الأقباط متحدون | بالديمقراطية جاؤوا وبالديمقراطية يذهبون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٣٨ | الاربعاء ١١ ابريل ٢٠١٢ | ٣برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بالديمقراطية جاؤوا وبالديمقراطية يذهبون

بقلم: محمد خالد - الخليج الإماراتية | الاربعاء ١١ ابريل ٢٠١٢ - ٣٣: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

إن أسرع طريقة إلى إيقاف الحرب، هي أن تخسرها .
(جورج أورويل)
النشرة الجوية لانتقاضات الربيع العربي:
- تونس: ذهب الطربوش وذهب النظام .
- مصر: ذهب الطربوش وبقي النظام .
- اليمن: ذهب النظام وبقي الطربوش .
 - سوريا: بقي الطربوش وبقي النظام، وبقيت الانتفاضة .
- ليبيا: ذهب الطربوش وذهب النظام وذهبت الدولة .
فترات انتقالية رجراجة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، فالبلدان الأكثر تماوجاً وتأزيماً هما: مصر وسوريا .
 
 مصر:
لقد صدق التحذير القديم: (ديمقراطية في المعارضة، ديكتاتورية في الحكم) . هذا ما فعله الإسلام السياسي في مصر (الإخوان المسلمون والسلفيون) . لقد وعدوا وأخلفوا، وأقسموا وحنثوا .
أثبت السلفيون أنهم كاريكاتير الإخوان المسلمين، وأثبت الإخوان أنهم كاريكاتير أنفسهم .
إنه الجوع التاريخي للحكم، وها هم وصلوا بعد 80 عاماً من رفع شعارين: الإسلام هو الحل، والإسلام دين ودولة . لقد تم تلخيص الإسلام السياسي بأنه: كرسي ومسبحة، وبدلاً من أن يتعلموا شيئاً من الإسلام “العلماني” في تركيا، والإسلام “الائتلافي” في تونس، فإنهم يسعون إلى تثبيت هيمنتهم في الحكم عبر إجراء صفقتين في الداخل والخارج، الأولى مع العسكر في الداخل، والثانية مع أمريكا في الخارج .
 
لقد ركبوا حصان الديمقراطية باتجاه كرسي الديكتاتورية .
إن طوية نفوسهم تخفي الحقائق الآتية: هم لا يؤمنون بالتعددية ويرفضون المساواة ويحتقرون المرأة ويعدونها نجسة بالمولد حسب الإرث التلمودي اليهودي، ونصب أعينهم إقصاء الآخر وإلغاؤه إن لم يكن معهم . يؤمنون بداخلهم أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ويريدون فرضها على الآخرين .
لا يوافقون على العلاقة الأخوية مع الأديان الأخرى، وينفرون من الفكرة القائلة: “ليست الكنيسة مكاناً لإنتاج الخائف، وليس المسجد مكاناً لإنتاج المخيف”، ويعتقدون أن لله بيتاً واحداً للعبادة هو المسجد، أما بيوت العبادة الأخرى فمزيّفة .
إذا كانت هذه هي البداية فبئس النهاية، بالديمقراطية جاؤوا . . وبالديمقراطية يذهبون .
 
سوريا:
الاستعماري العريق تشرشل قال عن سوريا: “هذا بلد يرفض أن يحكمه أحد من الخارج، ولا يعرف كيف يحكم نفسه من الداخل” .
في سوريا انتفاضة شعبية تتحول إلى حرب أهلية برسم التدويل، فإذا بقي الوضع على حاله فالمعارضة تخسر عسكرياً الآن وربما تربح سياسياً في المستقبل . النظام يربح عسكرياً الآن ولكنه يخسر سياسياً، إذ لا يستطيع أن يحكم من كرسي غارق بالدم .
 
الآن دخل الكبار الدوليون على المشهد لإيجاد حل يحقق مقولة “أن لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم” .
فالكبار همهم إدارة الأزمة لا حلها، هذه هي لعنة التدخل الخارجي 
لقد سقطت جميع ذرائع النظام في تبرير قمعه الوحشي للشعب .
في السابق كانت مصر تستورد الحكام وتلد المحكومين . انتهى ذلك العهد . مصر وسوريا تلدان الحاكم والمحكوم، مطلوب حاكم عادل ينتخبه محكوم حُرّ، هو الذي يرفع الحاكم وهو الذي يسقطه .
خطة المبعوث الدولي كوفي عنان في سوريا هي الحوار الذي يمنع انتصار طرف على آخر .
بعد ذلك ستنطلق في مصر وسوريا معركة فصل الدين عن الدولة، وعدم فصل الدين عن المجتمع . معركة مصر ستكون شرسة أكثر من سوريا، فتيار الإسلام السياسي أكثر تجذراً في مصر، إذ بعد قيام الثورة الفرنسية الكبرى العام 1789 سقطت أسطورة الدولة الدينية في العالم، فالدولة لا دين لها، ولكن لها هوية، هي عربية، فرنسية، صينية وأمريكية . . إلخ .
 
إذاً، هناك معركة طاحنة في مصر بين الديني والعلماني، وفي سوريا تسوية داخلية بقيادة مبعوث دولي من الأمم المتحدة .
فالتسوية الناجحة هي فن تقسيم الكعكة بحيث يشعر كل طرف بأنه نال الجزء الأكبر منها .
من التاريخ العربي في العصر العباسي هذه الحادثة التي تحكي عن الحكم الذي لا يرحم أحداً .
عندما حاصرت قوات المأمون أخاه الأمين، سأل الأخير معاونه: هل تعتقد أن أخي قاتلي؟
أجاب المعاون: لا أعتقد ذلك لأن الرحم يمنعه، فقال الأمين: الحكم عاقر لا رحم له .
وعندما أطبقوا الخناق عليه صاح: أنا ابن هارون الرشيد، أنا أخو المأمون، أنا ابن عم رسول الله .
قطعوا رأسه وأرسلوه إلى أخيه المأمون في خراسان، قيل إن المأمون بكى عندما رأى رأس أخيه، ولكن التاريخ لم يخبرنا ما إذا كانت تلك دموع الحزن أم دموع الفرح .
إيها “الإخوان المسلمون”، أيهما أقرب إليكم: رأس الأمين، أم دموع المأمون




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :