الأقباط متحدون | صلة الإخوان بالأقباط..محاولة لنفي شبهة التعصب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٨ | السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ | ١٥ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

صلة الإخوان بالأقباط..محاولة لنفي شبهة التعصب

middle-east-onlin المقال ملخص مِن بحث سامح فوزي | السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ - ٣٥: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

سعى الإمام حسن البنا ـ وهو يريد طرح الرابطة الإسلامية ـ إلى نفي تهمة التعصب عن الجماعة من خلال بناء علاقة مع بعض الأقباط، في الحدود التي تنفي عن الجماعة الاتهام بالطائفية والتعصب.

إن العلاقة بين الإخوان المسلمين والأقباط قديمة منذ تأسيس الجماعة العام 1928 وإلى الوقت الراهن؛ لكنها اتخذت مسارات متعرجة غير ثابتة حسب طبيعة النظام السياسي السائد. عقب تأسيس جماعة الأخوان المسلمين، بعد أقل من عقد على قيام ثورة 1919 التي شهدت تلاحماً قبطياً إسلامياً.

سعى الإمام حسن البنا ـ وهو يريد طرح الرابطة الإسلامية ـ إلى نفي تهمة التعصب عن الجماعة من خلال بناء علاقة مع بعض الأقباط، في الحدود التي تنفي عن الجماعة الاتهام بالطائفية والتعصب، ولكن دون أن يصل الأمر إلى حد تحول الجماعة إلى تنظيم مدني، عضويته مفتوحة لكل المصريين دون تمييز بسبب الدين أو العقيدة على غرار حزب الوفد.

في مطلع التسعينيات، وبالتحديد في أواخر يناير(كانون الثاني) 1992، على خلفية أحداث العنف الطائفي، التي طالت الأقباط في بعض مدن الصعيد، وكان الإخوان المسلمون راغبين في نفي الاتهام عنهم، وعلى خلفية ذلك جرى حوار بين قيادات الإخوان المسلمين وعدد من القيادات المدنية القبطية، التي عكست انتماءات سياسية ومشارب فكرية مختلفة ومتنوعة.

لكن لم يتمخض عن هذا الحوار ـ في ضوء ما تداول عنه من معلومات ـ شيء ملموس، ولم يكن غرضه سوى تبديد الهواجس في وقت تصاعد فيه العنف الطائفي ضد الأقباط.

في أعقاب فوز الإخوان المسلمين بثمانية وثمانين مقعداً في الانتخابات البرلمانية العام 2005، سعوا إلى حوار آخر مع الأقباط لتهدئة الهواجس في ضوء تصاعد المخاوف في الأوساط القبطية من فوز الإخوان المسلمين بنحو 20% من مقاعد البرلمان.وقد جرى الحوار - هذه المرة- حسب المطلب القبطي في إطار بحثي دراسي في 20 ديسمبر(كانون الثاني) العام 2005، بدعوة من مركز "سواسية" لحقوق الإنسان وثيق الصلة بالإخوان المسلمين.

كما شهد الحوار، الذي عقد في إحدى قاعات نقابة الصحفيين، جدلاً واسعاً، وشارك فيه رموز مدنية قبطية مختلفة تماماً عن تلك التي شاركت في الحوار الذي جرى في التسعينيات، وهو ما عكس تنوع التجربة وزاوية الرؤية، واختلاف الأجيال. فقد جاء الحوار في ظرف تاريخي مختلف، بات واضحاً فيه أن النظام يخشى أي تقارب بين الإخوان والأقباط يحرمه من "التأييد التلقائي القبطي"، الذي ظهر في انتخابات الرئاسة التعددية عام 2005، إلا أن ذلك كله لم يتمخض عن نتائج محددة.

بخلاف ذلك، قام الإخوان المسلمون بفتح قنوات حوارية مع شخصيات قبطية، إلا أن هذه الحوارات لم تكن بالعمق المرجو، فضلاً عن أنها لم تكن مؤسسية أو تحمل أي شكل من أشكال الاستدامة، وشارك فيها بعض الأقباط، ممن ليس لهم خبرة المشاركة في مثل هذا النوع من الحوارات، ولم تتمخض سوى عن حديث متكرر عن وجود حوار، ولكن دون بلوغ نتائج واضحة يمكن البناء عليها.

من هنا، يمكن القول: إن العلاقة بين الإخوان المسلمين والأقباط ـ قبل ثورة 25 يناير(كانون الثاني) ـ لم تكن مستقرة بالنظر إلى غياب القدرة على خوض القضايا الشائكة بين الجانبين.

فمن ناحية أولى كان الإخوان المسلمون من القوى السياسية التي يصنفها نظام مبارك (1981-2011) بأنها محظورة سياسياً؛ ويفرض الكثير من القيود على حركتها مع القوى السياسية الأخرى، ومع سائر المؤسسات والهيئات المجتمعية، وإن لم يمنع ذلك النظام من أن يبلور تفاهمات معها في انتخابات 2005 أدت إلى وصول ثمانية وثمانين عضواً من الإخوان المسلمين إلى مجلس الشعب.

ومن ناحية أخرى لم تكن الكنيسة القبطية ـ الكيان الديني المؤسسي الذي يضم الأقباط ـ ترغب في التواصل مع الإسلام السياسي بالنظر إلى علاقتها المستمرة بنظام مبارك؛ والإسلام الرسمي ممثلاً في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، فضلاً عن وجود ذاكرة جمعية قبطية تنضح بالأحداث التي استهدَفَتْ فيها فصائلُ وجماعات من الحركات الإسلامية الراديكالية الأقباطَ.فالتفرقة بين التيار الوسطي للإسلام السياسي ممثلاً في الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية الأخرى لم تكن قائمة.

كما أن هناك اعتقاداً ساد الجانب القبطي بأن الإخوان المسلمين يريدون مد أواصر العلاقة مع الأقباط ليدفعوا عن أنفسهم تهمة التعصب الديني؛ دون أن تكون لديهم رغبة في بلورة خطاب حقيقي يعزز المواطنة الكاملة للأقباط.

أما الإخوان المسلمون فقد كان لديهم اعتقاد بأن الأقباط، مهما برزت أسماء منهم في أوساط الحركات والقوى السياسية يقبعون تحت جناح الكنيسة، وبالتالي فإن التواصل لن يكون مع القيادات المدنية المسيحية، ولكن مع القيادات الكنسية.

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارك في التظاهرات يوم 25 يناير تاركة الأمر للاختيار الفردي لأعضائها؛ وهو الأمر الذي اختلف يوم 28 يناير عندما شارك الإخوان المسلمون بكثافة، وأعلنت الكنيسة القبطية دعوتها إلى عدم المشاركة في التظاهرات، ولكن الأقباط شاركوا فيها، وظهروا في ميدان التحرير، وغيره من الميادين المصرية.

شارك الإخوان المسلمون لأنهم شعروا أن النظام يتهاوى، وحان وقت مشاركتهم، وتصفية حسابات تاريخية مع نظام مبارك وأجهزته الأمنية، وربما اعتراهم خشية أن يخرج النظام من الأزمة فيدفع الإخوان المسلمون الثمن باهظاً، ولاسيما أن الخطاب الذي ساد إعلامياً، تحركه المنابر الإعلامية التابعة لنظام مبارك، كان يحملهم المسؤولية، وحدثت اعتقالات لبعض الإخوان عشية تظاهرات 28 يناير.

أما الأقباط فكان لديهم شعور بالاحتقان، نتيجة أحداث كنيسة العمرانية التي خرجوا فيها للمرة الأولى إلى الشارع في خريف عام 2010 يعبرون عن حنقهم لتحرش السلطات بهم نتيجة بناء كنيسة؛ وهو الأمر نفسه الذي تكرر في أعقاب حادث كنيسة القديسين في ليلة رأس السنة 2011، والذي راح ضحيته ثلاثة وعشرون شخصاً، ما عدا المصابين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :