الكاتب
جديد الموقع
إنتقال وليس موت
بقلم: د. رأفت جندى
فى نهاية حياة البابا شنودة أو اى مسيحي نقول انه "انتقل"، ولرجال الكهنوت نستخدم كلمة "تنيح" من اصل عبرى بمعنى انه ارتاح، ولكننا بالتأكيد لا نقول أنه "مات"، وفى الصلاة على جثمان المنتقل يقول الأب الكاهن "ليس هو موت لعبيدك ولكنه انتقال".
قبل وقوع ادم فى الخطيئة قال له الرب الإله "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ"، وعاش ادم بعدها 930 سنة، ولكنه كان مطرودا من حضرة الرب، وهذا يعطينا معنى الموت فى الأنفصال عن الرب الإله بفعل الخطيئة.
وكل البشر قبل السيد المسيح كانوا فى حالة موت بمعنى انفصال عن الرب، فلا ُيسمح لهم بدخول قدس الأقداس الذى يمثل حضور الرب الإله، وايضا كان يموت كل من يمس جبل سيناء وقت حلول الرب، وكذلك كل من ينظر لتابوت العهد او يلمسه يموت، و بعد أن يفارق الروح الجسد كانت الارواح تذهب للجحيم الذى هو مكان الأنتظار لجهنم، ولهذا كان لمس جسد الميت او القبور فى العهد القديم يؤدى إلى النجاسة، وكانوا يدهنون القبور باللون الأبيض من الخارج لكى لا يلمسها احد فى الظلام ويتنجس.
بعد تجسد السيد المسيح وصلبه وقيامته تم الصلح بين السمائيين والأرضيين ولهذا انشق حجاب الهيكل الذى كان يرمز لهذا الفصل، ورد السيد المسيح ارواح المنتقلين الأبرار للفردوس واصبح المؤمنون به مسكنا للروح القدس، ولهذا نتبارك فى العهد الجديد بأجساد القديسين.
ولكن يظل معنى الموت انه فعل الخطيئة ولهذا قال السيد المسيح "ألْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَد" ثم قال "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ", بمعنى أن كل من يتبع تعاليمه لا يخطى لكى ينفصل عن الرب الإله، وحتى ولو مات بفعل الخطيئة يكون له توبة وخلاص فى ايمانه بالمسيح ولا يذهب إلى الجحيم بل للفردوس.
ووقتها تحير اليهود جدا لانهم لم يفهموا عن الموت سوى أن الروح تفارق الجسد ولهذا قالوا له "أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟"
وفى الاصاح الثانى من سفرالرؤيا يقول الروح للكنائس "مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي"، ولهذا فالكتاب المقدس يعلمنا أن الموت الأول هو موت فعل الخطيئة، والموت الثانى هو انتهاء الأنسان فى الجحيم.
نياحة لقداسة البابا شنودة الذى كان بكل تأكيد شهيدا بدون سفك دم من كثرة اتعابه ومتاعبه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :