الأقباط متحدون | "فاروق جويدة": أمثال البابا "شنودة" لا يموتون فهذه الرموز تظل في الوجدان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٠ | الاثنين ٢ ابريل ٢٠١٢ | ٢٤ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"فاروق جويدة": أمثال البابا "شنودة" لا يموتون فهذه الرموز تظل في الوجدان

الاثنين ٢ ابريل ٢٠١٢ - ٥٤: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتب- عماد توماس
استضاف المركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية المرقسية بـ"العباسية"، أمس الأحد، الشاعر "فاروق جويدة"، في إطار سلسلة ندوات للحديث عن المتنيح البابا "شنودة الثالث".

وفي بداية الندوة، قال الأنبا "أرميا" إن قداسة البابا جلس على الكرسي المرقسي أربعين عامًا وأربعة شهور و3 أيام، وإن البابا كان في مركز الإحداث، وكتب عنه "محمد حسنين هيكل" في كتابه "خريف الغضب" إنه كان يمتلك الكثير من المقومات.. كان شابًا متعلمًا، وكان كاتبًا متمرسًا، وكانت شخصيته قوية، إلى جانب كثير من صفات الزعامة ومركزه، وكان قداسته مصريًا عربيًا، ووقف بصلابة ضد أي تدخل أجنبي في شئون "مصر"، أحب اللغة العربية والشعر العربي، كما أحب الكتاب المقدس، وأحب "مصر" بمسلميها ومسيحييها، وترك إرثًا من التسامح والتآخي بين أتباع الشعب الواحد، وسيظل ماثلاً أمام المصريين، وكلنا نتطلع إلى مرحلة جديدة بكل ما تنتظره من حياة ومن التمدن، ومستقبل ننهل منه.

وتحدث الشاعر "فاروق جويدة" قائلاً: "قليلون هؤلاء الذين نحفظهم في قلوبنا حتى وإن رحلوا نكون أكثر إحساسًا، وكانوا معنا في كل الحالات. فالبابا بعيدًا عن العقيدة فهو رمز ديني عظيم من رموز هذا الوطن، وقبل هذا هو إنسان أحببته بكل معنى الكلمة، فقد كان كتلة شعرية، وقلت له ذات يوم: "الحمد لله إنك طلعت رجل دين، فقد كنت ستصبح منافسًا لي في الشعر".

وأشار "جويدة" إلى أن أول لقاء له مع قداسة البابا كان في 1986، حيث كانت له مسرحية تُعرض في المسرح القومي وكانت الحكومة ضد هذه المسرحية، فأراد عمل حشد لها وأتى بـ"محمد عبد الوهاب" و"هيكل" و"بهاء" والشيخ "الشعرواي"، وكانت المسرحية تحكي عن تاريخ الطغيان في العالم العربي من خلال شخصية "الحجاج"، فكلم البابا وأخبره برغبته في حضور المسرحية وفي مشاهدته فوافق، وفي البداية تكلموا عن الشعر وعن الأديان والتوحيد وموضوعات كثيرة.

واضاف "جويدة" إنه أحب البابا في صفاء نفسه، وفي شفافيته وثقافته وتنوعه، ووصفه بالطائر الذي يحب أن يحلق بعيدًا وعاليًا حتى يرى الصورة واضحة ومجردة وعلى حقيقتها. واستطرد: "أضع البابا في هذا السياق؛ فقد حلق بعيدًا ورأى العالم بعينين أكثر شفافية ونقاءً، فتجرَّد من محبة العالم".

وأوضح "جويدة" أن جنازة البابا كانت تجمع جميع المصريين، فالكل لم ينظر له على أنه رجل دين بل كإنسان كل التوجهات أجمعت عليه؛ لأنه اختار منطقة الكل مجمع عليها، فالبابا عاش في المنطقة التي نتفق عليها جميعًا، حتى في كلامه كان بليغًا، وحتى في صمته، فقد كان أبلغ من أي كلام، حتى في غضبه كان يشعر بالغضب الرحيم.

وأشار "جويدة" إلى أن البابا كان يحب الثقافة العربية ويفضلها على الثقافات الأخرى، رغم أنه كان من الممكن أن ينبهر بثقافة أخرى، فقد كان قارئًا للثقافة الغربية لكنه كان يحب "أحمد شوقي" ومتأثرًا به. وبالرغم من التناقض الشديد بين "جبران" و"أحمد شوقي" لكن البابا جمع الاثنين وتأثر بمدرسة الشعر في المهجر، وعمل تركيبه مصريه عربية وإنسانية.

وقال "جويدة": "إن أمثال البابا شنودة لا يموتون، فهذه الرموز تظل في الوجدان.

وردًا على المطالب الموجهة له بأن يكون له دور في غرس القيم والمبادئ في المجتمع، أوضح "جويدة" أنه لا يدخر وسعًا في ذلك، وأنه دائمًا يكتب عن ذلك في مقالاته ومسرحياته، ومعاركه مع النظام الراحل والحالي كانت من أجل هذه القيم والمبادئ. مشيرًا إلى أنه كتب منذ سنوات مقالة تم تحويله على إثرها إلى النيابة وأصيب بأزمة قلبية وخرج من المستضشفى عام 2005 أكثر ضراوة وحدة ضد الفساد، لافتًا إلى أنه في بلد محترم جدًا وعظيم جدًا، ولكن للأسف بعض الذين حكمونا وبعض المهرجين من الشعب لم يستطيعوا أن يفهموا حقيقة هذا الوطن.

وتعجَّب "جويدة" من الذين يدعون إلى الحوار مع الآخر، وقال: إذا كان الأباء لا يتحاورون مع أبنائهم فكيف يتحاورون مع الأسبان أو الأمريكان؟! مشيرًا إلى أنه ضمن أعضاء اللجنة المؤسسة للدستور، وحاول في الاجتماع الأول للجنة لم الشمل، لكنه وجد أن البعض انسحب وطالبه البعض الآخر بالانسحاب، أوضح أن الانسحاب ليس من عاداته.

ودعا "جويدة" الجميع إلى التجرد والتفكير في الآخرين لأن الأنانية المفرطة التي أصابت المصريين "خربتنا داخليًا"- على حد تعبيره-.

وأكَّد "جويدة" أنه مستعد للمشاركة في أي ندوة خاصة بالبابا "شنودة" أو أي شئ يتعلق بهذا الوطن أو يخص المسيحيين والمسلمين.

وعن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، أوضح "جويدة" أنه لم يكن في الماضي ما يسمى مسيحي ومسلم، وفي أيام الجامعة لم يونوا يعرفون ديانة الآخر، وكان لديه صديق مسيحي كان يذهب معه أحيانًا إلى الكنيسة كما كان يذهب صديقه مع إلى "الحسين"، وتساءل: إيه مسيحي وإيه مسلم؟ "كلنا مصريين، كلنا شربنا من مياه واحدة، ومالناش وطن غير ده".

وأشار "جويدة" إلى أنه يفكر في كتابة مقال بعنوان "العقل المصري يحتاج إلى إعادة تأهيل" لكي يعود مرة أخرى إلى ثوابته ومحبته وفكره، وقال: أقولها بكل صراحة وصدق وأمانة إن المصريين في حاجة إلى إعادة تأهيل.

وأكَّد "جويدة" أنه مستعد أن يسامح النظام السابق عن الأموال التي نهبوها والأخطاء التي ارتكبوها والبلاوي التي عملوها، ولكنه لن يسامح في تجريف العقل المصري لأنه جريمة لا تُغتفر. وقال: "هل يُعقل أننا (مش لقيين ناس) تحط لنا الدستور؟ هل يُعقل أن نصدق لما يقولوا دخلوا كنيستين وحرقوهم؟ "دي عصابة كانت بتضحك علينا".

وأضاف "جويدة": "هل هذه هي مصر التي نعيش فيها؟.. كل شوية بنتخانق مع بعض!.. فيه إيه؟.. فيه واحدة مسيحية تزوجت مسلم.. ما يتزوجوا.. مسلمة تنصرت.. ما تتنصر.. إذا كان ربنا سبحانه وتعالى قال (لكم دينكم ولي دين) و(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)... هل هذه هي الأديان؟.. الإسلام 90 في المائة معاملات و10 في المائة عبادات.. هذه هي الأديان التي نحن نفهمها".

وتساءل "جويدة": "هل الديانة المسيحية ناقصة واحدة؟ هناك أكثر من 85 مليون مصري، هل هينغص حياتهم 5 أو 7 أو 8 أو 10 هنا أو هناك.. ما هذا التسطيح في الفكر؟".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :