الكاتب
جديد الموقع
الأكثر قراءة
الخداع الاخوانى: ما لم يقله تقرير جامعة برنستون
بقلم:منير بشاى
بغض النظر عن Øكم الدين والاخلاق والقانون ÙÙ‰ Ùعل الكذب، Ùما لاشك Ùيه ان الكذب ÙƒÙاءة وموهبة لا تتوÙر إلا لقليل من الناس. والكذابون يختلÙون ÙÙ‰ مستوى أدائهم، Ùبعض الكذابين "خيبة" تÙضØهم تعبيرات وجوههم لدى أول Ù…Øاولة للكذب. هذا بينما البعض الآخر ممن هم على مستوى رÙيع من الØرÙية يمكنهم Øبك الكذب بØيث لا يمكن كشÙÙ‡ Øتى من الخبراء.
كنا دائما نعر٠ان جماعة الاخوان المسلمين لهم باع كبير ÙÙ‰ هذا المضمار. وللتدليل على ذلك، انهم استطاعوا ان ÙŠØوذوا بثقة البعض منا بينما هم يكررون Ù†Ùس الكذب مرة بعد الأخرى.
ÙÙ‰ Ù…Øاولة للعودة بالذكرة الى الوراء سنة وبضعة أشهر. نتذكر عندما قامت ثورة الشباب ÙÙ‰ 25 يناير 2012 ان الاخوان أعلنوا رسميا عدم نيتهم الاشتراك Ùيها، ثم عادوا وغيروا رأيهم بعد أيام. وقيل لنا انهم لا يطمعوا من اشتراكهم ÙÙ‰ شىء سوى ارضاء وجه الله والوطن لنراهم مرة أخرى يقوموا بتنØية القوى الوطنية وذلك بعد ان تم تجاهل شباب الثورة المخلص البرئ، بالاضاÙØ© الى ان هناك من يشير إلى صÙقات ومساومات مع المجلس العسكرى ÙÙ‰ مشهد يوØÙ‰ كأنهم أصØاب الثورة الوØيدين. وعندما جاء دور الاعداد لانتخابات مجلسى الشعب والشورى عادوا ليطمئنوا الناس انهم لا يسعو الى الهيمنة بالوعد انهم يهدÙون للØصول على Ù†ØÙˆ 20% Ùقط من الكراسى، ثم Ù†Ùاجأ انهم Ø£Øكموا قبضتهم تماما على المجلسين.
المشكلة ليست أن التيار الاسلامى بقيادة الاخوان Ø§ØµØ¨Ø ÙŠØªØكم ÙÙ‰ البرلمان ولكن المشكلة هى كي٠تمكن من ذلك. هم يدعون انهم وصلوا اليه عن طريق صندوق الانتخابات الذى اطلقوا عليه الديمقراطية، ولكن الديمقراطية الصØÙŠØØ© وسيلة وغاية وليست غاية Ùقط. Ùعندما يستخدموا أساليب تعتمد على اللعب غير الشري٠على وتر الدين، وعندما يستغلوا ظاهرة الÙقر عند الجماهير ÙÙŠØصلوا على أصواتهم عن طريق اشباع بطونهم، وعندما يعملوا على خداع الأميين ÙÙ‰ بلد تبلغ نسبتهم Øوالى نص٠سكانها، Ùالنتيجة أنك تØصل على برلمان تكون تركيبته ما نراه اليوم. وهو الغبن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙ‰ تمثيل الأقباط والأقليات الدينية والعرقية الاخرى بل والغبن ÙÙ‰ تمثيل التيار الاسلامى الليبرالى.
هذا المجلس بتركيبته الØالية لا يمثل الشعب المصرى بكل أطياÙÙ‡ ومع ذلك هناك اصرار على ان تكون له صياغة الدستور. والمعرو٠ان الدستور يمثل رأى جميع أطيا٠الشعب ويجب ان يصاغ بطريقة تØمى Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¬Ù…ÙŠØ¹ الأقليات الدينية والعرقية من بطش الغالبية. والمعرو٠أيضا ان البرلمانات تأتى ÙˆØªØ±ÙˆØ ÙˆØªØªØºÙŠØ± تركيبتها بØسب الجو السائد ÙÙ‰ المجتمع بينما الدستور وثيقة لها صÙØ© الديمومة، ولذلك يجب ان تمثل العناصر الدائمة ÙÙ‰ المجتمع وترعى مصالØها.
ولكن الاخوان يصرون على ان تكون لجنة المئة التى ستشر٠على صياغة الدستور نص٠عددها من البرلمان، ثم يختاروا هم البقية التى تروق لهم من خارج المجلس وقد تم انتخاب رئيس هذه اللجنة وهو Ù†Ùسه رئيس مجلس الشعب. وبهذا نستطيع ان نستنتج ماذا سيكون شكل الدستور القادم Ùالتيار الاسلامى يمتلك ÙˆØده الأصوات التى تعطيه ØÙ‚ اقرار هذا الدستور.
من هنا جاء انسØاب الكثيرين من اللجنة وهم ليسوا Ùقط من الأقباط والأقليات الأخرى، ولكن أكثرهم من المسلمين وعلى رأسهم ممثلى الأزهر الذين لا يؤيدون مبدأ الØكومة الدينية ويصرون على مدنية الدولة أو يرÙضون تØكم Ùصيل بعينه على بقية أطيا٠المجتمع.
مرة أخرة يلجأ الأخوان الى مقدرتهم الجبارةعلى الخداع. وهنا يظهر المتعاطÙين معهم للنجدة. وهو ÙÙ‰ هذه المرة الكاتب Ùهمى هويدى الذى جاء ليؤيدهم مقتبسا من استنتاجات دراسة قامت بها جامعة برنستون تقول- Øسب زعمه- أن 42 % من الدول التى تضمنتها الدراسة قامت برلماناتها بصياغة الدستور. والجدير بالملاØظة ان Ù†Ùس هذه الدراسة أشار اليها أيضا القيادى الاخوانى السيد/ صبØÙ‰ ØµØ§Ù„Ø ÙÙ‰ برنامج "الØقيقة" الذى يقدمه وائل الابراشى ÙÙ‰ قناة دريم.
ÙÙ‰ مقاله بعنوان"متØمسون للثورة متعثرون ÙÙ‰ الديمقراطية" المنشور ÙÙ‰ جريدة الشروق بتاريخ 27 مارس 2012 يقدم الكاتب Ùهمى هويدى تقييمه لما آلت اليه ثورة 25 يناير 2011 Ùيقول "اØدى خلاصات السنة الأولى من عمر الثورة المصرية ان المجتمع كان شديد الØماس للثورة المصرية ÙÙ‰ Øين ان نخبته ليست جاهزة للديمقراطية". ويضي٠الكاتب القول " ذلك ان الادعاء بأن الدول «Ø§Ù„Ù…Øترمة» متÙقة على أن البرلمان ليس جهة وضع أو صياغة الدستور كلام غير دقيق. إذ تكذبه الخبرة السياسية والتاريخية. علما بأن البرلمان ÙÙ‰ الØالة المصرية لن يضع الدستور ولكنه سينتخب اللجنة المكلÙØ© بذلك من بين أعضائه ومن خارجه. آية ذلك أن جامعة «Ø¨Ø±ÙŠÙ†Ø³ØªÙˆÙ†» الأمريكية أعدت دراسة شملت 200 دستور ظهر ÙÙ‰ العالم خلال ثلاثين سنة (بين سنتى 1975ØŒ 2005) بينت أن هناك 9 طرق لكتابة الدساتير. وكانت الوسيلة الأكثر استخداما هى أن تعهد الدول إلى البرلمان المنتخب لكى يقوم بهذه المهمة. وهو ما Øدث ÙÙ‰ 42Ùª من الØالات التى تمت دراستها، ÙÙ‰ Øين أن نسبة الØالات التى تم Ùيها وضع الدستور بواسطة لجنة تأسيسية معينة أو منتخبة من البرلمان كانت ÙÙ‰ Øدود 9Ùª" (إنتهى الإقتباس من مقال الأستاذ Ùهمى هويدى).
والØقيقة ان الدراسة التى قامت بها د. جينيÙر ويدنر الØاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة ييل وأستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة برنستون ØŒ بولاية نيو جيرسى كانت بعنوان
Reconstruction in Conflict and Post-Conflict Societies
أى إعادة البناء ÙÙ‰ مجتمعات متنازعة ومجتمعات ما بعد الصراع. وترتبط هذه الدراسة مع المبادرات الكبيرة التى يقوم بها معهد الولايات المتØدة للسلام (USIP)ØŒ وبرنامج الأمم المتØدة الإنمائى (UNDP) لاستكشا٠الروابط بين كتابة الدستور ÙˆØÙ„ النزاعات.
الدراسة استعرضت مايقرب من 194 Øالة وتشمل الØالات دساتير جديدة أو تعديلات دستورية بين عامى 1975 ويوليو2003 . ونشرت نتائج البØØ« ÙÙ‰ سبتمبر 2005 تØت عنوان
Widner, J. “Constitution Writing and Conflict Resolution,” Commonwealth Journal of International Affairs (Roundtable), 94, 381 (September 2005): 503-518
كما أنشأت موقعا الكترونيا ÙŠØمل Ù†Ùس المسمى ويضع بعض المعلومات الأساسية Øول كتابة الدستور ÙÙ‰ متناول الباØثين ÙÙ‰ جميع أنØاء العالم.http://www.princeton.edu/~pcwcr/index.html
وبغض النظر عن أن السيد هويدى اضا٠سنتين كاملتين من عنده، Ùبدلا من توقيت الدراسة على انه 1975-2003 ØŒ أشار سيادتة ان الدراسة كانت بين سنتى 1975-2005 ØŒ وأيضاً بالتغاضى عن إضاÙØ© طريقة جديدة من عنده لصياغة الدستور Øيث ذكر ÙÙ‰ مقالة أن هناك 9 طرق لكتابة الدساتير مع أن د. ويدنر قامت بتØديد المشاركة عبر الأبعاد المتعددة وتصنيÙها إلى 8 أنماط إجرائية رئيسية. لكن العجيب ÙÙ‰ الأمر ان السيد الكاتب تجاهل نقاط هامة ومØورية منها على سبيل المثال المبادئ التوجيهية للكومنولث ÙÙŠ وضع الدستور لعام 1999ØŒ والتى نصت على ضرورة التشاور مع الشعب، والانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ وجهات نظر متنوعة والØاجة إلى إشراك المواطن العادى ÙÙŠ عملية الصياغة. كما تضمنت المقترØات اهمية مشاركة غالبية السكان ÙÙ‰ جميع المراØÙ„ وتمكين الشعب من تقديم مساهمات Ùعالة وايضاً مساعدة وتمكين منظمات المجتمع المدني على المشاركة الÙعالة ÙÙŠ عملية وضع الدستور، والتأكيد على مصداقية الآليات المستخدمة والتمثيل الØقيقى لوجهة نظر الشعوب.
والأهم ان الأستاذ هويدى أهمل Øقيقة واضØØ© لمن يسعى جاهداً لتقديم جواب عملى ما بين النظرية والتجريبية ÙÙŠ العملية الدستورية ØŒ وهى أن كتابة الدستور تØتضن مجموعة من الإجراءات، وليس Øكم أو قرار واØد Ù…Øدد. تلك الإجراءات تعكس العديد من الوظائ٠يتم تنظيمها ÙÙ‰ مراØÙ„ مختلÙØ©: مناقشة القواعد الأساسية ØŒ وتطوير المبادئ الثابتة ØŒ وإعداد نصوص أولية ØŒ ومداولة واعتماد المسودة النهائية ØŒ والتصديق عليها وإصدارها. Ùهل ياترى يشعر السيد هويدى بالأطمئنان على مستقبل مصر ودستور بلد عظيم ÙÙ‰ أيدى دعاة المشاركة لا المغالبة.
كلام الاستاذ هويدى وان كان يبدو صØÙŠØا ولكن للاس٠هناك لوى ÙÙ‰ المعنى ÙŠØوله الى العكس تماما كمن يقول "لا تقربوا الصلاة". ÙØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† الدراسة لم تكن للدول "المØترمة" كما يدعى والتى تمرست ÙÙ‰ المبادىء الديمقراطية ولكن كانت أغلبيتها من دول العالم الثالث. ثم أن الدراسة لم تكن لتØديد الطريقة الأكثر استمعالا لاثبات انها الأصØØŒ ولكن لقياس مدى تأثيرها على تلك الدول. ثم انه ÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù† الاستنتاجات التى أوردتها الدراسة ان تأثير هذه الطريقة كان بالسلب. Ùتقول الدراسة "ان البلاد التى وضعت تØت الدراسة بلاد معرضة لاخطار الصدام countries at risk of conflict وذلك كنتيجة لتبنى أكثر من نظام سياسى. وغرض الدراسة كان تقييم تأثير عملية صياغة الدستور على مستوى العن٠هناك. وتخلص الدراسة الى ان من بين الاكتشاÙات الجوهرية ان درجة المشاركة ÙÙ‰ كتابة الدستور ليس له دور كبير ÙÙ‰ تغيير مستويات العن٠ÙÙ‰ بعض أجزاء العالم مثل أوروبا. ولكن هذا يختل٠ÙÙ‰ الدول الاÙريقية والأمريكتين ودول المØيط الهادى".
ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù† الدول التى أشار لها السيد/ هويدى على انها Ù…Øترمة والتى عهدت لبرلمانها بصياغة الدستور لم تكن من الدول الغربية بل كانت معظمها من دول العالم الثالث غير المستقرة وأن نتيجة قيام برلماناتها بصياغة الدستور زاد من Øالة التوتر والعن٠وعدم الاستقرار ولاثبات ذلك Ùان الدراسة أوردت عدد مرات اعادة كتابة الدستور ÙÙ‰ هذه الدول التى كانت أضعا٠غيرها. بعض هذه الدول اضطرت لاعادة كتابة الدستور ÙÙ‰ خلال Ùترة الدراسة من ثلاث مرات الى خمسة. وهذه مجرد عينة لبعض هذه الدول ومرات صياغة الدستور ÙÙ‰ Ùترة الدراسة:
Ø£Ùغانستان (ثلاث مرات) 1977- 1987- 2003
الجزائر (ثلاث مرات) 1976- 1989- 1996
بنجلادش (ثلاث مرات) 1975- 1979- 1991
بركينا Ùاسو (ثلاث مرات) 1977- 1991- 1997
كولومبيا (ثلاث مرات) 1976- 1981- 1993
جمهورية وسط Ø£Ùريقيا (أربعة مرات) 1976- 1986- 1992- 1994
جزر القمر (أربعة مرات) 1989- 1992- 1996- 2002
جمهورية الكونغو (ثلاث مرات) 1979- 1992- 2002
النيجر (خمسة مرات) 1978- 1989- 1992- 1996- 1999
راوندا (ثلاث مرات) 1978- 1991- 2003
تانزانيا (أربعة مرات) 1975- 1977- 1984- 1992
تايلاند (أربعة مرات) 1976- 1978- 1991- 1992
الخلاصة ان طمع الاخوان وطموØهم للاستØواذ على السلطة ليس له Øدود. Ùبعد قمع استمر عقود ساعدهم على كسب تعاط٠الشارع انÙتØت شهيتهم لأن يستولوا على كل شىء. ذاقوا طعم التورتة Ùأعجبتهم Ùاجهزوا عليها كلها غير تاركين لغيرهم Øتى الÙتات. ÙˆÙÙ‰ سبيل ذلك استخدموا الكذب والخداع للوصول الى هدÙهم. ولكى ما يبرروا الكذب ربما أطلقوا عليه "كذب شرعى" أو "تقية" أو "شطارة". وهذا قد ÙŠØ´Ø±Ø Ø¢Ø®Ø± طموØاتهم التى بسببها وصÙهم كاتبهم المÙضل السيد/Ùهمى هويدى ÙÙ‰ مقال آخر بأنهم "وقعوا ÙÙ‰ الÙØ®" لقد أخرجوا من جعبتهم ورقتهم الرابØØ© الشاطر. وبررووا كذبهم عندما وعدوا انهم لن يسعوا الى منصب الرئاسة بقولهم "ان ترشيØÙ‡ كان انما ØÙاظا على الثورة" بينما يعتقد البعض ان هذه كذبة أخرى تضا٠الى ملÙهم الطويل ÙÙ‰ الكذب وأن ترشيØهم له كان تØسبا من اØتمال ØÙ„ مجلسى الشعب والشورى ÙˆØتى لا يخرجوا من المولد بلا Øمص.
المثل يقول تخدعنى مرة عيب عليك، تخدعنى مرتين عيب على. Ùمن الآن وصاعدا لن نصدق سوى أعمالهمم. والآن يا خيرة الشطار Ù†ØÙ† ÙÙ‰ انتظار ماذا ستعملون بخيرت الشاطر والى أى مدى سيوصلكم الكذب، Ùالكذب كما تعلمون ليست له أرجل.
Mounir.bishay@sbcglobal.net
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :