بقلم: حنا حنا المحامي
فى حديث لحمدين صباحى مع الاعلاميه منى الشاذلى قال سيادته:  "إن مثله الاعلى ثلاثه ......."  ÙˆÙŠÙ‡Ù…نا من هؤلاء الثلاثه "جمال عبد الناصر" لانه كان يحب الفقراء.

ولا يسعنى إلا أن أقول "نعم"  Ø¥Ù† جمال عبد الناصر كان يحب الفقراء جدا حتى أنه جعل الشعب كله من الفقراء.

وبهده المناسبه فإن جمال عبد الناصر كان يحب الحريه جدا ولذلك استأثر بها لنفسه وحاشيته.

والبادى أن حمدين صباحى يشير إلى الاشتراكيه.  ÙˆØ£ÙˆØ¯ أن أقول إن المعيار ليس معيار عبد الناصر أو زيد أو عمرو, اشتراكيه أو رأسماليه.  ÙˆÙ„كن المعيار هو رسم سياسه قويمه للدوله سواء كانت سياسه اقتصاديه أو تشريعيه أو خارجيه أو تعليميه .... إلخ.  Ø£Ùˆ أخـــــــلاقيه "لا مؤاخذه".

نفرض أنك تريد أن تجعل مصر دوله شيوعيه أو اشتراكيه, ما الضير أو الضرر فى أن تجعل السياسه التعليميه مثلا تقتبس من أمريكا أو انجلترا أو فرنسا أو الصين؟  Ø¥Ù† التعليم فى تلك الدول يفجر فى الطالب كل طاقاته وكل مواهبه.  ÙÙ…ثلا يحصل الطالب على وسام أنه موهوب فى مادة كذا أو كذا.  Ø¥Ù„Ù‰ أخر تلك السياسه التعليميه الرائعه التى تجعل الطلبه فى وحدة واحده يتعلمون كيف يحبون زملاءهم فيخرجوا ويتخرجوا أصفياء النفس فى مجتمع متحاب غير متنافروفى منافسه شريفه.

 

فمثلا حين بدأت ممارسة المحاماه فى أمريكا, كنت متخرجا فقط ولم أمارس المهنه إطلاقا فى أمريكا.  ÙˆØ¥Ø°Ø§ بالمحامى الذى استأجرت منه حجره فى مكتبه يرشدنى إلى جميع النماذج المطلوبه فى الهجره. بما فيها الاجراءات.  Ø«Ù… انتقلت إلى ممارسة القضايا فى المحاكم وكان لى زملاء آخرون يجيبون بكل صبررحب على كل استفسار وكل عريضة دعوى أو ما إلى ذلك.

أقول ذلك لأن التعليم أنشأ فى الطلبه الروح الطيبه وتعلموا التعاون والتضافر وبذلك تتقدم المهنه ويتقدم المحامون.  

وذلك عكس ما هو قائم فى مصر فقد لاحظت أن المحامين يتنافسون منافسه أقول إنها غير مهذبه (وهذا تعبير مهذب)  ÙÙ„ا تجد محاميا يرشد محاميا آخر أقل خبره إذ يشعر أنه فى هذه الحاله يكون أولى بتلك الدعوى مثلا.  Ù…ا السبب؟  Ø°Ù„Ùƒ أن الطلبه لم يتعلموا فى الدراسه روح الموده والالفه والتعاون خاصة فى الايام الاخيره إذ تعلم الطالب أن زميله المسيحى كافر ويجب أن ينفر منه.  ÙÙƒØ§Ù†Øª النتيجه إنشاء نشء متنافر يحمل فى نفسه الكراهيه المدمره له ولمجتمعه وذويه.

 

خلاصة القول أن الامر ليس أمر اشتراكيه أو رأسماليه بل إن مصر فى مرحله حرجه جدا يتعين أن تبحث عما ينتشلها من تلك الوهده التى تردت إليها بسبب التعصب والقيم العتيقه الباليه والتى نتشر الكراهيه والتنافر والانقسام.  Ù‡Ø°Ø§ عن التعليم مثلا وهناك عشرات بل مئات من الامثله التى تحتاجها مصر لتنشئ مجتمعا قويا حرا يعرف قيمة الحريه ولا يتطرف فيها على نحو ما حدث فى العباسيه أو

محمد محمود. 

هناك أمثله عديده أخرى يتعين النظر إليها ليس على أنها من مجتمع إسلامى أو مسيحى بل يتعين أن يكون لدينا المثل العليا التى كنا نعيشها قبل الثوره فى أيام ما يسمونه الزمن الجميل.

ومن هذه الامثله الحدمات الحكوميه.  Ø¥Ù† هذه الخدمات التى نخر فيها السوس, سوس الفساد والرشوه وعدم احترام المواطن يحتاج إلى اقتلاع جذرى.  Ø¥Ù† مرتب الموطف يقتضيه من دافع الضرائب.

 

لو ذهبت إلى أى جهه حكوميه فى أى بلد من بلاد الكفار لوجدت الموطفين يتسابقون لاداء الخدمه التى جئت لاجلها.  ÙÙ‚د حدث منذ بضع سنوات قليله أن ذهبت إلى مكتب الجوازات بالاسكندريه لتجديد جواز سفرى.  Ø§Ø³ØªÙ„مت الموظفه الجواز وفتحته وقرأت الاسم وطلبت منى أن أجلس فأطعت وأنا فى دهشه.  Ø¸Ù„لت جالسا ما يقرب من الساعه والموظفه المحترمه تقوم بخدمة باقى الجمهور حتى من كان بعدى فى الدور.  Ø¨Ø¹Ø¯ حوالى الساعه ثرت ضد الموظفه التى لا تعرف معنى المسئوليه بل ولا تعرف معنى الادب.  ÙØ®Ø±Ø¬ الضابط من الداخل وحين عرف سبب ثورتى أصدر أمرا فوريا للموظفه بأنجاز جواز سفرى وفعلا قامت بعملها.  Ù‡Ø°Ø§ الاسلوب يتعين التصدى له وبقوه وحزم.

لا شك أن الدستور سوف ينص على أن "جميع المصريين متساوون أمام القانون لا تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس".  Ø¬Ù…يل  Ø«Ù… قبل ذلك الماده الثانيه من الدستور تقول "دين الدوله الاسلام  ÙˆÙ…بادئ الشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسى للتشريع".  

 

هل تصدى أحد من المرشحين لهذا النص الذى يدعم التفرقه بين المواطنين بل ينص عليها صراحة؟ بالطبع لا.  ÙƒÙŠÙ إذن ستحققون التساوى بين المواطنين وتحققون العداله مع قيام التفرقه بين مواطن وآخر منصوص عليه فى الدستور؟ الحقيقه إن أحدا من المرشحين لن يتصدى لهذا الامرلانه سيعرض نجاحه للخطر.  Ø¥Ø°Ù† المبادئ فى أجازه وهى تتعارض مع مصلحة المرشح فيتعين أن يصرف عنها النظر حتى لو كانت فى صالح الوطن.  Ø£Ù…ام تلك الحقائق هل يمكن العمل على وجود تماسك للوطن ذلك التماسك الذى يحقق قوته ونجاحه؟ بالطبع لا.  Ø§Ù„امر يقتضى مرشحا له ثقله ومبادئه ليعلن عدم جواز النص على تلك الماده العنصريه.

وإذا عدنا إلى مواد التساوى هل يمكن أن تحقق تفعيل هذه الماده؟  ÙŠÙ‚تضى هذا سن قانون التمييز الذى يحق للشاكى بمقتضاه أن يقيم دعوى أمام المحكمه لانه وقع عليه تمييز ما سواء فى التوظف أو الترقيه أو حتى فى تقييمه فى التخرج أو أى أمر مشابه كما يحدث فى كل الدول التى تبحث عن العداله الاجتماعيه.  Ù„ماذا أغفلت يا سيدى عنصر المساواه وهو عنصر جوهرى فى النظام؟

 

إننا نعلم أن النظام السابق قد نشر الفساد بصوره بشعه.  ÙƒÙ…ا أن الصراعات القائمه قضت على ما تبقى للوطن من قوه أو تماسك.  Ù‡Ù„ تعرضت لهذه النقطه التى هى جوهر المسئوليه؟  Ù‡Ù„ تعرضت للاسلحه التى تدخل مصر بصوره بشعه تسعى إلى الخراب والدمار؟

يقول التاريخ إنك شجعت قتل الامريكيين بواسطة سفاحى القاعده.  Ø£Ù†Ø¹Ù… وأكرم.  ØªØ±Ù‰ هل ستقضى على معارضيك أو منتقديك ذبحا وقتلا؟

سيدى لماذا لا تقول معى إن مصر ضاعت والحمد لله؟  

لك الله يامصر ولا شك أنه فى عليائه سوف يطل علينا وينقدنا من هذه الغمه من حيث لاندرى