الأقباط متحدون | الإرهاب الأصولى حالة ذهنية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٢ | السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢ | ٩ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإرهاب الأصولى حالة ذهنية

مراد وهبة المصرى اليوم | السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢ - ٢٩: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

قرأت ثلاثة أخبار تبدو متناثرة، لكنها ليست كذلك، لأنها تكشف عن وحدة فى حاجة إلى تحليل.

والسؤال إذن:

ما هذه الأخبار الثلاثة؟.. وما الوحدة التى تضمها؟

الخبر الأول بجريدة «الحياة» بتاريخ 18/1/2012 مفاده أن رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر دعا فى مؤتمر انعقد فى بيروت تحت عنوان «المسلمون والمسيحيون فى مناخ التحولات الكبرى» إلى ضرورة إجراء حوار مع الأصوليات القائمة.

والخبر الثانى بجريدة «الحياة»، أيضاً، بتاريخ 2/6/2012 مفاده أن البنتاجون قدم منحة بمبلغ 4.5 مليون دولار لمجموعة من علماء النفس لإجراء دراسة على مدى خمس سنوات موضوعها «كيف يمكن إقناع الإرهابى بالتخلى عن راديكاليته، بل كيف يمكن إقناعه أصلاً بعدم الانضمام إلى جماعة المتطرفين».

أما الخبر الثالث والأخير فمنشور بجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 11/6/2012 مفاده أنه قد حدثت، فى بورما اشتباكات عنيفة بين بوذيين ومسلمين أسفرت عن سبعة قتلى.. هذا بالإضافة إلى توتر قد حدث فى السنوات الخمس عشرة الأخيرة بين الأقلية المسلمة والأكثرية البوذية، الأمر الذى أدى بعد ذلك إلى سلسلة من الاضطرابات المعادية.

والسؤال بعد ذلك:

ما الوحدة التى تضم هذه الأخبار الثلاثة؟ متجسدة فى أن الإرهاب من صنع التطرف أو الراديكالية.

والسؤال إذن:

ما معنى الراديكالية؟

تعنى التغيير السريع والجذرى، وبهذا المعنى الراديكالية تكون ضد الإصلاحية التى تعنى التغيير البطىء بالتدريج، ومن ثم يكون الإرهابى راديكالى، فهل هو بالفعل كذلك أم هو إنسان آخر غير ذلك؟ الرأى عندى أن الإرهابى ليس فقط راديكاليا، إنما هو الذى يريد فرض معتقده المطلق على الوضع القائم، وبهذا المعنى يمكن أن يقال عن الراديكالى إنه أصولى، والأصولى هو الذى يرفض إعمال العقل للكشف عن المعنى الباطن للنص، والأصولى، من هذه الزاوية، لن يكون محصوراً فى دين معين، بل هو شائع فى كل الأديان.

ومع ذلك فثمة سؤال لابد أن يثار:

لماذا التركيز على الإرهاب الإسلامى دون غيره من إرهاب بوذى أو هندوسى أو مسيحى؟!

أظن أن الجواب مردود إلى أن الإرهاب فى الأديان الأخرى يُواجه بتيار مضاد قد يكون عقلانياً، وقد يكون علمانيا. أما فى الحالة الإسلامية، فالإرهاب لا يواجه بأحد التيارين، ومن هنا يمكن القول بأن الإرهاب الأصولى، أياً كانت سمته الدينية، هو حالة ذهنية.

والسؤال بعد ذلك:

ما الإرهاب الأصولى؟

هو قتل جماهيرى موجه ضد مدنيين، بغض النظر عن هويتهم الجنسية، ومن ثم يمكن القول بأن ذلك الإرهاب نوع من الفوضى، وإذا كانت الفوضى تعنى أن ثمة نتوءاً، وإذا كان ذلك النتوء، مع مضى الزمن، يصبح نسقاً مغلقاً، فإن النتوء عندئذ سيزداد نمواً حتى يصل ذلك النسق إلى أعلى درجة من درجات النتوء، وعندئذ ينتهى.

والسؤال إذن:

كيف ننقذ الحضارة الإنسانية من ذلك النتوء، أى من الإرهاب الأصولى؟

إذا كان هذا الإرهاب متجذراً فى توهم امتلاك الحقيقة المطلقة، فعلينا إزالة هذا الوهم، وذلك بفصل الحقيقة عن المعرفة، لأنك إذا التزمت بمفهوم الحقيقة فإنك تسقط بالضرورة فى هوة الحقيقة المطلقة.

لماذا؟

لأن مفهوم الحقيقة ينطوى على تناقض زائف بين ما نسميه حقيقة نسبية وحقيقة مطلقة، فالحقيقة هى الحقيقة، ولن تكون لا حقيقة، ومن ثم ننزلق مرة أخرى نحو الحقيقة التى لا تقبل النقد، وإذا كنت جريئاً فى نقدها فمصيرك الاضطهاد كحد أدنى أو القتل كحد أقصى، واضطهاد «ابن رشد» دليل على ما نقول. فقد دعا إلى مشروعية تعدد التأويلات للنص الدينى الواحد، أى تعدد الحقيقة، مع أن الحقيقة ينبغى أن تكون واحدة، فاضطُهد وكُفر.

وتأسيساً على ذلك كله، يمكن القول بأنه إذا كان اقتناص الحقيقة المطلقة وهماً، فينبغى تحويل الحقيقة إلى معرفة، ولا أدل على ذلك من شيوع مصطلح «مجتمع المعرفة» فى نهاية القرن العشرين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :