لكم باقامة جمعيات جديدة لكنها غير قبطية.لأنه من الواضح ومن نتيجة انتخابات الاعادة الرئاسية المخزية لنا والتى تمت طرفكم فى بلاد المهجر تشير الى انكم ما الا نشطاء أقباط الوهم والسراب"
"...اعتقدنا ان نجد رجالا يتولون هذه المهمة لكنهم انصرفوا جميعا فى من ياخذ كراسى الرياسة القبطية واتجهوا الى مصالحهم الشخصية على حسابنا واتخذوا من اخوتهم الأقباط الذين يعيشون فى مصر وقودا لحرقها فى مسيراتهم التى هى بعيدة كل البعد عن مصالحنا".
ثم يورد فقرة يقول فيها " كنت قد كتبت من قبل مقالا بمناسبة انتخابات مجلس الشعب والشورى لسنة 2010 أحث فيها المسيحيين على الذهاب الى صندوق الانتخابات وكان عنوانه: الانتخابات أمر الهى. واذ بى افاجأ بسيل من السباب والشتائم وكلمات السخرية من قيادات العمل القبطى فى المهجر"
وقد رجعت الى المقال المذكور فى الأرشيف فوجدت المقال وعدة تعليقات لى كلها كانت تنصب على الاعتراض على مسألة اقحام الدين فى السياسة بغرض التأثير على الجماهير، وهو تكنيك معروف يشبه ما فعله التيار الاسلامى عندما قالوا ان من ينتخب ب نعم سيذهب الى الجنة ومن يقول لا سيذهب الى النار. ولكن التعليقات على المقال تمت باسلوب مهذب نظيف متحضر ليس فيه أى نوع من الاهانة. واذا كان المهندس نبيل يعتقد غير ذلك فأمامه الفرصة لاثبات دعواه، والمقال موجود ومن السهل عليه ان يأتى بتعليق مسىء فى هذا المقال ان كان موجودا. ولكن اعتقادى انه سيغض الطرف عن هذا التحدى وكأنه لم يراه، والسبب انه لا أساس من الصحة لما يقول.
على العكس تماما فالكلمات القاسية هى التى وردت فى مقال المهندس نبيل وأيضا فى بعض التعليقات التى جاءت تحته والتى شجعهم المقال عليها وهذه بعضها:
""أقباط المهجر وهم وصناعة البابا شنودة والسبب فى أن مصر ضاعت"
"أقباط المهجر غالبيتهم من البوابين والمهمشين"
"يا نعاج المهجر كفاياكم لك وعجن وأنتم أضعف من ذبابة. وجواز السفر الأجنبى الذى تحملونه ليس دليل التحضر ولكنه دليل الفقر المدقع فى مصر مما أدى بهم أو أهاليهم للهجرة من أساسه."
إن كلمة خذلتمونا فى المقال توحى كأن هناك تعهد بعمل شىء من جانب أقباط المهجر ثم خنثوا بالعهد. ولكن الحقيقة أن أقباط المهجر يحسون بالمسئولية من دافع ضميرهم ومن لا يحس بهذه المسئولية فلا يستطيع أحد أن يلزمه أو يلومه. وأنا شخصيا- دون محاولة للتفاخر- أعلم أن هناك اناس يعملون الليل والنهار وينفقون الكثير من أموالهم ويعانوا من كوابيس فى الليل قلقا على أخوتهم وهم لا ينتظرون شكرا، ولكن يجرحهم الاهانة مقابل تضحياتهم.
صحيح ان اشتراك المصريين فى الخارج فى الانتخاب كان ضعيفا والسبب هو الاجراءات التعسفية والتعجيزية للحصول على الرقم القومى. وليس معروفا نسبة اشتراك الأقباط بالمقارنة بالمسلمين وان كان المنطقى انهم أقل بكثير لأن عدد المصريين بالخارج حوالى 10 مليون منهم حوالى 2 مليون قبطى. وغالبية المسلمين فى الخارج يعملون فى البلاد العربية وهذا بسهل لهم عملية استخراج بطاقة الرقم القومى والانتخاب. وبالمثل الملاحظ أيضا ان عدد المشاركين فى الانتخاب من داخل مصر لم يكن أيضا كبيرا. هذه حقيقة تظهرها الأرقام المعلنة. والذى نعرفه ان من انتخب حوالى نصف المسجلين وتقريبا ربع عدد كل المصريين. ولا يعرف أحد نسبة الاقباط الذين انتخبوا بالمقارنة بعددهم. ومع ذلك يأتى علينا من يقول أن 95% من أقباط الداخل اشتركوا فى الانتخابات! (ازاى عرف العدد والنسبة؟ معرفش) وهو رقم يسعدنى لو كان صحيحا ولكن أعلم انه محض تخمينات، الا طبعا اذا كان هناك من أرسل مندوبين فى كل اللجان تسأل الناخب عن ديانته وتحصى العدد.
ختاما، الى من يكرهون أقباط المهجر، أنا أشفق عليكم، فالكراهية تؤذى صاحبها. لا أطالبكم بحب أقباط المهجر ان كنتم لا تستطيعون. ولكن أدعوكم أن تتركوهم وشانهم كأنهم غير موجودين. ربما لا تحتاجون الى خدماتهم ولكن هناك من يحتاج اليهم من أقباط الداخل المطحونين الذين لا يرى أحد دموعهم ولا يسمع صراخهم. ولكن الله يرى ويسمع وهو الذى يعرف من يعمل باخلاص ومن يسعى للحصول على المجد الباطل. ومن الله وحده يأتى الجزاء والعقاب.
سامحكم الله.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :