الأقباط متحدون | كرة القدم ولعبة الحياة وتحقيق الفوز
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٢٤ | الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢ | ٨ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٤ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

كرة القدم ولعبة الحياة وتحقيق الفوز

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢ - ١٠: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم- القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لعبة الحياة وتحقق الاهداف .. فى لعبة الحياة لكل منا دوره كما فى لعبة كرة القدم, اننا نرى  تاريخ البشرية الطويل كملعب كبير وفيه اللعب مستمر لحلقات جديدة كل يوم ، يتناوب فيها اللاعبين وتتشكل نتائجه من المشاركين في اللعب طبقا لادوارهم، وان كان كل واحد سياخذ مكافاته حسب عمله.  كل واحد وواحدة منا له مركزه الخاص الذى أختاره  له المدرب الحكيم وقامت فيه الظروف والبيئة والتربية والمؤهلات الشخصية  بتشكيله للقيام به { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها }(اف  2 :  10). ولا يجب ان نكون متفرجين ولا كلاعبي إحتياط على دكة الحياة . جيد ان نعرف مواهبنا وإمكانياتنا وقدراتنا ونستغلها فى تعاون وانسجام مع غيرنا. وكلما كان لنا الجهد والعرق والكفاح لتحقيق الاهداف المرجوة منا وكلما كنا على إتصال جيد بالمدرب الاعظم والخالق الحكيم كلما أعلن لنا ارادته لنا وحققنا النتائج الجيدة للوصول الى الفوز الأعظم. هكذا شبه القديس بولس الرسول جهادنا الروحي فى الحياة وكانه سباق فى الجري نريد فيها ان نحصل على المراكز الاولى { الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا ياخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى. اذا انا اركض هكذا كانه ليس عن غير يقين هكذا اضارب كاني لا اضرب الهواء. بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا} (1كو24:9-27). ان تحقيقنا لاهدافنا الروحية ووصولنا الى نقاوة القلب والقداسة وملكوت السموات يقتضى تعاوننا معا كاعضاء فى الكنيسة كجسد المسيح السري لنصل الى معرفة ابن الله ونصل الى الكمال المسيحي المطلوب فى محبة وتعاون كفريق عمل يساعد بعضه البعض { الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح. كي لا نكون فيما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال. بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة} (أف 13:4-16).

كأس أمم أوربا وكرة القدم .. امامنا مثالا رائع يتابعه محبي كرة القدم  هذه الايام . انها مباريات كرة القدم فى " كأس أمم اوربا يورو 2012" باشهر لاعبيها ومدربيها وفرقها، حيث تسلط الاضواء الكاشفة على البساط الاخضر فى مستطيل الملاعب. ويتم تدريب اللاعبين على خطة ومتغيرات مجرى اللعب ، وينتظر بصبر بالغ اللاعبين بدء المباراة لتحقيق الفوز، وينتظر المدرب تنفيذ خطته الناجحة لتحقيق الفوز والصعود للادوار التالية للحصول على لقب حامل الكأس، وينتظر اللاعبين والمشجعين والمتفرجين بدء المباريات للتمتع بجمال اللعب وتحقيق فريقهم المفضل للفوز واحراز التقدم، بل ان البلاد تعلق أمالها فى تحقيق فرقها الممثلة لها فوز يحقق لها الشهرة والنصر ورفع الروح المعنوية لشعبها ومشجعيها.

وداخل ارض الملعب تطير الكورة المستديرة بين اقدام اللاعبين وفوق الرؤوس وتنتقل تمسح الارض حينا وتعلو فوق الرؤوس حينا اخر وكلما كان هناك تعاون وفهم وسرعة بديهة بين اللاعبين وكلما قام كل لاعب بواجبه الدفاعي او الهجومي وفن التغلب على الخصم وعندما تجتمع وتتظافر جهود الفريق المكون من احدى عشر لاعبا، ومن خلفهم المدرب والمساعدين والاطباء والبعثة والروح المعنوية تحقق الفوز واحرزت الاهداف.

فى ختام المباراة يصفر الحكم معلنا نهاية المباراة وتسجل النتائج ليصعد الى الدور التالي من حقق أفضل النتائج وتعود الفرق التي لم تؤهل لبلادها لتعمل على التغلب على الاخطاء انتظارا لجولات قادمة أملا فى نتائج أفضل. ويعود الجمهور فرحنا راضيا او متذمرا او منتقدا . انها ليتورجيا من نوع أخر فى الفن والرياضة واللعب والتسلية .

الملعب مفتوح والإتقان مطلوب.. فى  أسرتنا ومجتمعنا وعملنا وكنيستنا وبلادنا . كل يوم جديد هو فرصة جديدة للاداء الجيد والاتقان، لا يهم مركزنا الذى نشغله، ولا ماضينا الذى عبر ، ولا المرحلة العمرية التي نعيشها. لكن يجب ان نكون أمناء فى مركزنا لدورنا، متعاونين مع من حولنا، نتحمل بصبر كل ما يأتي علينا فى رجاء وإيمان بان الله قادر ان يعيننا على اداء دورنا فى ربح وخلاص نفوسنا ومحبة الله والغير وعمل الخير.

يجب ان نحافظ على مركزنا الذى نحن فيه  ولا نكون متفرجين سلبيين فى لعبة الحياة بل علينا بالمبادرة والايجابية وعدم التقهقر او التراجع، بل نتقدم الى الامام  دون انانية بغيضة تفسد الحياة وتهزم روح الفريق بل ورغم اللكمات والاعاقات والجروح نكون مستعدين  للسعى نحو الاهداف الحقيقية للنجاح والتفوق والعمل الصالح لنربح أنفسنا ونكون نورا للعالم وملحا فى الارض  ومواطنين صالحين فى المجتمع وصولا الى الملكوت السماوي. يجب ان لا نكتفى بما نحن فيه بل يجب ان نمتد الى الامام  { ليس اني قد نلت او صرت كاملا ولكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع. ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت ولكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء و امتد الى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا وان افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا} (فى 12:3-15).

انتهت المباراة اليوم واتينا الى المساء وانفتح المشد على مباراة أخرى. أنها النظر الى فوق نحو السماء، لنستمد العون من الله السماء، ونتدارس الاخطاء فى اللعب فى مباراة اليوم الماضي لنتلافها فى مباراة الغد . حتى نكون منتخبين لبطولة كأس السماء، وعندما يصفر الحكم بانتهاء الحياة فى ختام العمر الذى لا ندرى متى سيكون نسمع الصوت القائل { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك }(مت  25 :  21).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :