الأقباط متحدون | ليست آخر السطور
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٠ | الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢ | ٢٦ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٨٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليست آخر السطور

الأحد ٣ يونيو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم- مينا ملاك عازر

عزيزي القارئ، حكمت المحكمة بالمؤبد على "مبارك" و"حبيب العادلي"، وبالبراءة على الآخرين "جمال" و"علاء" و"حسين سالم" ومعاوني "العادلي".. حكمت محكمة الحياة أن يبقى "مبارك" أكثر حاكم جرف المصريين وخرب عقولهم، ولكنه للأسف لا يوجد قانون يحاكمه على هذا، وسيكتفي التاريخ بكتابة ما فعله "مبارك" فيه من إذلال للشعب المصري، وتركه الحكم ليد قلة لا تقدر "مصر"، ولتحكمها بالحديد والنار.
 
سيبقى التاريخ يشهد على ما جرى بين الحاكم والمحكوم، وسيشهد على ما فعله "مبارك" في شعبه وما فعله شعبه به، فـ"مبارك" الذي أهان شعبه وضحك عليه، ضحك عليه شعبه في النهاية وأطاح به في كبرياء شعبي راق، بأدب لا يوصف، بهدوء وصبر لا حد لهما، فيما يُعد جرس إنذار لأي ديكتاتور قادم بأن شعب "مصر" شعب قادر على أن يثور.
 
لكنني، أرى أن ما جرى ليس آخر السطور، فلا زال هناك استئناف ونقض، سواء كان هذا الاستئناف على الحكم الخاص بـ"مبارك" و"العادلي" أو الحكم الخاص بالباقين، فكلا الحكمين سيُعاد النظر فيهما، ولذا أنا غير قلق ولا متوتر، فأنا لا تهمني المراحل الأولى بقدر ما يهمني الحكم النهائي، فمن فرح لا يفرح أوي، ومن حزن لا يحزن أوي، فلا دم الشهداء هُدر ولا أثمر، وليس على الشهيد أن يرتاح، ولا عليه أن يقلق، فلازال في الأمور سطور، والرواية لم يُسدل عليها الستار، والأمل باق، والعمل قادم، والحق لن يضيع ما دام وراءه مطالب، واليوم ليس علينا فقط أن نحاكم "مبارك" على ما فعله بشهدائنا، بل علينا أن نحاكمه- وكل من كانوا معه- على قوانين ظالمة صيغت في عهده، وأحوال اقتصادية متردية يعيش فيها الملايين من الشعب المصري، جهل مضجع يعيش فيه الملايين من الشعب المصري، وتفشى بيننا الانقسام والفرقة بسبب أفكار دينية متطرفة قد تؤدي بالوطن إلى الجحيم.
 
علينا أن نوجد ما يجعلنا قادرين على أخذ حق كل المصريين وليس فقط الشهداء، وألا نكون مقصرين في حق أنفسنا، ويومئذ لا نلوم إلا أنفسنا، فقد تأخرنا طويلًا لنع الدرس، والدرس لم ينته، ولكنه بدأ، والمؤشر بات واضحًا، فعلى الكل استيعابه، بدءًا من المشير، ومرورًا بمرشحي الرئاسة، وانتهاءًا بأصغر مواطن في "مصر".
 
فليسجل التاريخ أننا الشعب الذي حاكم رئيسه محاكمة علنية قانونية، لكن عليه أن يسجل أننا الشعب الذي لم يتفق على شعور واحد حيال الحكم، وهو ما أبدع فيه الحكم، إذ صدر بالبراءة للبعض فأغضب البعض، وبالسجن على طرفين فانقسم البعض بين التأييد والغضب.
 
ولكن، السؤال الباقي هنا بلا إجابة - منتظرين الحيثيات ومنتظرين الأيام لتجبه- إن كان "العادلي" و"مبارك" اشتركا في قتل المتظاهرين بحسب منطوق الحكم، فمن هم باقي شركائهما؟ إن المعاونين الستة قد أخذوا براءة، وليست براءة الستة فقط وإنما أيضًا براءة كل أمين شرطة وظابط اُتهم بقتل المتظاهرين، أين الفاعل؟ أفيدونا.. هل هو الطرف الثالث أم ماذا؟ ولماذا لم يقدم للمحاكمة للآن؟ أم أن العدالة لم تستطع أن تر "مبارك" كفاعل حقيقي؟ فنحن متأكدون أن هناك جريمة، لكن لا نعرف بحكم قضائي عادل من هو الفاعل!..
 
على أي حال، مع صدق الأخبار القائلة بأن "مبارك" قد تم نقله للسجن، فهنا أمل بأنه لازال هناك عدل بالبلد.. وعلى أي حال، أعتقد أن هناك إجابات كثيرة لازالت غير معروفة على أسئلة أكثر لم تزل غير مطروحة.
 
المختصر المفيد، لا تتسرعوا في الحكم على حكم ليس نهائيًا، فالقادم أهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :