«فورين بوليسى»: «الشاطر» لا يملك «كاريزما» .. وترشيحه «خطأ استراتيجى»
وصفت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية قرار جماعة الإخوان المسلمين الدفع بالمهندس خيرت الشاطر، النائب السابق لمرشد الجماعة، فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بأنه «زلزال هز المشهد السياسى المصرى».
وقالت المجلة: إن «الشاطر» شخص حذر، وقادر على السيطرة على المناقشات، لكنه لا يملك كاريزما الرجل الأول، وسيجد صعوبة فى توحيد صفوف الإسلاميين، المقسمة حاليا بالفعل.
وأضافت، فى تقرير مطول أعده الكاتب البارز مارك لينش، أن «هناك أسباباً دفعت الجماعة لاتخاذ مثل هذه الخطوة غير المسبوقة والجريئة، التى جاءت رداً على التهديدات التى تواجه الساحة السياسية، وليست تتويجاً لمؤامرة مع المجلس العسكرى، إلا أنها فى الوقت ذاته خطأ استراتيجى».
وأوضحت أن «خطوة خوض الانتخابات تنطوى على مخاطر سياسية كبيرة للجماعة فيما تحمل مميزات قليلة، ففى حال فوز مرشح الإخوان فإنهم سيسيطرون على مجلسى الشعب والشورى واللجنة الدستورية والرئاسة، وبذلك سيقفون وحدهم فى مواجهة المؤسسة العسكرية، وسيتحملون المسؤولية الكاملة عن الاقتصاد المصرى والسياسة والمجتمع فى الفترة المقبلة».
وتابعت: «أما إذا خسرت الجماعة فى الانتخابات فإن ذلك سيقضى نهائياً على فكرة الجماعة التى لا تقهر، وفوز الجماعة بانتخابات الرئاسة ليس مؤكدا، وخوض (الشاطر) السباق الرئاسى سيحشد أصوات غير الإسلاميين للالتفاف حول مرشح توافقى مثل عمرو موسى».
واعتبرت المجلة اختيار «الشاطر» مفاجأة، وقالت: «إن فوزه أو هزيمته سيحمل انعكاسات سلبية خطيرة للجماعة، والإخوان كانوا يفضلون إيجاد مرشح يدعمونه من خارج الجماعة، لكنهم لم يستطيعوا العثور على شخص مناسب بين المتنافسين».
وقالت: «ربما خشيت الجماعة وصول عمرو موسى إلى السلطة وحشده قوى مناهضة للإسلاميين، ما سيؤدى إلى تراجع المكاسب التى حققتها، أو تهميش الجماعة حال فوز أبوإسماعيل».
من جانبها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية: «إن دخول الإخوان المسلمين سباق الرئاسة فى مصر يزيد خطورة الانتخابات، فى الوقت الذى تصبح فيه تلك الانتخابات اختباراً حاسماً فى اتجاه مصر والربيع العربى ككل».
وأضافت الصحيفة: «إن المشهد المصرى المضطرب بعد الثورة يتعرض لهزات جديدة، بعد أن قررت الجماعة تقديم مرشح منها لانتخابات الرئاسة، هو (الشاطر) رجل الأعمال البارز الذى يعتبر البعض أن تصعيده سريعاً، فى حركة مفاجئة، مجرد رد فعل مذعور لمراوغة القادة العسكريين الذين يديرون البلاد».
وتابعت أن «شائعات ترشيح اللواء عمر سليمان، رئيس مخابرات نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، فى الانتخابات أشعلت التوقعات ببدء معركة درامية جديدة على الساحة».
وأوضحت أن البعض يُرجح أن الدفع بـ«الشاطر» كان بسبب تدهور العلاقات بصورة حادة مع المجلس العسكرى، الذى رفض إقالة حكومة الجنزورى، بينما يرجح آخرون أن ترشيح الشاطر تغطية لما يطلق عليه «صفقة استراتيجية» بين الجيش والجماعة، إلا أنه من المحتمل أن الجماعة ببساطة تريد أن تهزم المرشح السلفى حازم أبوإسماعيل، والمرشح الإسلامى المستقل عبدالمنعم أبوالفتوح.
وحول «الشاطر» قالت الصحيفة إنه «ليست لديه أى خبرة فى الترشح والدخول فى حملات انتخابية فى إطار نظام سياسى حر، وترشيحه ضربة جديدة لمصداقية الجماعة».
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :