الأقباط متحدون | زيارة أورشليم و السياسة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٢ | ٢٧ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

زيارة أورشليم و السياسة

Oliver كتبها | الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

في مقالي السابق كتبت عن زيارة أورشليم بين المتجادلين .كان المقال عن الجانب الروحي و التاريخي لقرار منع زيارة أورشليم  و اليوم أتناولها من الجانب السياسي .
حقاً أنا مستعد اليوم لتلقي كافة أنواع اللعنات و الإتهامات.فقط إستمر في القراءة ثم قل ما شئت
 
حين نتكلم عن زيارة أورشليم من منطلق علاقتها بالسياسة نجد لزاماً علينا أن نخوض في علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم .
بداية نعرف أنه لخصوصية طريقة الحكم في مصر نجد أن النظام الحاكم في مصر هو غير مصر الدولة.النظام الحاكم هو مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يمكنهم إتخاذ القرار و تغيير مسار الأحداث. أما الدولة فهي جهات رسمية و مؤسسات و جماعات مختلفة التوجهات.و هي عادة تأخذ الشكل البيروقراطي في التعامل.و دائماً ما تميل حسب أهواء شلة  النظام المسيطرة.
و حين نتكلم عن علاقة الكنيسة بالدولة يجب أن نفرق بين علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم و علاقة الكنيسة بالدولة في شكلها الرسمي الروتيني.
علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم ( المجموعة المسيطرة علي القرار) حين  تري السلطات تختزل في أشخاص يمكنك أن تجد دولة تدار بالتليفون.
 
مقدمة لابد منها:
في النظم الديمقراطية تجد أن النظام الحاكم هو مؤسسة ضمن مؤسسات الدولة يتفاعل معها و يتأثر بها و يؤثر فيها.أما في الأنظمة القمعية فالنظام شيء و الدولة شيئاً آخر مختلفاً وبعيداً عنه.هكذا الحال في مصر.قلة من المتسلطين أصحاب السلطة و هم شلة النظام الحاكم ( مبارك و أعوانه) .ثم نجد الدولة الرسمية .مؤسسات وهمية الشكل و التنظيم لا تملك من أمر نفسها شيئاً .لا تجيد سوي التطبيل لكل تصريح يصدر من الشلة الحاكمة.و كل قراراتها روتينية يمكن إلغاءها بجرة قلم من مبارك و أعوانه حتي و لو كان حكماً قضائياً نهائياً. و كما نفهم (عبارة) مبارك التي كان يتعامل بها مع كل المؤسسات حين قال ( خليهم يتسلوا) فكان كل عمل المؤسسات تسلية و شغل فراغ.
 
الآن نستطيع أن نطرح شكل علاقة الكنيسة بالعنصرين ( النظام الحاكم ثم الدولة الرسمية الشكلية)
كانت علاقة الكنيسة بالنظام الحاكم علاقة مريضة.دخلها سوس من خيانة البعض للكنيسة.و عمله كعين من عيون الدولة ينقل الأخبار و الأفكار و المناقشات بما فيها مناقشات المجمع المقدس.فصارت الكنيسة مكشوفة عن آخرها للدولة تعرف عنها و منها و بها كل صغيرة و كبيرة.مما إضطر قيادة البابا للكنيسة أن تكون شبه خانعة للنظام بسبب هذه الخيانات المتوالية. 
 
كانت علاقة الكنيسة و النظام علاقة واهية علي الرغم مما يبدو للعيان.فالكنيسة صارت بين فكي الخضوع التام أو الإعتراض غير المحسوب العواقب.و قد إختارت البديل الأول. فصارت الكنيسة بوقاً للنظام.إنشغلت بمباركة الخطوات و مباركة الرحلات الرئاسية و تأييد التصريحات الرسمية .فكان هذا هو الدور المطلوب منها .و سنفسر خبث هذا الضغط الذي دفع القيادة الكنسية أن تكون تحت إمرة النظام يستعملها كأحد الأوراق التي تضمن له من المصالح الكثير و الكثير.كانت البرقيات بالتهنئة  أو بالتعزية هي غاية المراد من رب العباد بل أهم من أي حدث عند قادة الكنيسة.حتي أننا رأينا الأنبا يوأنس في أكثر المشاهد مرارة في جناز شهداء مذبحة الإسكندرية يقف في مقدمة كلمته ليشكر الرئيس الذي أرسل برقية تعزية؟؟ حتي هتف  الحاضرون المتألمون ضده و لم يستكمل كلمته. هكذا تصور البعض أن تكرار إسم الرئيس في خطبهم أهم من تكرار إسم المسيح .
أما علاقة الكنيسة بالدولة الرسمية فكان أكثر مرونة و قوة .علي الرغم من خضوعه أيضاً.لكنها كانت تتجرأ أحياناً علي الإعتراض الذي يقف فقط علي الإعتراض الإعلامي و الصحفي.فكانت الكنيسة تعترض علي برنامج إعلامي أو مقالة أو صحفي أو حتي حكم قضائي  و لعل حكم المحكمة الدستورية كان أحد النماذج علي إعتراض الكنيسة و علاقتها بالدولة الرسمية.كانت تعترض إعتراضاً مستأنساً لم يعد من طبيعتها بعد ترويضها من النظام.كانت إعتراضاتها مصحوبة بإلتماس من الرئيس .و كأننا لا يمكننا الإعتراض دون رضاه؟ و كم كان هذا الرئيس ضعيفاً لو وجد معترضين أقوياء.
 
السياسة الخبيثة مع قيادة الكنيسة 
لكي نتأكد من صدق هذا التحليل علينا أن نتتبع مسار الأحداث و نسترجع بعضاً منه سريعاً.فالرئيس مبارك طوق كل المؤسسات الرسمية.مجلس شعب و شوري و نقابات و جامعات وحتي الأندية الجماهيرية.صارت كل هذه مجرد أبواق تبارك و تبايع و تؤيد.فإذا أبدي الرئيس إحتجاجاً ضد أي دولة تخرج هذه الأبواق لكي تشجب و تحتج و تتشنج .كل المؤسسات تم ترويضها و حتي القضائية تم التلاعب بها و طيها تحت سلطة الشلة الحاكمة. أما المنظمات و المؤسسات المدنية فقد وضعت تحت رقابة مخابراتية حتي إنسحب العاملون منها خوفاً علي أنفسهم .بينما إرتضي الباقون أن تكون تقارير مؤسساتهم المدنية نسخة من التقارير الحكومية تبارك و تشهد بالزور للنظام و إنجازاته في الحياة المدنية.كما إعتاد المجلس القومي لحقوق الإنسان أن يسجل في تقاريره.
بقيت الكنيسة المنبر الوحيد الذي يُخشي منه.ليس لأنها تؤثر في ربع سكان مصر غير المهاجرين بل لأنها قد تكون المنفذ الوحيد للشعب المصري للوصول إلي الرأي العام العالمي بعيداً عن قبضة مبارك.
و أيضاً كان النظام يخشي أن تصبح الكنيسة بديلاً للمؤسسات المدنية في الدفاع عن حقوق الإنسان و هو المعيار الأهم الذي يثير الرأي العام العالمي . فماذا فعل النظام بكل خبث؟؟؟؟
 
الكنيسة فريسة الخبث السياسي
دخلت الكنيسة فخ خبث السياسة تحت زعم الوطنية و تقرباً للنظام عساها أن تكسب رضاه أو تكسب من رضاه. كانت صور لقاء الرئيس مبارك أو إتصالاته التليفونية و برقياته هي أهم أخبار الكنيسة.و كان هذا إستدراجاً منظماً مقصوداً.فرح به الأساقفة الذين لم يقابلهم في حياتهم شخصاً سياسياً و لم يروه سوي في الصور و الصحف.فكانوا سذج سياسياً و فريسة سهلة للصيد الإعلامي.و إنبهروا بأضواء القنوات التليفزيونية و صار إستقبال كبار الشخصيات أكثر حدوثاً من إستقبال شعب الكنيسة  . لقد تم دفع القنوات و الصحفيين لتطويق الكنيسة إعلامياً و إخراجها عن لغتها الروحية. صارت الكنيسة قبلة الإعلاميين لتسمع رأيها في كل الأحداث. بينما كان رأيها في كل الأحداث هو رأياً مروضاً يحابي المسئولين .و يتمسح في رضاهم.لم يكن لرأيها أهمية بل كان ترويضها هو الأهم لدي النظام.
من جهة أخري نعرف أن قداسة البابا شنودة المتنيح كان من الرافضين إتفاقية كامب ديفيد إحتجاجاً علي معاملة السادات للبابا في أواخر عهد السادات و نكاية فيه لأنه خطط لإصدار (قانون الردة).
والذي يعرف قداسة البابا جيداً يعرف عنه أنه لا يتراجع عن رأيه. و له مطلق الحق فهو رأياً شخصياً يخصه.لكن المشكلة أن الرفض للإتفاقية تطور.بل أن النظام في مصر ورط الكنيسة في قرار التطبيع بحجة أن الشعب لا يريد التطبيع و ها الكنيسة نموذجاً برفضها منع الزيارة .و صارت الكنيسة تتحمل وزر منع التطبيع بدلاً من النظام ؟؟؟؟ بدأت التصريحات  منذ أن ظهرت بشاير برفض كامب ديفيد تتستر بالوطنية و حب فلسطين حتي أن الكنيسة وضعت شرطاً مستحيلاً لقبول الإتفاقية و هو أن تعود فلسطين لأهلها.و ندخل القدس تحت حكم الفلسطينيين.كانت هذه العبارات من صنع عبد الناصر و تستخدم لتهييج النعرة الوطنية و إلهاب الحماس لكن الكنيسة إستخدمتها دون هدف فتورطت بها. لأن الحقيقة أن الشرط المستحيل تحقق. و فلسطين صارت لها دولة ( بل دولتان) و لم تعد هناك حجة للإمتناع عن زيارة أورشليم.
كانت الكاتدرائية قبلة لياسر عرفات في كل زيارة لمصر ( أسبوعياً) و كانت التصريحات المؤيدة لفلسطين تنهمر بعد كل زيارة.كان الغرض من الزيارة الأسبوعية هو تقييد الكنيسة بتصريحاتها التي تصب في صالح النظام المصري الذي يساوم علي تصريحات الكنيسة مع إسرائيل.
صارت الكنيسة تتكلم بلغة النظام.فتسمي أورشليم بالقدس . و تمتنع عن زيارتها. و تسمي مطران أورشليم بمطران القدس .لئلا يحتسب إسمه إعترافاً بإسرائيل ؟
 
تطورات التسعينات:
ثم حدث بعد إتفاقية أوسلو أن إعترفت فلسطين بإسرائيل .بينما كانت الكنيسة تقف عند سياسة الثمانينات التي تنكر وجود إسرائيل. المشكلة أن الكنيسة إتبعت المواقف الثابتة بينما السياسة هي فن تغيير المواقف لتحقيق المصالح.و لأنها لا تملك الخبرة السياسية فقد أصرت علي ثوابتها السياسية و لأن العالم كله يتغير لذا ظهرت الكنيسة  متخلفة عن الركب.و تركها الجميع بمن فيهم الذين وقفت بجوارهم ( الفلسطينيين) و حرمت شعبها من زيارة أورشليم بسببهم. لقد إنتهجت الكنيسة السياسة بمنطق روحاني و هو الثبات .بينما أن السياسة في جوهرها هو مهارة التعامل مع المتغيرات.فلا طالت الكنيسة روحانياتها التي كانت قبل الإنخراط في السياسة و لا هي نجحت في السياسة التي دخلتها بفعل فاعل. 
إصطاد الإعلام هذا الموقف و ضخمه.
لقد تم إستدراج البابا شنودة في أحاديث صحفية كثيرة.لم يكن الهدف منها سوي أن يعلن رأيه في القضية الفلسطينية و أحداثها المثيرة دائماً .و هذا كله يجبر البابا علي إنتهاج موقف لا فكاك منه .و هو تأييد الفلسطينيين.الذين هم في الحقيقة لا يريدون دولة و لا يحزنون.فهم سعداء بدون دولة .أغنياء بدون دولة.و هم فرقاء و خصوم إذا صارت لهم دولة لأن كل جماعة فيهم مرآة لقوي سياسية تغتني من بقاء فلسطين تحت بند المشاكل المستعصية.
و بعد إعلان دولة فلسطين إخترعت الكنيسة بنداً جديداً لإستمرار حرمان الأقباط من زيارة أورشليم و هو أننا لن ندخل (القدس)سوي و يدنا في يد إخوتنا المسلمين. كان الإعلام حريصاً علي تكرار هذه العبارات و الإشادة بها لكي تكون قيوداً علي قادة الكنيسة لا يتراجعون عنها.هذه هي التصريحات التي جعلها الإعلام تابوهات مقيدة للحريات.علي أنه في أواخر أيامنا حدث ما هو غير متوقع مطلقاً. و زار شيخ أخوتنا المسلمين القدس و يده ليست في يدنا.و سقطت أحد التابوهات بيد مفتي الديار المصرية.فماذا ستفعل الكنيسة الآن.هل تصر علي أن لا تدخل أورشليم سوي و يدنا في يد أي أحد آخر ؟
النتيجة النهائية: صارت الكنيسة ضد إسرائيل . و مع الفلسطينيين . و ما كنا نريد أن نكون مع و لا ضد أحد.لكن الكنيسة بقرارها خسرت تواجدها علي الساحة الدولية بخصومتها دون داع لإسرائيل.و بالتالي صارت ضد الرأي العام العالمي المؤيد لإسرائيل و هذا ما كان النظام المصري يريده.أن يعزل الكنيسة عن الساحة الدولية .فينفرد بإفتراس أقباط مصر.دون أن يخشي رد فعل عالمي. و من هنا نستوعب كيف أن العالم لم يتعاطف مع الأقباط سنوات طوال رغم ما يتعرضون له من مآسي.و لهذا نجد اليوم أن المجهود شاق و العمل المطلوب متراكم.لكي تستعيد الكنيسة تواجدها الحقيقي علي المستوي الدولي.ليس سياسياً فقط بل مسكونياً أيضاً.فتقدموا علي هذا الرسم و بادروا بالتعاون معاً علي تحقيق عودة الكنيسة إلي ريادتها الروحية و دورها كضمير للشعب و ليس كمتحدث بإسم النظام.
 
لعبة القدس 
هل المصلحة أن تصير أورشليم تحت حكم الفلسطينيين لكي نزورها؟ تعالوا لنري الإجابة .
السياسة و أورشليم
 
تعاظمت وتضاءلت المكانة الدينية للقدس (أورشليم) لدى المسلمين تاريخيا وفقا للظروف السياسية. فالمسلمون كانوا يهتمون ويركزون على المدينة عندما كانت تخدم حاجاتهم وكانوا يهملونها ويتجاهلونها عندما كانت لا تخدم هذه الحاجات،حدث هذا عبر 14 قرناً .
 
ظل هذا التناقض أ و التعارض واضحا على وجه الخصوص خلال القرن الماضي. كان إستدعاء الغضب لأجل أورشليم حسب الطلب. في الفترة من 1917 إلى 1948 وقت الإنتداب البريطاني كان هذا الإستدعاء حاضراً فثارت النعرة الوطنية بإستغلال العنصر الديني بينما غابت مشاعر الغضب من أجل القدس (أورشليم) خلال 400 عاما من الاحتلال العثماني.فالقدس لم تخطر علي بال أحد  من سكانها الفلسطينيين طوال أربعة قرون. هذه التي نطالب أن ندخلها تحت حكم الفلسطينيين؟
 حتي الفترة من 1948 إلي 1967 وقت الإنتداب الأردني لحكم مدينة الأسوار نجد أن العرب تجاهلوها وأهملوها بصورة كبيرة ،. على سبيل المثل، لم تكن الإذاعة الأردنية تنقل صلاة الجمعة من المسجد الأقصى وإنما من مسجد صغير في عمان.
القدس هذه الأكذوبة التي يرددها العرب و أنها لب المشكلة .المفاجأة أنه لم يأت ذكر مدينة القدس (أورشليم) في وثيقة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، الميثاق الوطني الفلسطيني الذي صدر عام  1948 . لا أدري كيف إنطلت الحيلة علي الكنيسة فإنخدعت بتجارة الفلسطينيين بالقدس و إنجرفت تؤيدهم .فالقدس مباعة بيد الفلسطينيين أراضي و مقدسات  
قطعة قطعة باعوها و إغتنوا .و اليوم يكلفون العالم لكي يستردونها ؟؟؟ أي كذب هذا؟ 
لم ينشط اهتمام المسلمين بالمدينة إلا مع الغزو الإسرائيلي للقدس (أورشليم) عام 1967، عندئذ أصبحت القدس (أورشليم) المسألة الأساسية في السياسة العربية، تعمل على توحيد الأطراف المتصارعة والمتشاكسة. في عام 1968، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتعديل ميثاقها بحيث ينص على أن القدس (أورشليم) هي "مقر منظمة التحرير الفلطينية." وأعلن ملك السعودية أن المدينة من الناحية الدينية هي "مثل أو لها نفس مكانة" مكة.).
و نحن لا زلنا نصر علي عدم زيارة أورشليم ....
الأكذوبة الكبري العم سالم و ليس العم سام
مع عام 1990 وصل الاهتمام والتركيز الإسلامي إلى درجة لاعقلانية جعلت العرب الفلسطينيين يبدلون الاحتفاء بالقدس (أورشليم) وتمجيدها إلى إنكار الأهمية الدينية و التاريخية للقدس (أورشليم) عند اليهود. قامت المؤسسات العربية الفلسطينية بتمويل سعودي  بإستخدام العلماء -الوهميين حيث لا علماء عند العرب - ورجال الدين والسياسين  بالترويج لهذا الإدعاء الكاذب الناكر لأهمية أورشليم و قاموا بإصدار الكثير من التلفيقات والاختلاقات، والتزييف، والخيال، بمحو كل الصلات والروابط اليهودية بأرض إسرائيل مستبدلا إياها بصلة فلسطينية-عربية وهمية.
 
الكذبة المضحكة: 
يدعي العرب الفلسطينيون أن الكنعانيين هم الذين بنوا معبد سليمان، وأن العبرانيين القدماء كانوا قبائل بدوية، وأن الكتاب المقدس جاء من الجزيرة العربية، وأن المعبد اليهودي كان في نابلس أو ربما بيت لحم، وأن الوجود اليهودي في فلسطين انتهى عام 70 ميلاديا، وأن يهود اليوم هم من نسل الأتراك الخزر. لقد اختلق ياسر عرفات نفسه ملكا كنعانيا لا وجود له أسماه سالم، وتحدث بأسلوب يحرك ويثير المشاعر عن هذا "الجد" الخيالي للعرب الفلسطينين
 
تلخص بالستينيان ميديا واتش هذه العملية: بتحويل الكنعانيين والإسرائيلين إلى عرب ويهودية إسرائيل القديمة إلى الإسلام، تقوم السلطة الفلسطينية "بأخذ التاريخ اليهودي الحقيقي، الموثق بآلاف السنين من الكتابات والأدبيات المتصلة، وحذف كلمة" يهودي" واستبدالها بكلمة عربي 
والدلالة السياسية واضحة: لا حق لليهود في القدس (أورشليم). الأمر تكشفه رايات وشعارات الشارع "القدس عربية." اليهود غير مرغوب بهم 
يذهب البروفيسور إسحاق ريتير من الجامعة العبرية إلى أن هناك ثلاثة أحداث أساسية قد قامت بتحويل الأسطورة المليئة بالأهواء الذاتية إلى ايديولوجية (عقيدة) رسمية
 1-واقعة المخلصين لجبل المعبد في أكتوبر 1990 حيث قامت جماعة يهودية بمحاولة فاشلة لوضع حجر الأساس للمعبد الثالث مما أدى إلى قيام المسلمين بأعمال شغب فقد فيها 17 مشاغب حياتهم. أدى هذا الحادث إلى زيادة مخاوف العرب الفلسطينين من تدمير الأماكن المقدسة الإسلامية، وإلى الحث على العمل من أجل إثبات أن القدس (أورشليم) كانت دائما مدينة مسلمة وعربية فلسطينية. 
2-اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993 حيث وضعت القدس (أورشليم)، ولأول مرة، على مائدة التفاوض. واستجاب العرب الفلسطينين بمحاولة التشكيك في الصلات والروابط اليهودية بالمدينة. 
3-شهدت قمة كامب دافيد في يوليو 2000، ومرة أخرى لأول مرة، الحكومة الإسرائيلية تطالب بالسيادة على أجزاء من جبل المعبد. وكما عبر عنها دينيس روس، وهو دبلوماسي أمريكي حضر القمة، وبقسوة فإن عرفات "لم يقدم على الإطلاق أي فكرة جوهرية، ولا حتى فكرة واحدة" في المحادثات. ولكنه "عرض فكرة جديدة واحدة وهي أن المعبد لم يكن في القدس (أورشليم) وإنما في نابلس." وبهذا أصبح التاريخ الكاذب للقدس هو السياسة الرسمية للسلطة الفلسطينية 
 
إن للإنكار العربي الفلسطيني للصلة اليهودية بالقدس (أورشليم) نتيجتين
 الأولى أنه يوحي بأن الاهتمام العربي الفسلطيني بالقدس (أورشليم) الوقود الذاتي للمشكلة الذي قد يستمر ذاتيا بغض النظر عن السياسات،. يبدو أن القدس (أورشليم) قد تحولت إلى اهتمام ومصلحة للمسلمين لهما صفة الثبات والبقاء،مما يجعل المسلمون يصدقون كذبتهم بأنهم يستحقوا أورشليم.
ثانيا: هذا الإنكار يقلل وبشكل شديد إمكانية الحل الدبلوماسي. إن التاريخ الزائف بوضوح الذي يتبناه العرب و الفلسطينيون إنما يبعد وينفر الطرف الإسرائيلي في المحادثات لأنه يضع الأساس للإدعاء بالحقوق الوحيدة على كامل المدينة. كنتيجة لذلك فإن مفاوضات المستقبل بخصوص القدس (أورشليم) مكتوب عليها أن تكون أكثر إنفعالية، وبعيدة عن الطريق الصحيح، وأكثر صعوبة من المفاوضات السابقة
التكلفة السياسية لمسألة زيارة القدس 
1- مالذي يمكن عمله؟ مسيحيو لبنان خسروا السلطة لأنهم أدمجوا الكثير من المسلمين و بالتالي أصبحوا نسبة صغيرة من سكان البلد ليحكموه. و إذ نتذكر هذا الدرس، نعرف أن الأقليات التي تتنازل دون مقابل هي أقلية مهددة بإنقراض الحقوق يوماً فيوم.
2- السياسة فن التعامل بمهارة مع المتغيرات و إستخلاص المصالح منها قدر الإمكان. أما القرارات الثابتة فلا مكان لها . لا توجد ثوابت في السياسة. فهي فن المتغيرو ليس الثابت. أعني أن صدور قرار منع الزيارة قد يكون صالحاً و ناجحاً لمرحلة ما و لكنه لا يمكن أن يصبح قراراً سياسياً صالحاً و نافعاً في كل الأوقات.فالقرارات السياسية ليست نصوصاً مقدسة. 
التغيير في القرار لا يعني أننا لم نعد نحب مصر. لأنه لا يجب الربط بين مصر و بين سلوك ديني و معتقد و فكر روحي و عاطفة روحية . هنا و أسأل ... أليست إيران ضد السعودية علي طول الخط. لكن الإيرانيون يأتون و يحجون إلي مكة دون أن يحسب ذلك أنهم ضد مصلحة بلدهم. هل لو حدثت أزمة بين مصر و السعودية سيتوقف المصريون عن الحج؟ فإذا كانت الإجابة لا فلماذا يرفض أحد أن نزور نحن مقدساتنا.
3- رفض الزيارة يخدم مشروع حماس.و يضر بصالح فلسطين .يؤيد ضمناً موقف حماس ضد فتح.و يشجع الإنفصاليين عن بقية فلسطين.حماس تنفذ أجندة الإخوان لأنها فرع للإخوان بإعتراف قائدها عباس هنية و خالد مشعل.
و الإخوان يريدون التضييق علي الأقباط في كل المجالات بما فيها زيارة أورشليم . لأنهم ضد ما يشبع الأقباط وجدانياً و يوطد عاطفتهم الروحية و يثبت عقيدتهم الدينية.
4- إستمرار القرار و هو قرار و ليس حكماً عقيدياً.لن يجلب سوي تمرد و إنشقاق في الكنيسة. و ترك الأمر للأساقفة قد يحدث بلبلة. فهذا الأسقف يوافق علي الزيارة و الآخر لا يوافق. و يبقي الشعب متحيراً . يذكرني هذا الموقف بما كانت عليه الكنيسة ذات يوم لما كان بعض الأساقفة يبيحون أكل السمك في الأربع و الجمعة و البعض الآخر لا يسمحون . و كانت بلبلة حسمها فيما بعد المجمع المقدس بتوحيد الرأي بعدم أكل السمك في الأصوام السيدية و منها الأربع و الجمعة.
5- إباحة الزيارة يمكنها أن تكون ورقة للتفاوض بشأن دير السلطان .و الكف عن التصريحات بشأن أية مواقف تحدث في إسرائيل أو فلسطين أمر ضروري. لا يجب أن نغذي الكراهية تقليداً للمسلمين لأنهم في كراهيتهم لليهود يتبعون دينهم . أما إنجيلنا فلا يوجد فيه يهودي أو أممي. نحن لسنا ضد أحد بحكم الإنجيل. فلماذا نصنع عداوات سياسية دون مصلحة.
6- كل قادة الإخوان يقابلون الإسرائيلين. و المشايخ مثل القرضاوي و مفتي الديار قابلوا الإسرائيلين. و عندهم مبررات لما فعلوا. و نحن أيضاً عندنا دوافع لزيارة الأراضي المقدسة و هي مبرر كاف لنا.نحن لا نزور إسرائيل الحكومة و النظام  بل نزور الأماكن التي تقدست  بالمسيح.
6- الحمساويين يهجرون المسيحين من فلسطين  لذا يدعو سليم الزعنون  رئيس المجلس الوطني الفلسطيني للتوقف عن التهجير .فإن توقفنا عن زيارة أورشليم سيأتي زمن تنقلع المسيحية من أرض المسيحية. و لا يبق في أورشليم سوي يهوداً و مسلمون.و يبق فقط بعض رجال الدين للتحسر علي مدينة كان يملأها المؤمنين ثم صارت كعذراء مهجورة.
7- منظمة فتح تشجع الأقباط علي زيارة أورشليم. و منظمة حماس الإرهابية تشجع الأقباط علي عدم الزيارة .لأنها تمارس تعصباً مقيتاً ضد المسيحيين .و قامت بتفريغ غزة من المسيحيين.فهل نحن مع منظمة حماس الإرهابية الإخوانية أم ضدها؟ 
كلام كثير يمكن أن يقال هنا و يفضح أعمال الإخوان في غزة و خيانتهم لمصر كلها .لعلنا نكتب في هذا أيضاً.
الوقوع في يد الله 
الناس لا يرحمون أما أنت فترحم.إذا تاب الخطاة لا يصدقونهم بل يظلوا يعايرونهم بخطاياهم أما أنت فتأتي للخطاة و تتوبهم .ما أقسي أن نصبح أسري في يد الناس أي أناس.ما أصعب أن تتركنا في يد إنسان. بل نقع في يدك و لا نقع في يد إنسان.
إليك يا من لا تدين روحك الإنسان فيما بعد.تتباطئ عن هلاكه .تأتي حتي للهالكين و تخلصهم.أما الناس فتهلك بعضها بعضاً.تدين و تحكم و هي لا تملك.فكيف لو ملكت و تسلطت.
 
إليك أرتجي.فإلي مخارج النفس ضاقت نفسي.و إلي بداية الأبدية تشتاق.تعال سريعاً لإانت مشتهي النفس.
تتستر الناس في التظاهر بالبر و الدعوة للحق.بينما أنت الحق الذي لم يكلفهم بشيء.يقضون علينا كأنما هم قد كلفوا بذلك.و أنت أنت الذي قال لنا أنتم أنتم أحبائي.
 
تقييم الموضوع :