الأقباط متحدون | حب أم صراع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢١ | السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ | ١٥ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حب أم صراع

السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا المحامي
دق جرس الهاتف وكان المتحدث شخصا نعتز به جميعا فقد عرفناه فنانا قديرا ومصريا غيورا وأديبا ألمعيا.  هو الاستاذ شفيق بطرس.  وفى حديث قصير طلب إلى الاستاذ شفيق أن أكتب ما ينهى الصراعات القائمه بين الاخوه المهاجرين.  واندهشت لهذا التليباثى أو توارد الخواطر إذ كنت بصدد كتابة بعض الكلمات فى هذا الموضوع على وجه  الخصوص.
إن جميع النشطاء أو الكتاب أو المعلقين فى القضيه القبطيه لا يدفعهم ألى الكتابه أو العمل أو التعليق إلا دافع المحبه.  محبة الوطن محبة الاخوه والاخوات المطحونين والمظلومين.  إلا أنه مع مزيد الاسف فإن البادى أن تلك المحبه قد تدخل فيها عدو الخير فأصبحت سببا للصراع الذى تطور إلى الهجوم الشخصى على بعضنا البعض.  ومن ثم تنكبت رسالتنا عن مسار المحبه واتجهت إلى هجوم على بعضنا البعض.  هجوم بعضه ضار وبعضه فى صورة نقد ولكنه نقد يخلو من المحبه ويرفع راية الصراع.  
 
وما لبثت قضية المحبه أن انحرفت فأصبحت صراعا بين بعضنا البعض كل منا يحاول أن يثبت أنه الوحيد الذى له النظر الثاقب والفكر العميق.  وما لبثت أن اصبحت القضيه القبطيه قضية صراع وليست قضية حب فأنستنا الهدف الاسمى الذى نسعى إليه جميعا ألا وهو سلام الوطن وسلام وسلامة إخوتنا فى الوطن.
مع كل هذا وذاك فالامر ليس امر من على حق ومن على باطل, فإن الظروف قد تكفلت بالعلاج ويتعين أن نستجيب لعوامل ذلك العلاج وتلك الظروف التى تهيئها السماء من عل ويهيئها قديس العصر وهو فى أحضان رب المجد يسوع.
 
إن الظروف الراهنه لا تدع مجالا للحديث عن الماضى سواء كان القريب أو البعيد.  ولكن الواقع المعاش يجعلنا جميعا أن نعيد حساباتنا.
إن انتقال قداسة البابا حبيب المسيح كان –فى رأيى- علامة فارقه فى تاريخ مصر.  كنا نعتقد أن مسلمى مصر قد انفصلوا عن مسيحييها وأن المتطرفين قد نجحوا فى ترسيخ الفرقه بل والعداء بينهم.  إلا أن انتقال قداسة البابا أظهر لنا المعدن الحقيقى للمصريين جميعا, مسلميهم قبل مسيحييهم.  طغى الحزن على مسلمى مصر إلى درجة أن كل مسلمى كل عماره كانوا يواسون مسيحييى العماره.  وصلتنى مكالمات عديده تعبر عن تلك الولاده الجديده لروح مصر.  مصر التى لا تعرف إلا الحب والتماسك والتآلف والموده والاخاء والنقاء.
 
أيقنت أن تاريخ مصر الاسود الذى عانت منه مصر على مدى أربعين عاما لم يكن إلا من فعل حكام تشربوا من جهل التطرف وجشع الانانيه والانسياق وراء الشر والشرور.  وقد كان هؤلاء الحكام يقعون تحت وهم باطل يزين لهم الشر ويسمح لهم بالعمل على الفرقه والتفرقه فطغت الاوهام الفاسده على مصلحة الوطن والتى لن تتحقق إلا بتماسكه وعدالته ووحدته وانتشار الحب بين كل فرد من أفراده.
نعم يوجد بيننا بعض المرضى الذين استسلموا لروح الكراهيه والمبغضاء مثل السلفيين الذين تجردت نفوسهم من روح الانسانيه للاسف الشديد فتصوروا أن النجاح فى الكراهيه وان أبواب السماء مفتوحه للمظاهر الخادعه دون جوهر الانسانيه والوفاء والولاء.  الوفاء للاخوه المواطنين والولاء للوطن الام الذى نشأنا تحت سمائه ونهلنا من أرضه وارتوينا من مائه وتظللنا بسمائه.  ولكن نسينا أن الحب يعالج كل المشاكل ويفتح القلوب المغلقه والجاحده.
 
وإنى لن أدخل فى أمور فلسفيه تحتمل الصواب والخطأ ولكن يتعين علينا فى هذا الجو المفعم بالعواطف النبيله أن نستغله من أجل السلام.  ولن يتأتى ذلك إلا بنشر روح المحبه إذ علينا كأبناء للكنيسه أن نأخذ بيد المبادره ونكون البادئين بالحب والداعين إلى السلام والتعاون والوحده وأن يحتمل بعضنا هنات بعض ونكون أول من يرفع راية السلام حتى نتمثل بأبينا الصالح مثلث الرحمات  قداسة البابا شنوده الثالث.
وبهذه المناسبه أرجو قبول اعتذارى إذا كانت أىّ من مقالاتى أو كلماتى قد أخذها البعض مأخذ الهجوم أو التحدى.
إن المناخ موات لاستثمار روح المحبه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :